من مصيدة السوشيال ميديا إلى قُبة البرلمان.. رضا حجازي يواجه أول أزمة بعد تكريم لبلبة
مع ظهور صور تكريم الفنانة لبلبة من الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ انهالت العديد من التعليقات والمنشورات التي هاجمت الوزير، مُستنكرة تكريم فنانة على أداء دور المديرة، في الوقت الذي كان بإمكانه؛ تكريم المعلمين أنفسهم على ما يقدموه، بل أن الأمر تجاوز منصات السوشيال ميديا، ليصل إلى قبة البرلمان، رغم تكرار أحاديثه عن أهمية الارتقاء بالمعلمين، وخطة رفع كفائتهم التي كان آخرها قبل أيام، بإعلان بدء عمل صندوق رعاية المعلمين.
منذ ساعات، أعلن برلماني، أنه سيتقدم بطلب إحاطة إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، بشأن التكريم الأشهر خلال الساعات الأخيرة، موضحًا في طلبه، أن البرلمان كان ينتظر من الدكتور رضا حجازي؛ تكريم أبناء المنظومة - الجُنود الحقيقين، الذين يتكبدون الجُهد من أجل الرسالة السامية للتعليم.
تفاصيل تكريم وزير التعليم للفنانة لبلبة.. وحقيقة الأمر
تعود بداية الأزمة إلى مساء الاثنين الماضي، وتحديدا في ختام فعاليات مهرجان الفنون المسرحية لطلاب المدارس في دورته الرابعة، وهو مهرجان ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، ولدعم طلاب المدارس في مختلف أنحاء الجمهورية في مجال الفنون المسرحية.
وعلى هامش مُشاركة الفنانة لبلبة في المهرجان، تم تكريمها من وزير التعليم على الدور الذي قدمته خلال مسلسل دايمًا عامر، والذي عُرض خلال المارثون الرمضاني المنقضي 2022، لما قدمته من نموذج مثالي لمديرة مدرسة مُتطورة، بشخصية ميس زهرة، التي وهبت حياتها للتعليم وإدارته بشكل علمي مُتطور وحديث.
انتشار القصة وإثارة السخرية حولها
وانتشرت تلك الصور عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدا من بعض المعلمين، الذين رأوا في أنفسهم، أنهم يستحقون التكريم لما يقدموه، وهو الأمر الذي انتقل من غُرف وجروبات المعلمين إلى ساحة السوشيال ميديا الواسعة من مُستخدمين إلى مشاهير ورموز؛ علقوا بأشكال مباشرة وغير مباشرة عن «البداية المُبشرة» للدكتور رضا حجازي، مُلوحين إلى عكس المكتوب، رغم تكرار حديث وزير التعليم عن أهمية المعلمين والارتقاء بهم وبمُستواهم المعيشي.
التعليقات العديدة والصور المنتشرة؛ دفعت النائب محمد سعد الصمودي، عضو مجلس النواب إلى تقديم طلب إحاطة ضد الوزير، مؤكدًا كلام المعلمين، وأنهم هم الأولى بهذا التكريم، لما قدموه خلال سنوات عمرهم التي أفنوها في العلم والتعليم، حيث يقول: كنا ننتظر من الوزير الجديد؛ تكريم العشرات من أبناء مصر من المعلمين المثاليين، وهم ما أكثرهم، الذين يتحملون من أجل وطنهم في ظل رواتبهم الزهيدة التي لا تخفى أيضًا على الوزير.
التكريم في غير محله ووقته
لم يكن البرلماني الذي تقدم بطلب الإحاطة - أول الرموز التي انتقدت التكريم، فقد سبقه السياسي البارز عمرو الشوبكي، والذي قال في منشوره على منصات التواصل الاجتماعي تحت مسمى تكريم خاص: وزير التعليم الجديد يُكرم الفنانة لبلبة، لأنها أحسنت القيام بدور ناظرة مدرسة في مسلسل تليفزيوني دايما عامر.. أُقدر دائما دور الفن والفنانين، ووارد تكريمهم في خارج المهرجانات الفنية، ولكن ما هي الرسالة التي يقدمها وزير جديد في وزارة تُعاني من مشاكل جمّة بهذا التكريم، الذي جاء في غير محله ووقته.. ألم يلفت نظر الوزير الجديد؛ ناظرة في الأقاليم تميزت وأخلصت وكان لها بصمة على مدرستها، رغم الظروف الصعبة المحيطة بها فكرمها؟، ولا توجد أخرى تغلبت بنزاهة على ضعف الإمكانيات، وثالثة كانت نتيجة مدرستها مُبهرة بفضل مهنيتها وإخلاصها؟ا.
وتابع الشوبكي: نعم هناك مئات وربما آلاف من هؤلاء ومثلهم من المعلمين والمعلمات الذين يعملون في ظروف شديدة الصعوبة ورواتبهم ملاليم، ومع ذلك تمسكوا بقيم مهنتهم ولم يصبحوا من حيتان الدروس الخصوصية.. لو كنا حريصين على دعم هذه النماذج ولو معنويا برسالة رمزية لكنا كرمّناهم، ولكن تكريم فنانة مثّلت دور ناظرة كويسة أفضل من حيث اللقطة والشو من تكريم ناظرة حقيقية كويسة.
حرب غير شريفة على وزير التعليم
وعلى النقيض؛ رأى البعض أن الهجوم على هذا التكريم؛ تم استغلاله بشكل يُسئ للدكتور رضا حجزي وزير التربية والتعليم، حيث يقول الكاتب جرجس بشرى عبر حسابه على فيسبوك: هناك حرب غير شريفة على الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لأنه كرّم الفنانة لبلبة، وأنا شخصيًا مع قرار التكريم، لأن الفنانة لبلبة مثّلت دور مديرة مدرسة، وهذه المديرة كانت قُدوة، كما يبدو من مسلسل «دايما عامر»، حيث كرّست حياتها لعملها ولخدمة التعليم بكفاءة وبكل أمانة، وبالتالي التكريم يعتبر ليس تكريمًا للفنانة لبلبة فقط، بل هو لكل شخص يسير على نهجها في المسلسل.. هو تكريم وتقدير للأمانة والكفاءة والإخلاص في العمل والرسالة، كما أن قرار التكريم، هو أيضا تكريم للفن الهادف، في وقت يعصف فيه الفن الهابط وفن البلطجة بالساحة، محاولًا استهداف العقل والفن المصري الأصيل.