الواقعية السحرية والأغاني التراثية.. كلمة السر في رواية ملكة الأزرار للروائي محمد عطية
شخصيات حائرة تملأ حياتها الألغاز، وتحاول من خلال أسلوب الاعترافات أن تستدل على طريقها وسط الضباب والظلام، وتواجه في تمهل وعبر أسلوب التجربة والخطأ نفسها قبل الأخرين، وتحاول في سعي يشهد صعودا وهبوطا، فشلا ونجاحا، أن تصل إلى مبتغاها وتتعرف على هويتها وتحدد مشكلتها وتشخيص علتها من أجل إيجاد أفضل الحلول لها. العبارة السابقة توجز وتلخص إلى حد ما العالم الغرائبي لـرواية ملكة الأزرار، الصادرة عن دار الثقافة الجديدة للصحفي والكاتب محمد عطية والتي تعد هي باكورة أعماله في عالم الكتابة الأدبية.
تسرد الرواية قصص عدد من الأبطال الذين تجمعهم شبكة من الروابط رغم تباعدهم المكاني والزمني، ويشعر القارئ للنص أن شخوص العمل ليسوا إلا جزرا منعزلة، هذا ظاهريا فمع الاستمرار في تتبع الأحداث وتوالي الفصول حتى النهاية يكتشف القارئ أن هذه الجزر المنعزلة ليست إلا أرضا واحدة متصلة وأن هناك ما يجمع بين كل أبطال الرواية.
الواقعية السحرية
الواقعية السحرية هي كلمة السر في رواية محمد عطية الأولى، حيث يقدم لنا الأخير مزيجا من الوقائع والخيال في نسيج العمل، ويحفل النص بمعلومات تاريخية وأنثروبولوجية ونفسية تشكل رافدا من روافد السرد وتحقق انسيابية النص.
ولا تتبع الرواية أسلوب الفصول، بل يفصل بين كل شطرة وشطرة سردية منها ثلاثة نجوم كعلامة على انتهاء الجزء السابق واستهلال الجزء التالي، وتعتمد من بين ما تعتمد على الكثير من الموسيقى الشعبية والمدائح والمواويل والتراث الغنائي والموسيقي في الفترة من أوائل القرن العشرين وحتى العهد الحالي. وعلى الرغم من أن المؤلف يستخدم العربية الفصحى في كتابته للعمل الأدبي إلا أنه أحيانا ما يُضمن نصه عبارات من اللهجة العامية المصرية على لسان شخوص العمل وأبطاله.
وعن زمن أحداث الرواية، فإن القارئ يتعرف في سهولة على توقيت وقائعها ومجرياتها خلال قرائته للنص وإنصاته لما تقوله الشخصيات وما تصنعه من تفاعلات وتشابكات بينها وبين بعضها البعض.
القارئ للعمل الأدبي يتنقل بين كل شخصية وشخصية من أبطال العمل في سلاسة وخفة، يتعاطف مع كل بطل من أبطالها وكأنه صوت ولسان حال القارئ نفسه، ويفاجئ بنهايات كل واحدة منها.
السيرة الذاتية للكاتب
الكاتب محمد عطية هو عضو بنقابة الصحفيين المصريين من مواليد ديسمبر 1982، وعمل في عدد من الصحف والمواقع المحلية والعربية، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العبرية بكلية الأداب جامعة عين شمس عام 2003، بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، وكان الأول على دفعته، كما حصل عطية على دبلومة في الترجمة في اللغة العبرية من كلية الألسن جامعة عين شمس، ودبلومة في اللغة الروسية من المركز الثقافي الروسي.