أخت تتبرع لشقيقها بكليتها بإسنا جنوب الأقصر وتناشد المسؤولين " مش قادرة أكمل علاجة حد يساعدني "
من المعهود أن يتهادى الأشقاء بهدايا رمزية، وليس بتبرعات جسدية، ولكن ما فعلته "هدى" ابنة قرية العضايمة التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، لأخيها الأصغر، أذهل العقول، حيث أنها قامت بالتبرع بكليتها لإنقاذ حياة أخيها غير عابئة بما سيحدث لها أو ما يترتب على ذلك من مضاعفات.
و قد تبرعت الأخت الكبيرة لأخيها بجزء من جسدها وهي " كليتها " والقيام بعملية تكلفت ربع مليون جنيه، تم جمعها بمعاونة من الجمعيات الخيريه وقريتها والمؤسسات الخيرية بمستشفى عين شمس التخصصى بالقاهرة.
وقالت هدى إننا نحتاج سنة أو سنتين بعد العملية من أجل المتابعة بالمستشفى التخصصى بعين شمس بالقاهرة، لافتة إلى أن تكلفه العلاج والسفر كل شهر تتطلب منهم مبالغ مالية قدرها 13 ألف جنيه وأنهم لا يستطيعون أن يدفعوا هذا المبلغ ولا يستطيعون تدبيره لأنهم بلا عمل.
وتناشد هدى المسؤولين، وأهالى الخير بمساعدتها فى إتمام شفاها وشفاء شقيقها والتبرع لهما ودعمهما ماديا، كي يستطيعا الإنفاق على السفر من الأقصر إلى القاهرة وإكمال رحلة العلاج، والذي يتطلب سفر شهري للمتابعة والفحوصات الطبية حتى تستقر الحالة، مع مصاريف. العلاج.
وفي سياق آخر، فإن صفاء يوسف عبد الرسول سعد، صاحبة الـ23 عاما، بنت الأقصر، وتحديدا الكرنك - نجع أبو عصبة، تعيش مأساة حقيقية بسبب أنها لا تملك أوراقا تثبت أنها مصرية الجنسية، على الرغم من أن والدها مصري -أقصري، وتعيش في الأقصر منذ نعومة أظافرها.
عدم امتلاكها للهوية المصرية أفقدها وأضاع عليها حقها في تلقي التعليم في المدارس المصرية، والآن يفقدها حقها حتى في الزواج، فلا تستطيع عمل عقد زواج رسمي وتوثيقه من عريس تقدم إليها طالبا الزواج أحبته وأحبها، لأنها ببساطة لا تملك بطاقة.
تفاصيل قصة فتاة الأقصر
أحداث القصة كما ترويها صفاء لـ القاهرة 24 بدأت مع والدها يوسف عبد الرسول سعد، والذي يعمل منجد أفرنجي يقوم بعمل الانتريهات والأثاث المنزلي، حيث سافر للسودان وتحديدا إلى أم درمان، في عهد الرئيس النميري، حيث تعرف على والدتها السودانية منى الحاج أحمد فضيل وتزوجا عام 1998.
وشهدت مستشفى الديات بأم درمان بالسودان ميلاد صفاء، وبعد ميلادها بثلاثة أعوام، عادت الأسرة لتعيش في مصر وتحديدا الأقصر عام 2001، وفي المطار صادرت السلطات المصرية باسبور والد صفاء، يوسف عبد الرسول، لتغيبه أكثر من 20 عاما بالسودان للتحري، وكان الباسبور به وثيقة السفر المثبت عليها صفاء كأبنة له.
بداية المأساة
دب الخلاف بين والد صفاء وأمها التي قررت الرحيل فجأة والعودة للسودان بدون سابق إنذار، وهي تحمل معها كل الأوراق وشهادة الميلاد الأصلية الخاصة بصفاء، وتم فقد الاتصال بها تماما.
حاول الأب مرارا وتكرارا أن يبحث عن طريقة لاستخراج شهادة ميلاد لابنته، فطرق أبواب السفارة السودانية لعمل مستخرج لشهادة ميلاد ابنته، والتي لا يحمل لها سوى صورة فقط، وكانت المأساة أن صورة شهادة الميلاد التي يحملها من السودان لا تحمل سوى اسم الأم الأول فقط منى.