وكيل أوقاف القاهرة: الإلحاد هو الخروج عن منهج الله وفطرته
انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي الخامس الرئيسي من مسجد المهند بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة اليوم السبت 20 أغسطس 2022م بعنوان: حاجتنا إلى الدين وضرورة محاسبة النفس.
افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي الخامس بالأوقاف
حاضر فيها الدكتور أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، مع وجود جمع غفير من رواد المسجد.
وكيل الأوقاف لشئون الدعوة: التدين الحقيقي يعصم صاحبه المعصية
وفي كلمته، أكد الدكتور أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة أن الدين فطرة الله التي فطر الناس عليها، حيث يقول الحق سبحانه: "فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"، ويقول سبحانه: "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا".
وأوضح أن الله عز وجل أرسل الأنبياء والمرسلين بالشرائع التي تنظم علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بأخيه الإنسان، وعلاقته بالكون كله؛ ليتحقق في الأرض الحق والعدل، حيث يقول تعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ".
كما أكد أن التدين الحقيقي يعصم صاحبه من الزلل، لأنه يدرك أن أعماله تُحصى عليه، وأنه سيقف بين يدي الله (عز وجل) الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، يقول سبحانه: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".
مدير أوقاف القاهرة: الدين فن صناعة الحياة وعمارة الكون
وفي كلمته أكد خالد صلاح الدين حسونة مدير مديرية أوقاف القاهرة أن الدين الحقيقيّ الذي شرعه الله عزّ وجلّ لعباده ميزانٌ قويمٌ لضبط سلوك الإنسان، وقيمه، وأخلاقه، وحسن مراقبته لله (عزّ وجلّ)، ليس في عباداته التي يتوجه بها إلى الله (عزّ وجلّ) فحسب؛ بل في سائر حركاته وسكناته، سرّه وعلنه، رضاه وغضبه، عمله وعلاقاته، وسائر تصرفاته، وهو صمام أمان للبشرية جمعاء.
وكيل أوقاف القاهرة: الإلحاد هو الخروج عن منهج الله وفطرته
كما بين أن الإلحاد والخروج عن منهج الله وفطرته التي فطر الناس عليها له مفاسد وشرور لا تُحصى ولا تُعد على الفرد والمجتمع، والأمم والشعوب، منها: اختلال القيم، وانتشار الجريمة، وتفكك الأسرة والمجتمع، والفراغ الروحي، والاضطراب النفسي، وتفشى ظواهر خطيرة كالانتحار، والاكتئاب النفسي، حيث يقول الحق سبحانه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى، ويقول سبحانه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ.
كما أكد على أهمية محاسبة النفس، فالعاقل هو من يحاسب نفسه على كل ما يصدر منه، ويدرك بعين البصيرة أنه لا ينجيه من حساب الله في الآخرة إلا لزوم ودوام المحاسبة لنفسه في الدنيا، وصدق المراقبة لله (عز وجل)، فمن حاسب نفسه في الدنيا، خف يوم القيامة حسابُه، وثقل ميزانه، ومن أهمل المحاسبة ربما دامت حسراته، وخاب وخسر، وكان سيدنا عمر (رضي الله عنه) يقول: حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، وَتَجَهَّزُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَئِذٍ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا.