ما الحكمة من استحباب زيارة المقابر بعد النهي عنها؟.. الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها، نصه: ما الحكمة من استحباب زيارة القبور؟، ولماذا أمر النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- بزيارتها، بعد أن كان قد نهى عنها؟.
ما الحكمة من استحباب زيارة المقابر بعد النهي عنها؟
قالت الإفتاء في فتوى سابقة عبر موقعها الإلكتروني، بتاريخ 3 يونيو 2019: الحكمة من استحباب زيارة القبور: التذكير بالآخرة، وترقيق القلوب القاسية، والردع عن المعاصي، والزهدُ في الدنيا الفانية، وتهوين ما قد يلقاه المرء من المصائب.
وأضافت الإفتاء: وإنما كان نهيه- صلى الله عليه وآله وسلم- عن زيارة القبور حينما كان المسلمون قريبي عهد بالجاهلية، وبأفعالها التي كانت من عاداتهم عند زيارتهم للمقابر؛ من الندب والنواح والتلفظ بألفاظ يرفضها الشرع الشريف، وعندما استقر الإسلام في قلوبهم وزالت رواسب الجاهلية عنهم أمرهم حينئذ بزيارتها، ورغبهم في ذلك، ونهاهم عما كانوا يفعلونه بها من أفعال الجاهلية؛ لما في ذلك من نفعٍ يعود على من يقوم بزيارتها.
وأكملت: استحبَّ الشرع الشريف زيارة القبور ورغَّب إليها؛ لما في زيارتها من تذكر الآخرة، والزهد في الدنيا الفانية، وترقيق القلوب القاسية، والردع عن المعاصي، وتهوين ما قد يلقاه المرء من المصائب، متابعة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: زُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ الْآخِرَةَ.
وواصلت: وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقُلُوبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، فَزُورُوهَا، وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا، أخرجه الإمام أحمد في المسند واللفظ له، والطبراني في المعجم الكبير.
وأشارت الإفتاء إلى العلامة المُناوي قال في فيض القدير: ليس للقلوب -سيّما القاسية- أنفعُ من زيارةِ القبور، فزيارتها وذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا، ويهون المصائب، وزيارة القبور تبلغ في دفع رين القلب واستحكام دواعي الذنب ما لا يبلغه غيرها.