مسئول أوكراني يتهم روسيا بقتل ابنة العقل المفكر لبوتين: كيف دخلت القاتلة موسكو وهي جندية لدينا؟| خاص
قال مصدر مسئول بالسفارة الأوكرانية بالقاهرة، إن المخابرات الروسية هي من تقف وراء مقتل داريا دوغين ابنة المفكر السياسي ألكسندر دوغين الذي يُطلق عليه عقل بوتين، بدافع تبرير أفعالها في أوكرانيا وكي تستقطب الأذرع السياسية المحلية والدولية في دعمها بأوكرانيا.
وكشف المصدر في تصريح لـ لقاهرة24، أن المتهمة بقيادة عملية الاغتيال مُدرج اسمها في كتيبة آزوف الأوكرانية الشهيرة بمقاومة روسيا، وبالتالي كيف يمكن أن تمر الحدود الروسية بأوراقها الرسمية الأصلية التي يوجد بها اسمها.
وأشار إلى أن المخابرات الروسية لم تتحدث عن تغيير اسمها وما إلى ذلك، أي أنها جاءت لروسيا بالاسم الرسمي المدرجة به في كتيبة آزوف الأوكرانية.
وأكد أنه يمكن مقارنة مقتل داريا دوغينا بعمليات تفجير المباني السكنية في مدينة غروزني الشيشانية عام 1999، حينئذ حاولت الأجهزة الخاصة الروسية بأوامر من الكرملين، إيجاد ذريعة لغزو الشيشان بسبب وجود التهديد الإرهابي المزعوم، وهذه المرة من خلال قتل ابنة دوغين وإلقاء اللوم على أوكرانيا في ذلك، يحاول الكرملين تبرير أفعاله العدوانية ضد أوكرانيا.
المفكر دوغين عاد للمنزل بسيارة مختلفة بعيد عن ابنته..
وأوضح أن داريا دوغينا ابنة أحد مؤسسي إيديولوجيا العالم الروسي ألكسندر دوغين، مساء 20 أغسطس، قتلت في حادث تفجير سيارة في ضواحي العاصمة الروسية موسكو وهي في طريقها إلى البيت من مهرجان التقليد، موضحا أنه تبين لاحقًا بأن وضعت عبوة ناسفة أسفل سيارتها، وانتشر خبر هذا الحادث انتشارًا واسعًا، وثمة اعتقاد بأن والدها ألكسندر دوغين كان الهدف المقصود للهجوم لكنه عاد من المهرجان بسيارة أخرى بشكل منفصل عن ابنته.
وأفاد بأن وسائل الإعلام وقنوات التلجرام الروسية بدأت تتداول معلومات عن ضلوع أوكرانيا في هذا التفجير، بينما اتهم الكرملين أوكرانيا بوقوفها وراء الهجوم، لكن الشائعات المنتشرة حول تورط أوكرانيا في الحادث تشير إلى أن روسيا خططت لتشويه سمعة أوكرانيا، وبغض النظر عن نشر خبر عن تبني مجموعة روسية مناهضة لبوتين يطلق عليها الجيش الوطني الجمهوري، 21 أغسطس، الهجوم على داريا دوغينا، فإنه حظى باهتمام أقل بكثير من خبر اتهام أوكرانيا، وفقًا لوصف الدبلوماسي الأوكراني.
وأفاد بأنه من المنطقي أن ابنة دوغين قتلت على يد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الذي يصرف انتباه المجتمع الروسي عن غزو أوكرانيا، الذي تسبب في خسائر غير مسبوقة لروسيا وعزلة دولية، وفي الوقت عينه يصف أوكرانيا بأنها دولة إرهابية، وحاليًا روسيا بحاجة إلى مثل هذه المسرحية من أجل صرف الانتباه عن أنشطتها الإجرامية التي بسببها اقترح الكونغرس الأمريكي الاعتراف بروسيا كدولة إرهابية.
لماذا تقتل المخابرات الروسية ابنة العقل المدبر لبوتين؟
وأشار إلى أن اغتيال داريا دوغينا يخدم مصلحة بوتين على الصعيد السياسي المحلي لعدة أسباب، إذ يصبح من الممكن جذب أيديولوجيين روس للمشاركة في الحرب على أوكرانيا، وتبرير الحرب على الرغم من الضحايا والخسائر المتزايدة التي تلحق باعتبار أوكرانيا دولة إرهابية.
وجدت الدعاية الروسية من تحمّله مسؤولية الهجوم وهي المواطنة الأوكرانية ناتاليا شابان من مواليد 1979 التي انتقلت إلى روسيا مع ابنتها واستأجرت شقة في نفس المبنى الذي تعيش فيه داريا دوغينا، في ذلك الوقت يقال إنها كانت تتعقب ابنة دوغين في موسكو، ويزعم أنها هربت إلى إستونيا عن طريق مدينة بسكوف الروسية بعد تنفيذ التفجير.
في الواقع، رواية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي لا أساس لها، لأنه في 13 أبريل 2022 تم إدراج اسم المشتبه بها المزعومة في سجل مقاتلي فوج آزوف المعترف به كمنظمة إرهابية في روسيا الاتحادية. ولذا يطرح السؤال: كيف تمكنت من عبور الحدود الروسية بوثائقها الأصلية؟.
وأوضح أن الجواب الوحيد عن هذا السؤال هو وقوف الأجهزة الخاصة الروسية وراء مقتل دوغينا بأوامر بوتين، وذلك بغرض زيادة الغضب المعادي لأوكرانيا لتبرير استمرار الحرب على أوكرانيا على خلفية الاستياء المتزايد في المجتمع الروسي.