درع وسهم.. كيف اقتنص فرسان الزمالك لقب الدوري الرابع عشر؟
يطل فرسان الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، في مباراة الليلة أمام الاتحاد السكندري، وصدورهم محملة بأوسمة النصر، بعد ضمان التتويج بدرع الدوري الممتاز للمرة الثانية على التوالي والرابعة عشرة، في تاريخ القلعة البيضاء العريقة، ليواصل أبناء ميت عقبة احتضان الدرع النفيس.
ظهور فرسان الزمالك بعد اقتناص الدرع
كملوك مُظفرين بالتاج على رؤوسهم، يدخل لاعبو الزمالك لقاء اليوم أمام الاتحاد، كمن خضع له خصومه في المعركة ليفوز بها قبل أن يبدأ في استلال سيفه أو خروج سهمه من قوسه.
سهم الزمالك خرج من قوسه مبكرًا، بعدما تعاهد لاعبو الزمالك على أن يكونوا درعًا يحافظ على لقب الدوري الغالي، وسهمًا يقتنصه للمرة الثانية على التوالي، ويحفظه داخل أسوار القلعة البيضاء، رغم كل ما صادف الفرسان من عقبات في طريق الذود عن لقب النسخة الماضية.
بداية هزيلة وهزائم نفسية
كان على فريق الزمالك مجبرًا، أن يبدأ الموسم الحالي، في أسوأ صورة ممكنة، بسبب ما عاناه الفرسان من معارك أوقعت بهم، إذ بدأ الزمالك الموسم الجاري محملًا بأعباء تغيير وتعاقب اللجان الإدارية المؤقتة للنادي، وتعرضه لإيقاف القيد وعدم تسجيل لاعبين جدد، بالإضافة إلى رحيل فارس أصيل من أعمدة الفريق وهو التونسي فرجاني ساسي الذي لملم أغراضه معلنًا وجهته إلى الدحيل القطري.
العوامل الثلاث الماضية أظهرت فريق الزمالك في نسخة سيئة محليًا وإفريقيًا، جعلت الفريق يُعاني الأزمات في الداخل والخارج، حتى تأكدت مغادرته لدوري أبطال إفريقيا من مرحلة المجموعات، بعد إعلان رحيل الفرنسي باتريس كارتيرون.
فيريرا وحقبة جديدة لاستعادة الثقة
بمجيء القائد المخضرم فيريرا، بدأ فرسان الزمالك في التعافي من آثار الهزائم والنكبات الماضية، كمن نفث فيهم شرابًا أعاد إليهم الحياة من جديد، لينفض الجميع التراب عن ملابسه وأسلحته، معلنين استلال السيف والإمساك بدرع متين، من أجل إطلاق سهم الفوز باللقب للموسم الثاني على التوالي.
خطط فيريرا أتت بثمارها سريعًا، حيث تكوّن في فريق الزمالك جبهة حقيقة تدافع عن اسم ناديها ولقبه، والتي لم تتوانَ أبدًا أو تبخل بنقطة عرق في سبيل الوصول للدرع الرابع عشر.
استقرار وزعزعة بالمقابل
بدأ الزمالك موسمه في أسوأ صورة ممكنة، على عكس غريمه الأهلي الذي بات متفوقًا تفوقًا كليًا بعد الفوز المتتالي في الموسمين السابقين بالبطولات، وحتى حصد ميدالية برونزية في نسخة كأس العالم للأندية من الموسم الحالي، لينعكس الأمر تمامًا، بعدما بدأت الفوضى تدب في صفوف الأحمر، خصوصا عقب رحيل الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، على عكس كتيبة فيريرا التي بدأت تنعم بالاستقرار الفني والإداري.
لا يغفل أحد على الإطلاق أن الفضل الأول والأخير في تتويج فرسان ميت عقبة بلقب الدوري هو الفريق ذاته بعزمه وإصراره، لكن ذلك لا يعني إغفال دور الأهلي في تقديم هدية للزمالك بحصد اللقب من خلال سقطاته المتواصلة ونتائجه السلبية على مدار الموسم.
درع وسهم لاقتناص اللقب
تبنّى الزمالك في طريقه للظفر بلقب الدوري، الخطة الأساسية للفرسان في القتال خلال المعركة، وهي أداتا السهم والدرع الخاصة بأي محارب قديم، ورغم أن لكل لاعبي الزمالك فضلا في حصد اللقب الرابع عشر، فإن محمد عواد كان أحد أهم جنود كتيبة الفرسان بصفته درعًا منيعًا تصدى لجميع أنواع الخطر، ونجح في الذود عن مرماه، مما أكسبه ثقة جماهير الأبيض.
وإن كان عواد هو الدرع في كتيبة الزمالك، فلا يُمكن أن نغفل إطلاقًا دور السهم المنطلق دائمًا نحو الخصوم، وفي صدورهم، وهو أحمد سيد زيزو الذي قدم موسمًا استثنائيًا داخل جدران القلعة البيضاء، أمكن فريقه من ارتداء تاج النصر.
قلعة الزمالك حُصنت بعدد من الجنود المميزين أمثال محمود الونش وإمام عاشور والمغربي أشرف بن شرقي قبل رحيله، بالإضافة إلى الأسطورة شيكابالا، إلا أن الإدارة بذاتها استطاعت هي الأخرى تشكيل سهم ودرع من أجل الحملة ذاتها.
درع وسهم إداري في الزمالك
مرتضى منصور رئيس الزمالك، نصّب نفسه سهمًا منطلقًا ضد كل من يحاول النيل من فريقه أو ناديه، فيما نصّب نجله أمير مرتضى منصور درعًا لفريق الكرة يحمي اللاعبين دائمًا، ليجد الزمالك النجاح في نهاية المسيرة، متوجًا بلقب الدوري للمرة الثانية على التوالي، بالإضافة إلى اقتناص لقب كأس مصر خلال الموسم من الغريم التقليدي.
