الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أوروبا وتحدي الشتاء!

الجمعة 26/أغسطس/2022 - 04:26 م

يبدوا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن في أوروبا، وفقًا لجميع التوقعات يتوقع أن يكون فصل الشتاء المقبل شديد البرودة، رغم أن ألمانيا التي تمكنت من تقليل اعتمادها على الغاز الروسي من 55% إلى حوالي 35% من طلبها منذ بداية حرب أوكرانيا، لا تزال تعتمد بشكل كبير على خط أنابيب نورد ستريم 1، واعتبارًا من 25 أغسطس 2022 قامت النمسا وكرواتيا والدنمارك وإستونيا وفنلندا والمجر وإيطاليا ولاتفيا وهولندا وسلوفينيا والسويد بتنشيط خطط الطوارئ الخاصة بالغاز من خلال إعلان تنبيه "إنذار مبكر". قامت ألمانيا بتفعيل مستوى "التأهب" لخطة الغاز الطارئة في يونيو من هذا العام. 

وفي هذا الإطار أقرت الحكومة الألمانية حزمة إجراءات تقشفية لتوفير الطاقة وترشيد استهلاكها كتحديد درجات حرارة أجهزة التدفئة في المؤسسات والمرافق والمباني الحكومية والعامة، وذلك لمدة 6 أشهر فور تصديق الحكومة خلال أسبوع من الآن، ومنها تحديد حرارة التدفئة حد أقصى لحرارة لأجهزة التدفئة في الإدارات والمباني العامة عند 19 درجة، اعتبارا من 1 سبتمبر مع وقف تشغيل أجهزة التدفئة في المناطق العامة مثل الردهات والممرات ما بين المكاتب، ولن تكون هناك مياه ساخنة لغسل الأيدي ولسان حالي ماذا لو ناشدت الحكومة المصرية بمثل تلك الإجراءات لواجهة انتقادات لاذعة وحملات ممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي. 

تأتي تلك الإجراءات مع زيادة التوقعات ارتفاع معدلات التضخم وغلاء أسعار السلع والمواد الغذائية والكهرباء والمواد البترولية وقد قامت بدورها فرنسا بالإعلان عن تخزين حوالي 90%؜ من احتياجتها من الغاز استعدادها للشتاء الأسوء في أوروبا بسبب نقص إمدادات الغاز الروسي إلى القارة العجوز.

ويبدو أن دور مصر في مؤتمر المناخ كوب 27 المنعقد في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل كدولة مضيفة للحدث أصبح مليئا بالتحديات الصعبة، بل يعتبر الأكثر تعقيدا عن باقي مؤتمرات المناخ التي سبقته، وذلك بسبب آثار الحرب الروسية الأوكرانية وآثارها على إمدادات الغاز إلى أوروبا، ما دفع أكبر الدول الأوروبية للعودة إلى تشغيل بعض محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم الضار جدا على البيئة مثل فرنسا وألمانيا، ولكن في أوروبا عندما يمس أي شيء يتعلق بالأمن القومي في كل شيء مباح ومبرر لهم، في الوقت الذي تعاني فيه القارة الإفريقية كأكثر قارة تأثرًا بتغيرات المناخ رغم عن مسؤلياتها عن حوالي 3%؜ فقط من انبعاثات الكربون في العالم. 

وختاما يبدو أن الشتاء القادم بعيد كل البعد عن أي حسابات أو توقعات، وخصوصًا على قارة أوروبا، ولكن تظل أي اضطرابات تخيم بظلالها على جميع دول العالم، وتعد الأيام القادمة بمثابة تحدٍّ للجميع في الصمود للخروج بأقل خسائر ممكنة في ظل مجموعة أزمات عالمية طاحنة يعاني منها أقوى اقتصاديات العالم.

تابع مواقعنا