خلاف بين أب مصري وأم سودانية يرمي بـ صفاء في الهاوية: 23 سنة من غير ورق رسمي ومحرومة من أبسط حقوقي
صفاء يوسف عبد الرسول سعد، صاحبة الـ23 عام، بنت الأقصر وتحديدا الكرنك - نجع أبو عصبة، تعيش مأساة حقيقية بسبب أنها لا تملك أوراق تثبت أنها مصرية الجنسية، على الرغم من أن والدها مصري -أقصري، وتعيش في الأقصر منذ نعومة أظافرها.
عدم امتلاكها للهوية المصرية أفقدها وأضاع عليها حقها في تلقي التعليم في المدارس المصرية، والآن يفقدها حقها حتى في الزواج، فلا تستطيع عمل عقد زواج رسمي وتوثيقه من عريس تقدم إليها طالبا الزواج أحبته وأحبها، لأنها ببساطة لا تملك بطاقة.
تفاصيل قصة فتاة الأقصر
أحداث القصة كما ترويها صفاء لـ القاهرة 24 بدأت مع والدها يوسف عبد الرسول سعد، والذي يعمل منجد أفرنجي يقوم بعمل الانتريهات والأثاث المنزلي، حيث سافر للسودان وتحديدا إلى أم درمان، في عهد الرئيس النميري، حيث تعرف على والدتها السودانية منى الحاج أحمد فضيل وتزوجا عام 1998.
ميلاد صفاء
وشهدت مستشفى الديات بأم درمان بالسودان ميلاد صفاء، وبعد ميلادها بثلاثة أعوام، عادت الأسرة لتعيش في مصر وتحديدا الأقصر عام 2001، وفي المطار صادرت السلطات المصرية باسبور والد صفاء، يوسف عبد الرسول، لتغيبه أكثر من 20 عاما بالسودان للتحري، وكان الباسبور به وثيقة السفر المثبت عليها صفاء كأبنة له.
بداية المأساة
دب الخلاف بين والد صفاء وأمها التي قررت الرحيل فجأة والعودة للسودان بدون سابق إنذار وهي تحمل معها كل الأوراق وشهادة الميلاد الأصلية الخاصة بصفاء، وتم فقد الاتصال بها تماما.
حاول الأب مرارا وتكرارا أن يبحث عن طريقة لاستخراج شهادة ميلاد لأبنته، فطرق أبواب السفارة السودانية لعمل مستخرج لشهادة ميلاد أبنته، والتي لا يحمل لها سوى صورة فقط، وكانت المأساة أن صورة شهادة الميلاد التي يحملها من السودان لا تحمل سوى أسم الأم الأول فقط منى.
وطالبته السفارة السودانية بأنها لا تعترف بصورة وتريد أصل شهادة الميلاد، كما أن اسم الأم غير كامل، وحاول الأب أن يلجأ لمكتب صحة الأقصر ويعيد تسنينها من جديد كما نصحه البعض، وأكمل كل الإجراءات والأوراق، ولكنها توقفت عند توقيع الأم، فالأم ليست موجودة.
وقد حالت ظروف الأب المادية نظرا لطبيعة عملة كمنجد فهو كما تقول ابنته، أرزقي، من العودة والبحث عن الأم بالسودان مرة أخرى ليستعيد شهادة ميلاد ابنته، كما أنه لا يعرف مكانها.
وتقول صفاء لـ القاهرة 24، ماذا نفعل فقد طرقنا كل الأبواب من أجل الحصول على شهادة تثبت مصريتي؟، لم أتلقى تعليمي، وحرمت من كل حقوقي المصرية وأنا مصرية أعيش على أرض بلدي وأبي مصري، والآن أحرم حتى من حقي الإنساني في الزواج، ولا أستطيع توثيق زواجي عند مأذون لأني لا أملك بطاقة مصرية.