مصير مجهول في ليبيا.. الدبيبة وباشاغا والميليشيات في انتظار الطلقة الأولى لحرب جديدة سعيًا للسلطة
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.. بتلك الكلمات اختتم فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، رسالته الموجهة إلى عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها، مطالبًا إياه بتسليم السلطة دون الدخول في صراعات مسلحة، ما يعيد رائحة البارود مرة أخرى في سماء العاصمة الليبية طرابلس تزامنًا مع احتشاد الميليشات المسلحة المؤيدة لكلا الطرفين داخل العاصمة وبمحيطها في انتظار الرصاصة الأولى، التي قد تعيد البلاد إلى الحرب مرة أخرى.
باشاغا يطالب الدبيبة بترك السلطة
تحذيرات باشاغا إلى الدبيبة بدأت بالحديث عن التزامه وحرصه على استقرار الدولة الليبية وحماية مصالحها من كل ما ينال من استقرارها واستقلالها، مشيرًا إلى استمرار خصمه المتواجد على رأس حكومته في العاصمة طرابلس التي يواصل باشاغا مساعيه للدخول إليها على رأس حكومته، بالنزاع للبقاء في الحكومة رغم انتهاء ولاية حكومته وصلاحيتها ما يلزمه بالتسليم طواعية دون مراء للسلطة، لمنع استمرار حالة الفوضى التي تؤثر سلبا على حياة الليبيين وتمس أمن الدولة واستقرارها.
باشاغا لم يكتفِ بالتحذيرات في وجه الدبيبة بل طالبه بشكل صريح بالتنازل عن السلطة منعًا للقتال والشقاء ملقيًا بالمسؤولية حال اندلاع حرب على عاتق خصمه رئيس حكومة الوحدة قائلا: هذا بيان وبلاغ؛ إبراء للذمة وإقامة للحجة، مختتمًا حديثه في خطاب رسمي للدبيبة: أقول لكم إنكم مسؤولون وستسألون عما تفعلون.
مطالب باشاغا وتحذيراته الموجهة إلى عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها لم تكن آخر التطورات على الساحة السياسية الليبية خلال الساعات الماضية، إذ حظيت برد عنيف من الدبيبة مطالبًا باشاغا بالتوقف عن إرسال رسائل متكررة وتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين.
الدبيبة يطالب باشاغا بالابتعاد عن الانقلابات
وقال الدبيبة في تغريدة له عقب ساعات قليلة من رسالة باشاغا: إلى وزير الداخلية الأسبق، وفّر عليك إرسال الرسائل المتكررة والتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين، لو كان لديك حرص على حياة الليبيين، فركز جهدك لدخول الانتخابات، ودع عنك أوهام الانقلابات العسكرية فقد ولى زمانها.
وخلال ترأسه اليوم لاجتماع لحكومته بالعاصمة طرابلس، طالب الدبيبة رئيسي مجلسي النواب والأعلى للدولة، عقيلة صالح، وخالد المشري، بسرعة إصدار القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد.
الدبيبة ينتقد مجلس النواب الليبي
ووجه المرشح الرئاسي السابق رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة انتقاداته إلى مجلسي النواب والأعلى للدولة بشان تأخر إصدار القاعدة الدستورية قائلا: "أبدًا لن يصدق أحد أن الاتفاق على مادة خلافية واحدة يأخذ كل هذا الوقت بعد أن حرموا الشعب الليبي من حقه في الانتخابات لمدة ثماني سنوات".
وأكد على أن استمرار حكومته في سلطتها هو الضمان الوحيد للضغط على الأطراف حتى يذهبوا إلى الانتخابات، وفي حال مغادرتها ستسمر الأطراف الليبية فيما وصفه صفقة التمديد مرة تلو الأخرى، في إشارة منه إلى وقوف مجلسي النواب والأعلى للدولة وراء تأخر إنهاء الأزمة والوصول إلى الانتخابات المرتقبة.
حشد عسكري في محيط طرابلس
تصعيدات الدبيبة وباشاغا لبسط سيطرتهما على العاصمة الليبية طرابلس لم تكتفي بالتصريحات والخطابات السياسية بل امتدت غلى تحركات عسكرية من قبل المجموعات والمليشيات المسلحة المؤيدة لكل منهما في مدينة مصراتة وبمحيط العاصمة طرابلس، خاصة كلاهما ينتميان لمدينة مصراتة الواقعة غرب العاصمة، ما يشير إلى ترقب حاملي السلاح من كلا الطرفين في انتظار الرصاصة الأولى لعودة البلاد إلى حرب جديدة تعيد البلاد إلى ما قبل الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية في البلاد.
تحذيرات أممية من الحرب
كما أن البعثة الأممية إلى ليبيا حذرت في بيان رسمي لها، من استمرار حشد القوات والمليشيات المسلحة في بعض المدن، وتهديدات الأطراف السياسية باللجوء إلى القوة لتسوية مزاعم الشرعية في ليبيا، موضحة على موقعها الرسمي أن الانسداد السياسي الحالي وجميع أوجه الأزمة التي تحيق بليبيا لا يمكن حلها بالمواجهة المسلحة، وأن حلّ هذه القضايا لا يأتي إلا من خلال ممارسة الشعب الليبي حقه في اختيار قادته وتجديد شرعية مؤسسات الدولة عبر انتخابات ديمقراطية.
دق طبول الحرب في العاصمة الليبية
الحشد العسكري المتواصل في ليبيا وتزايد الصراعات السياسية بين رئيسي الحكومتين الليبيتين ينذر بإمكانية نشوب حرب بين المليشيات المسلحة في غرب البلاد أملا في ان يجلس المنتصر بها على كرسي رئاسة الوزراء في طرابلس، وهو ما حذرت منه القوات المسلحة الليبية بشكل دائم على لسان الناطق باسم الجيش اللواء أحمد المسماري، الذي أكد أن الجيش لا يدعم أي من طرفي النزاع، مشيرًا إلى وجود توتر كبير بين الطرفين، وأن كل ساعة تمضى تعرض العاصمة طرابلس إلى عملية قد لا يحمد عقبها وقد تكون نتائجها سلبية بالنسبة للسكان ولمؤسسات الدولة، واصفًا ما تعيشه العاصمة طرابلس بـ دق طبول الحرب، في بيان له.
ووجه المسماري حديثه لرئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة بضرورة التزامه بالشرعية حتى لا تدخل العاصمة في صراعات، مشيرًا إلى أن الدبيبة أصبح يشرعن عمل الميليشيات، التي قد تجر البلاد إلى حرب ضروس في أي وقت بدافع المال.