الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بدون ذنب

الجمعة 26/أغسطس/2022 - 06:29 م

• من شهرين وتحديدًا في الأسبوع الثالث من شهر يونيو كانت السيدة الأمريكية "إيما" بطلة قصة إنسانية مؤثرة أو على وجه الدقة "مؤلمة".. "إيما" عايشة مع جوزها "بول" وبنتهم الوحيدة "ليلى" اللي عندها 5 سنين.. جواز "إيما" و"بول" كان جواز إعتيادي عادي مش مبني على الحب في المقام الأول وأقرب منه لجواز الصالونات عندنا.. الشاب اللي عايز يتجوز واللي محيط دايرة معارفه ضيق نسبيًا فـ بص حواليه عشان يلاقي عروسة مناسبة فلقى جارته "إيما" اللي حتى وإن كانت مش على قدر كبير من الجمال لكنها إنسانة ذكية وطيبة وأسرتها ناس محترمين وفي حالهم.. خلاص يبقى هي دي.. و"إيما" البنت اللي متعودة تشيل مسؤولية نفسها من صغرها وإنغمست في الشغل لدرجة إنها نسيت قصة الجواز أصلًا خصوصًا مع عدم مرورها بأى قصة حب؛ لما جالها عرض "بول" وبعد شوية تفكير ما أخدوش وقت قالت طب وليه لأ.. اتجوزوا وبعد 9 شهور بالتمام والكمال جت للدنيا بنتهم "ليلى".. قبل ما "ليلى" تشرف كانت ملامح شخصية "بول" بتتكشف يوم عن التاني لـ"إيما" وده كان شيء طبيعي لإن ماكنش فيه فترة تعارف كافية قبل الجواز.. شخص عصبي عليها هي بس.. بيتنرفز عليها هي بس.. مش بيمد إيده غير عليها هي بس.. طب وليه هي بس؟.. لإن الأستاذ "بول" بره البيت عامل زى القطة.. عادي جدًا المدير بتاعه يهزأه ومابيقدرش يفتح بوقه قدامه.. عادي جدًا جارهم يزعق معاه بسبب ركنة العربية فيسكت ومايعرفش يعترض ويسمع الكلام وهو ساكت!.. يفضل يحوش يحوش يحوش في نفسيته ويخرج كل ردود أفعاله في وش "إيما" الغلبانة اللي مالهاش ذنب نهائي في اللي حصل معاه بره البيت!.. اللي هو زى ما بيقول المثل عندنا "ماقدرش على الحمار فراح يتشطر على البردعة".. الفكرة إن طبيعة "إيما" اللي قريبة للسيدة العربية كانت بتخليها تستحمل عشان المركب تمشي!.. معلش عشان البيت.. وبعد ما جت "ليلى" بقت الجملة معلش عشان البنت.. ومعلش جابت معلش جابت استمرار في قلة ذوق "بول" وتعامله العنيف مع مراته وإجباره ليها إنها تدفع ثمن حاجات مش بتاعتها!.. إركن قصة "إيما" و"بول" على جنب لحظات وخلينا نتنقل لقصة مواطن أمريكي تاني اسمه "إدوارد".. الأخ "إدوارد" ساكن في نفس المدينة ومش متجوز وللأسف عنده نفس العادة والطبع الزفت بتوع الأخ "بول"!.. مش بياخد حقه من اللي أذاه لكن بيطلّع غِله وغضبه في ناس تانية خالص مالهاش علاقة بسبب ضيقه!.. يعني مثلًا في مرة وهو ماشي في الشارع فيه عربية شيك جدًا زنقت عليه.. كان باين من شكل وقيمة العربية إن صاحبها مخمور وإنه حد له حيثية مهمة في المنطقة في حين إن "إدوارد" شخص على قد حاله يعني فكان ناوي في الأول يتخانق مع صاحب العربية بس لما فكر ثواني قال لأ الطيب أحسن وسكت!.. بس بمجرد ما وصل البيت راح شاط صندوق البريد اللي عند مدخل البيت بالشالوت فجاله كسر في مشط رجله!.. والسبب؟.. إنه كان عايز يضرب صاحب العربية بس ماقدرش.. وهكذا رُص مواقف زى ما أنت عايز.. نرجع لقصة "إيما" تاني.. في يوم من أيام الأسبوع الثالث من شهر يونيو اللي فات كان "بول" متغاظ وبيتخانق مع دبان وشه بسبب مشاكل في الشغل ورجع ضرب "إيما" ووصل بيه الجنان إنه كان هيمد إيده على "ليلى" لإنها كانت بتعيط ومخضوضة من تصرفات أبوها!.. "إيما" استحملت وحاولت تلم الدور على قد ما تقدر لإن ميعاد ورديتها في شغلها في مطعم "صب واي" للساندوتشات كان خلاص قرب ومش هتضيع الوقت اللي باقي في شد وجذب.. أخدت اللي فيه النصيب من الضرب والشخط ولبست هدومها ولسه هتخرج من باب البيت افتكرت إنها مش هينفع تسيب "ليلى" مع "بول" أحسن يضربها ولا يزعق لها فقررت تاخدها معاها الشغل!.. في نفس اليوم واللحظة كان المدير اللي عند "أدوارد" بيعنفه لإنه ماحققش التارجت اللي مطلوب منه وزميله تفوق عليه رغم إنه أقل منه خبرة وسن!.. "أدوارد" سمع الكلمتين من المدير ومافتحش بوقه.. خرج من الشغل والعفاريت بتتنطط قدام عينيه وركب عربيته عشان يجيب ساندوتشات من محل "صب واي" القريب من مقر الشغل.. طول الطريق كان بيضغط بغيظ على الدريكسيون وكان بيتمنى إن المدير يكون قدامه عشان يدوسه.. يا راجل!.. طب ما هو كان قدامك ماضربتوش ليه ولا هي الرجولة إنك تسكت وأنت بتتهزا!.. وصل المحل ودخل وقابل ست بسيطة هي اللي بتستلم الطلب وبتعمل الساندوتشات وكان معاها طفلة صغيرة بتلعب جنبها.. طبعًا الست دي كانت "إيما" والطفلة كانت "ليلى".. طلب "إدوارد" من "إيما" ساندوتش كذا كذا كذا بس بدون مايونيز كتير.. حاضر.. الحساب كذا.. دفع.. أقل من 5 دقايق واستلم الأوردر بتاعه وراح يركب العربية.. فتح اللفة ولقى الساندوتش المايونيز باظظ من كل حتة فيه!.. يا نهار إسود!.. إيه الموظفة الغبية دي!.. دا أنا قايل لها مش عايز مايونيز كتير.. طيب.. بخطوات سريعة فتح تابلوه العربية وأخد منه المسدس وراح على المحل!.. "إيما" لما شافته ابتسمت واستقبلته بترحاب عشان كانت فاكراه هيطلب حاجة تانية بس هو صرخ في وشها: (ألم أقل لكي أني لا أريد الكثير من المايونيز؟).. المفاجأة خلّت "إيما" مش عارفة ترد وخارسة خالص وهي بتبص له مش فاهمة سبب الإنفعال ده كله وللأسف شافت في عينه وشخطته طيف من جوزها "بول" في لحظات عصبيته!.. "إدوارد" صرخ في وشها تاني بعنف أكبر: (إنطقي ألم أقل لكي ألم أقل لكي ألم أقل لكي).. قالها بسرعة وخرج المسدس من وراه ضهره وضرب 3 طلقات في صدر وراس "إيما" عشان تموت المسكينة في لحظتها قدام بنتها "ليلى" بسبب عصبية كان أساسها هي مالهاش ذنب فيه!.. اتقبض على "إدوارد" اللي كان مستسلم تماما للشرطة وبيستعد عشان يتحاكم حاليًا.. "ليلى" جالها إنهيار عصبي وبتتعالج في واحد من مراكز الطفولة الطبية.. و"بول" أصيب بحالة إكتئاب حادة عشان حس إنه جه على مراته كتير برضه وقتلها مليون مرة قبل ما "إدوارد" يقتلها. 


