شوكة في حلق المغرب.. حركة البوليساريو تقلب الأوضاع بشمال إفريقيا
البوليساريو.. اسم حركة انفصالية تطمح في الحصول على دولة مستقلة بالصحراء الغربية بدعم جزائري رسمي، وهي ذات الحركة التي تسببت خلال الساعات الماضية في أزمة سياسية ما بين تونس والمغرب، وما أن حط رحال زعيم الجبهة الانفصالية في أي دولة إلا وتعلن حالة النفير السياسي تجاه البلد المستضيف.
وتسببت الحركة في شرخ سياسي ما بين تونس والمغرب بعدما حطت طائرة إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بمطار قرطاج الدولي، متزينة (أي الطائرة) بعلم الجزائر التي باتت واحدة من أبرز خصوم المغرب سياسيًا جراء دعمها الرسمي المستمر للجبهة إلى حد قطع العلاقات بين الجزائر والرباط على خلفية ذلك.
وقف الرئيس التونسي قيس سعيد، على مدرج الاستقبال الرئاسي بمطار قرطاج في انتظار وصول زعيم البوليساريو فيما كانت تستعد المغرب لاستدعاء سفيرها من تونس للتشاور، وإعلان مقاطعتها لقمة تيكاد 8 المقرر انعقادها يومي 27 و28 أغسطس الجاري، واصفة استقبال سعيد لزعيم الانفصاليين فعل خطير غير مسبوق؛ يؤذي كثيرا مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية، ليبرز تساؤل عن ماهية الحركة التي تسببت في أزمة سياسية بين الجزائر والمغرب، واحتقان يمكن أن يصل إلى حد القطيعة بين الرباط وتونس.
ما هي جبهة البوليساريو؟
البوليساريو هي جبهة تأسست مايو عام 1973 أملا في إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية بدعم جزائري وليبي، منذ الاستعمار الإسباني للصحراء، لتعلن عقب ذلك بعامين تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مشكلة حكومة في منطقة تندوف الواقعة أقصى جنوب الجزائر.
وتتواجد جبهة البوليساريو في منطقة الصحراء الغربية التي تمتد مساحتها إلى حوالي 266 ألف كيلومتر مربع، يدير المغرب نحو 80 بالمئة منها والباقي تديره الجبهة الانفصالية.
من هو زعيم البوليساريو؟
كان مصطفى سيد الواليأول زعيم لحركة البوليساريو الإنفصالية عام 1973 قبل أن يتم قتله في أحد الحروب عقب ذلك بثلاث سنوات، ليخلفه محمد عبد العزيز، حتى عام 2016، ثم تولى الزعيم الحالي للحركة إبراهيم غالي رئاسة الحركة متسلحًا بدعم الجزائر أملا في الحصول على دولة مستقلة.
صراع المغرب والبوليساريو
في ثمانينيات القرن الماضي شرعت المغرب في بناء جدار فاصل لعزل مدن السمارة والعيون وبوجدور عن البوليساريو، وفي تلك الحقبة وتحديدًا عام 1984 أعلنت ليبيا تخليها عن دعم الجبهة الانفصالية فيما واصلت الجزار الدعم السياسي واللوجستي للحركة.
وعلى مدار العقود الماضية سعت العديد من المنظمات إلى إنهاء الأزمة الصحراوية المغربية، كان أولها مبادرة الاتحاد الإفريقي عام 1983 لإنهاء الأزمة بين الطرفين، إلا أن تلك الجهود حاصرها الفشل حتى الموت بسبب اعتراف المنظمة الإفريقية بالجمهعورية العربية الصحراوية والذي تسبب في انسحاب المغرب من الاتحاد الإفريقي، قبل أن يعود إلى عضويته مرة أخرى عام 2016.
وعقب ذلك بأعوام قليلة دخلت الأمم المتحدة على خط الصراع المغربي الصحراوي طارحة العديد من الحلول من بينها الاستفتاء الشعبي بشان الانفصال أو الانضمام إلى المغرب في حين أن كلا الطرفين كان رافضًا للحل المخالف لمطالبه، وفي ظل ذلك تمكنت الأمم المتحدة من التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين 1991 وشرعت في الاستعداد للاستفتاء، إلا عملية الاستفتاء تعطلت بسبب عدم الاتفاق على من يحق له المشاركة فيه.
وقدم المغرب طرحًا بمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا واسعا تحت الإدارة المغربية، وهو ما قابلته البوليساريو والجزائر بالرفض.
وفي عام 2020 حصلت المغرب على أكبر دعم لها بأحقيتها في الصحراء الغربية باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بتبعية الصحراء للمغرب، وإعلانها فتح قنصلية لها في مدينة العيون، وههو قرار تبعه اعتراف العديد من الدول الأوروبية والإفريقية بمغربية الصحراء، ونصرة المغرب على الجزائر في قضية البوليساريو.