أزهري ردًا على نهاد أبو القمصان: المطالبة بحقوق المرأة دون النظر إلى واجباتها من أنواع الظلم
أثارت المحامية نهاد أبو القمصان، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جدلًا واسعًا في الساعات الأخيرة، بعد خروجها في بث مباشر عبر صفحتها الرسيمة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قالت فيه إن آيات سورتي البقرة والطلاق في القران الكريم، لم تجبر السيدات على إرضاع أولادهن.
نهاد أبو القمصان: الست مش مجبورة ترضع أولادها
نهاد أبو القمصان، قالت خلال البث إن هناك شاب سألها: انتى يا أستاذة قلتي الأم مش ملزمة برضاعة أولادها ولو رضعت تأخذ أجر؟، فرديت: قلت يا ابنى دا مش كلامي دا كلام ربنا عز وجل في القرءان في سورة البقرة وفي سورة الطلاق، ورويت عليه قول الله تعالى في سورتي البقرة والطلاق: قال اللَّه تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، وقوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}.
عالم أزهري يكشف حكم الشرع في إرضاع الأم لطفلها
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور محمود الأبيدي، الداعية الإسلامي، والعالم الأزهري، حكم الشرع في إرضاع الأم لأطفالها، ومدى إلزامها بذلك؟.
وقال الأبيدي، إن العلاقة بين الزوجين علاقة تكاملية روحية، مبنية على المودة والرحمة، لافتًا إلى أن المودة لا تتأتى للإنسان إلا بأداء واجباته، مع مراعاة الحصول على حقوقه كاملة.
وأضاف العالم الأزهري، لـ القاهرة 24، أن الزواج علاقة ليست مبنية على المادة فقط، ولا على العقل فقط، وإنما على الروح، منوهًا بأن الأصل في الروح، التوافق والاستجابة والعطاء، فالزوج يعطي على قدر استطاعته؛ لقول الله تعالى: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِم»، مشيرًا إلى أنه إذا كان من نصوص الشريعة وجوب إنفاق الزوج على زوجته، فمنها أيضًا وجوب إنفاق المرأة من وقتها لأهلها.
وتابع الدكتور محمود الأبيدي، بأنه إذا كانت المودة والرحمة تبنى على فهم المعاملات؛ فإن حرص البعض على حقوق المرأة، دون النظر إلى واجباتها نوع من أنواع الظلم، مشددًا على أنه ليس معنى الحرص على حقوق المرأة، إنكار واجباتها عليها أو رفعها عنها.
الأبيدي: تجريد المرأة من واجباتها يجعلها عبء على الرجل ويقصر دورها على العلاقة الحميمية
الدكتور محمود الأبيدي، لفت إلى أن هذه النداءات المستمرة للمرأة بأنها غير واجب عليها الخدمة في بيتها أو إرضاع أطفالها ورعايتهم، ليست في مصلحة المرأة كما يظن البعض، حيث يؤدي تجريدها من واجباتها في النهاية إلى أن ينحصر دورها كزوجة فقط في العلاقة الحميمة، مؤكدًا أن ذلك مهين للمرأة، متابعًا بأن تجريد المرأة من جميع أعمالها هو أمر يجعلها عبء على الرجل هي وأولادها، وهو ما ينافي معنى المودة والرحمة.
وعن الآيات التي استشهدت بها المحامية نهاد أبو القمصان، بأن الزوجة شرعًا غير مطالبة بإرضاع أطفالها، والتي منها قول الله تعالى: {فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}، ذكر الأبيدي أن المراد بهذه الآية، هو المرضعة التي يتم استئجارها لإرضاع الأطفال في حال قدرة الزوج على ذلك، منوهًا بأن ذلك وضع للنصوص في غير موضعها.
واستنكر الأبيدي تصريحات أبو القمصان، قائلا: هل من المعقول أن يجعل الله غذاء الطفل في بطن أمه منذ وجوده في رحمها، عبر الحبل السري، ثم يأمرها بعد وضعه بتركه دون غذاء.
كما طالب الداعية والعالم الأزهري باحترام التخصص، ومراعاة ألا يتحدث أحد فيما لا يعلمه ولم يدرسه، مشددًا على ترك تفسير القرآن لأهل التفسير، راجيًا أن يتحدث كلٌ في فنه، مختتما: من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب.