أبرزها سد النهضة والأمن الغذائي العربي والاستعداد للجمعية العامة للأمم المتحدة.. ملفات على طاولة الزعماء العرب في العلمين اليوم
تتصدر العديد من القضايا العربية والإقليمية طاولة مباحثات قادة الدول العربية الخمس المجتمعين اليوم في العلمين بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ظل التطورات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي يعيشها العالم والمنطقة بشكل خاص، بهدف التوصل إلى توحيد في الموقف العربي تجاه تلك القضايا.
كما تحظى القمة التي دعى إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي باهتمام عربي كونها الأولى لقادة عدد من الدول العربية عقب قمة جدة التي عقدت في يوليو الماضي بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأمريكي والرئيس السيسي والعاهل الأردني ورئيس وزراء العراق، وعقب الحرب الإسرائيلية الاخيرة على غزة، وبالتزامن مع التدخلات التركية المتزادة مؤخرًا في سوريا.
سد النهضة أمام القمة العربية الخماسية
مفاوضات سد النهضة الإثيوبي أيضا ستكون حاضرة بقوة خلال القمة العربية الخماسية، بحسب السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون العربية، وأن مصر ستطرح أزمة سد النهضة الإثيوبي على الدول المجتمعة في العلمين بهدف قيامهم بأدوار في ملف المفاوضات بين الدول الثلاثة للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف خلاف لـ القاهرة 24، أن القمة تبحث أيضا الأمن الغذائي العربي في ظل الأزمة الغذائية التي يعيشها العالم على خلفية الحب الروسية الأوكرانية، إذ سيبحث القادة العرب بشكل جاد مشروعات غذائية جديد بين الدول الخمسة لإيجاد مشروعات إستثمارية جديدة تضمن استقرار الأمن الذائي العربي، والتصنيع الزراعي وليس الاكتفاء بالاستصلاح الزراعي فقط.
ويوضح أيضًا، أن ملف تصدير الغاز العربي حاضرًا بقوة على طاولة المباحثات، أما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، يرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، ان الدول الخمس ستبحث كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني، خاصة في ظل حضور العراق التي يمكن وصفها بالوسيط العربي مع إيران، لضمان أمن الخليج العربي.
الأزمة العربية والأزمة السورية
إلى جانب ذلك يتابع السفير هاني خلاف، أن قمة العلمين ستبحث تطورات الأزمة الليبية وما يمكن تقديمه من الدول الخمس لإنهاء الازمة والتوصل إلى انتخابات مرتقبة في البلاد، وبحث الأزمة اليمنية والدور الذي يمكن أن تلعبه الإمارات لإنهاء الحرب اليمنية باعتبارها أحد الدول الأساسية في التحالف في ظل عدم وجود السعودية بالقمة.
مراجعة القضايا العربية
وإقليمًا تحتاج المنطقة العربية إلى مراجعة حقيقية للعديد من الملفات الاقتصادية والأمنية، وبحث الملفات المشتركة بين الدول العربية، ومناقشة مواجهة المخاطر التي تأثرت بها المنطقة جراء الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب الدكتور رائد العزاوي، رئيس مركز الأمصار العراقي للأبحاث السياسيية والاستراتيجية.
وأضاف لـ القاهرة 24، أن قادة الدول الخمس سيبحثوا مواجهة الإرهاب في الدول العربية، إلى جانب العمل على الإعداد لمنظومة أمن غذائي عربي تواجه المخاطر المستقبلية خاصة عقب تأثر الدول العربية بشكل كبير غذائيًا بسبب الحرب الأوكرانية، كما سيتم بحث الإعداد للقمة العربية المقبلة في الجزائر.
وأوضح العزاوي، أن العراق سيكون حاضر بشكل كبير في القمة من خلال عدة ملفات أولها ان بلاد الرافدين تعد بلد واعدًا للساتثمار إلى جانب امتلاجها لقطاعات نفطية ضخمة يمكن من خلالها تقديم الدعم الاقتصادي لكل من مصر والأرد والبحرين.
كما يلعب العراق دور وسيط في الملف النووي الإيراني بين الدول العربية وإيران، وأن بغداد تسعى للاستفادة من العلاقات الجيدة بإيران لتحفيز طهران على اتخاذ مواقف محددة في بعض القضايا بين إيران وبعض الدول العربية كالسعودية والإمارات والبحرين بالاستفادة من تلك العلاقات لحل التوترات الإيرانية مع الدول العربية.
وسياسيًا، يردف رئيس مركز الأمصار العراقي للأبحاث السياسيية والاستراتيجية، ان القمة تحظى بأهمية بالغة كونها تمثل أول قمة تجمع قادة خمس دول عربية عقب قمة جدة التي عقدت منتصف الشهر الماضي.
استعدادات عربية للجمعة العامة للأمم المتحدة
وفي ذلك يرى الكتور حسن الموني أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية، أن القمة الخماسية بالعلمين ستبحث استعدادات العرب للجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمر المقبل، والملفات العربية التي سيتم إبرازها من بينتها القضية الفلسطينية، إلى جانب مناقشة تطورات الملف النووي الإيراني خاصة في ظل الحديث عن إقتراب التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وأمريكا.
وأضاف لـ القاهرة 24، أنه من المرتقب أن يتم بحث الأزمتين السورية والليبية بين قادة الدول العربية الخمس كونهما من أبرز القضايا العربية في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن القمة تاتي على خلفية حراك دبلوماسي بين الدول الخمسة، على خلفية الشراكات الاستراتيجية التي تجمع مصر والعراق والأردن من جهة، وبين الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والإمارات والعراق ومصر.
وتابع أن قمة العلمين ستعمل على التركيز على الجوانب الاقتصادية والأمن الغذائي، وبحث القضايا العربية التي تمس الأمن القومي العربي ومن بينها القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، وأزمة العراق السياسية التي تعيشها حاليًا، خاصة ان تلك الأزمة تؤثر على التعاون الاستراتيجي مع الدول العربية، وأمن الخليج.
وتعقد خلال الساعات المقبلة، قمة عربية خماسية بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحضور الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والملك حمد بن عيسى آل خليفة العاهل البحريني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بمدينة العلمين.
