الخطيب القاتل والحبيب المقتول.. علاقة عاطفية انتهت بجريمة بين المنيا والهرم | فيديو
نشأت علاقة عاطفية بين شاب يدعى صِدّيق؛ حضر من صعيد مصر إلى الجيزة بحثًا عن لقمة عيش له ولأسرته، وبين إحدى الفتيات المقيمات بمنطقة الهرم، تبادلا خلالها المراسلات والمكالمات واللقاءات، حتى ضاقت الفتاة من تلك العلاقة التي يشوبها الخوف من افتضاح أمرهما، فطلبت من الشاب التقدم لخطبتها من والدها، لكنه تعلل لها بضيق الرِزق وقلة السعة في المال وصِغر السن، وطلب منها مُهلة تصل لبضع سنوات، لكنها لم توافقه وأصرت على طلبها.
الشاب يحاول الابتعاد والفتاة تلاحقه
قرر الشاب العودة إلى الصعيد والإقامة به فترة من الزمن، على أمل أن تنساه الفتاة، ويتخلص منها، وبالفعل تقدم أحد الأشخاص لخطبتها، ووافق والديها وتمت الخطبة، لكن الفتاة لم تنس حبيبها الأول، وظلت تراسله وتُعبر له عن ضجرها بخطيبها الجديد، وعن مشاعرها تجاهه التي لم تختف، وتطلب منه الحضور إلى الجيزة والارتباط بها، وستتولى هي أمر فسخ خُطبتها، لكنه رفض السفر وأصّر على البقاء في الصعيد، ليفاجأ باتصال من الفتاة تخبره أنها هبطت للصعيد، وفي محطة القطار في انتظاره.
الشاب يقرر خطبة الفتاة ووالدته ترفض
توجّه الشاب إليها وعجز عن التصرف معها، حيث أن أعراف بلدته لا تسمح بتواجد فتاة غريبة داخلها، ومن المؤكد أن أهلية الفتاة تجوب الأرض بحثًا عنها، وهي ترفض المغادرة أو العودة إلى مدينتها، وتطلب منه أن يتزوجها وتقيم معه في بلدته، لكنه أبى أن يحدث ذلك، ووعدها بالعودة إلى الجيزة، متى أُتيحت له الفرصة، بشرط أن تعود في هذه اللحظة إلى منزلها، واقترض الشاب مبلغًا ماديًا، وحجز تذكرة قطار مُتوجهة لمحطة الجيزة، واطمأن على مُغادرتها، وعاد إلى منزله حيث تتواجد والدته، وطلب منها مُساعدته للتزوج بتلك الفتاة المُتيمة به.
وجد الشاب صِدّيق - ابن محافظة المنيا، رفضًا قاطعًا من والدته، فهي ترغب في تزويجه لكن ليس من تلك الفتاة، فبررت عدم القبول بالتصرفات الصبيانية التي قامت بها حبيبة نجلها، بالإضافة إلى ضِيق الحال وعدم وجود أموال تكفي ليملكوا قوت يومهم، مُدللة على ذلك أن نجلها لم يكن يملك ثمن تذكرة القطار لحبيبته فاقترضها من خالته، فقرر الشاب العودة مرة أخرى إلى الجيزة، عائدًا إلى عمله مُلاحقًا حبيبته.
عودة الشاب إلى الجيزة
انتهى فصل القصة الرومانسية، وبدأ فصل الجريمة المأساوية، مع عودة الشاب إلى الجيزة - محل عمله ومحل سكن حبيبته وخطيبها، حيث عادت المكالمات واللقاءات تارة أخرى، فالشاب يرفض أن يتركها وشأنها، والفتاة تُجاهده ألا يفعل، واستمرا في علاقتهما كأن لم تعد مخطوبة لشخص آخر، وكأنه لم يلاقي رفضًا من والده، وفضّلا الاستمرار رغم المخاطر على قطع التواصل، حتى حدث ما كانوا يخشونه وعلم خطيب الفتاة بشأن تلك العلاقة.
الخطيب يكتشف العلاقة
واجه الخطيب ويدعى محمد. م، الفتاة بشأن العلاقة، فأخبرته عكس ما يجري في الحقيقة، وأن الشاب الصعيدي يطاردها أين ما ذهبت، ويرفض أن يدعها وشأنها، رغم محاولتها مرارًا وتكرارًا الابتعاد عنه، فلم يتروى الخطيب، ودبّر للانتقام من الشاب بعد معرفته بمكان وزمان تواجده، فأعدّ خطته وسلاحه وانتظر خُلو الشارع من المارة، وتوجه إلى مسكنه وساعدته الأقدار أن يعثر عليه أثناء نومه.
فور وصول المُتهم - خطيب الفتاة إلى مسكن المجني عليه، طرق باب شقته، ففتحت له زوجة شقيق المجني عليه، فسألها عنه فأخبرته أنه غارق في نومه، فأصر على الدخول رغم ذلك، إلا أنها حاولت منعه، فأطبق يديه على عُنقها، ودفعها إلى الحائط، فأفلتت منه وهرولت للخارج تستغيث بالجيران، وتركت المتهم والمجني عليه بمفردهما داخل الشقة.