• ساعات الواحد من كُتر ما هو خيبان ونظره ضعيف مابيجيش إلا على اللي بيحبوه.. سواء بـ جهل أو غباء أو حتى تعمد؛ تفضل تيجي عليهم تيجي عليهم وتخليهم يدفعوا فواتير مش بتاعتهم!.. مخزون القساوة والجليطة وقلة الذوق مش بيخرجوا إلا في وشوشوهم هما رغم إنهم مالهومش ذنب في اللي وصلك لعصبيتك دي!.. زمان لما كنت برجع البيت وأنا متخانق بره أو زعلان من حاجة وأمي تسألني: (مش هتاكل؟).. كنت أرد عليها غصب عني بشكل فيه قلة ذوق وبتشويحة إيد: (مش عايز)، كان أبويا الله يرحمه يقول لي: (إسمع بقولك إيه روح شوف إيه مضايقك بره وصلحه لكن ماتطلعش همك علينا إحنا).. لو حسبتها هتلاقي إنك قريب وعزيز على 3 أو 4 أنفار بالكتير متهيألي دول يستحقوا يكونوا في مكانة أفضل من باقي الناس.. دول القريبين اللى يستحقوا كمان إستثناء من مواجهة عصبيتك المفرطة.. يستحقوا مايسمعوش كلمة "ظروف".. يستحقوا إنك تلاقي من وقت للتاني كام دقيقة تسأل تطمن عليهم.. خنقتك وزعلك دول تسيبهم على باب علاقتك بـ الناس المعينة دول.. غير إن هما مالهومش ذنب في أى قرف بتشوفه فلو فيه أمل إنك تخرج من حالتك دي فده مش هيكون إلا علي إيد حد منهم.. شوية تمييز وتقدير للي تسووا عندهم كتير، واللي ممكن يكونوا هما الوحيدين اللي تسووا عندهم أصلًا.

تابع مواقعنا