مقتل شاب الهرم والقبض على الخطيب
استيقظ المجني عليه صِدّيق فزعًا من صيحات زوجة شقيقته، فوجد المُتهم ماثلا أمامه ممسكًا في يده سكين، وقبل أن يتحرك، أطبق عليه الجاني وانهال عليه طعنًا في كل جانب، حتى وصلت إلى 8 طعنات، في الوقت الذي حضر فيه الجيران والأهالي، فأفلتوه من أعلاه، واقتادوه للخارج، وأبلغوا الأجهزة الأمنية التي حضرت على الفور، وألقت القبض على المتهم واقتادته إلى قسم الشرطة، وحرّزت سلاح الجريمة، وأحالته إلى جهات التحقيق التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وتم التجديد له في الموعد القانوني 15 يومًا.
والدة شاب الهرم تروي تفاصيل الواقعة
انتقل محرر القاهرة 24 إلى محل مسرح جريمة مقتل شاب الهرم، بمنطقة زاوية المثلث بالهرم، والتقى والدة الشاب صِدّيق المجني عليه، التي وصلت لتوها إلى المنطقة، لتتابع بنفسها مُجريات القضية، وتطمئن أن قاتل نجلها، يقبع خلف القضبان.
وقالت الأم بصوت مُتهدج يُخالطه الحُزن والفجع، إنها فقدت نجلها - العائل الوحيد لها، والذي قرر مغادرة بلدته بالصعيد والمجيء إلى القاهرة بحثًا عن فُرصة عمل تُوفر له لُقمة عيش يقتات منها ويُعيلها، فلا رِزق يأتيه من الله إلا عن طريق نجلها المقتول.
شباك الحب أنهت حياة ابن الصعيد
وأضافت أن شِباك الحب التي التّفت حول عُنق ولدها؛ أدت في النهاية إلى خنقه حتى مقتله، فهو لم يكن ينتوي علاقة آثمة، وإنما حاول التقدم لخطبة الفتاة بالفعل، لكن ظروفه المادية حالت دون ذلك، فيما ألقت اللوم على الفتاة، التي حاولت جاهدة قتل نجلها عن طريق رغبتها في استمرار العلاقة التي شابها الخوف ثم الجريمة، حتى انتهت بمقتل نجلها صِدّيق، ولو أنها تركته وحاله، لـ ظلّ على قيد الحياة، يشق طريقه ويدّخر أمواله، ويُنفق عليها وعلى أشقاءه الصغار، لكنه قُتل في النهاية، وحُبس قاتله، ولا زالت الفتاة حُرة طليقة، فأصابع الاتهام ابتعدت عنها، فهي لم تُحرض بالفعل والقول، لكن أفعالها أدت إلى كِتابة السطر الأخير في حياة ابن الصعيد.
أشارت والدة المجني عليه في جريمة الهرم، إلى أنها لم تعلم بحادث مقتل نجلها فور وقوعه، حيث أخبرها أشقاءه، أنه أصيب في مشاجرة ونقل إلى المستشفى، فحاولت التحدث معه، فقلبها يُحدّثها أن مكروهًا قد أصابه، فأبى إخوته أن تفعل، فقررت السفر إلى الجيزة، لكنها لم تجد 30 جنيها ثمن تذكرة السفر، ولم تجد من يُقرضها المبلغ الزهيد، ولو كانت تقوى على السفر سيرًا على الأقدام لفعلت، إلا أنها أُجبرت على المكوث تنتظر أن يفيق نجلها ويهاتفها، حتى مرت ساعات، ووجدت سيارة تكريم الموتى تقف أمام منزلها؛ تحمل داخلها جثمان نجلها، وأشقاءه بجواره، لا يدرون ماذا يُخبرونها، إلا أنها قرأت ما في أعينهم، وهرولت إلى التابوت فاحتضنته، وبكت على حالها وسنوات عُمرها الذي انتهت بضياع نجلها..
شاهد عيان على جريمة الهرم
التقطت زوجة عم الشاب صديق الحديث، وقالت إنها تسكن في منطقة الحادث، وتعلم بأمر الشاب والفتاة، ولم تُثني عليهم خيرًا، وذكرت اللحظات الأخيرة في حياة الشاب صِدّيق، الذي ظل ساعات داخل المستشفى يُصارع الموت على انتصر الأخير عليه، بعد إصابته بطعنات نافذة قطعت أحشاءه ومزّقت أعضاءه، مردفة: المجني عليه، لم يكن يعلم من الشخص الذي اقتحم عليه شقته، ولم يعتدي عليه، وحتى وفاته كان يظن أنه لص أتى ليسرق مسكنه وباغته فقتله، وآثرت ألا تُخبره حتى لا تُزيد جراحه وما أكثر منها، وظلت بجواره حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، لتكتب نهاية ابن الصعيد.