أسئلة عن إزالة "طة حسين"؟
بالتحديد في منتصف شهر مايو الماضي بدء الحديث عن نية الدولة هدم مدفن عميد الأدب العربي طه حسين، في منطقة سيدي عبد الله بمنطقة التونسي بالخليفة، لم تمتلك الأسرة في هذا التوقيت أي دلائل تشير إلى أن نية ما.. لدى جهة ما للاقدام على مثل تلك الخطوة التي بالقطع تدرك معاها ما سيثيرة مثل هذا القرار من غضب ليس واسع فحسب ولكن سيدفع الجميع إلى النظر لما وصلنا إلية في التعامل مع شخص على هذا القدر.
لم تكتفي مؤسساتنا أن تنسف بسياساتها التي استمرت على نمط واحد وفي سياق واحد المشروع التنويري والفكري والتعليمي لطه حسين فقط ولكن أرادات أن تمتد أيضًا إلى " الأثر الباقي" منه على الأرض وكأن مدفنه سيعطل أعظم مشروعات مصر في تاريخها الحديث.
وقتها هاتفت أحدى أفراد الأسرة المقيمة في أحدى الدول خارج مصر، لم أجد لديها أي دليل واضح أن ثمة قرارًا قد صدر بهدم مدفنه أو وجود تواصل من جانب مؤسسات الدولة مع الأسرة أذكر وقتها بعدما تصاعد الموضوع في وسائل الإعلام التي أهتمت بشكل كبير ويثمن للغاية بهذا الأمر أن تحدثت معي أحد أقارب طه حسين المتواجدين في مصر معاتبًا على الدولة " الدولة بدل ما تقول هنرمم المدفن ولا هنتهم بيه جاية تهده على دماغ الراجل".
فيما بعد تأكد صدور قرار بإزالة المدفن إلى جانب عدد من المدافن الأخرى في المنطقة، ردة الفعل وقتها أعتقد أنها كانت على قدر مناسب مع الأسلوب "غير اللائق" التي تعاملت به بعض المؤسسات مع الأسرة التي لم تكلف نفسها حتى عناء إخطار الأسرة بنيتها التي يبدو أن أحدًا لم يمتلك الشجاعة الكفاية لأخبارهم بها.
لم تترك الأسرة أي طريق لم تخض فيه، وطرقت كافة الأبواب للوصول إلى حل لتلك الأزمة التي لم يكن لها داعي من الأساس وكانت حلول أخرى كثيرة متاحة لتنفيذ المحور الذي يحمل أسمًا عزيزًا على الكافة " ياسر رزق" وقتها كنت على تواصل مع المهندس حسن الزيات، حفيد عميد الأدب العربي وقالي لي نصًا "بنأذن في مالطا" حتى من يؤذن هناك لوجد مجيب أفضل من مؤسساتنا في مصر.
أنتهى الحديث ولم يتصاعد حتى قبل أيام عندما تسربت أنباء اعتقد حول نية أسرة العميد نقل رفاته إلى خارج مصر ووجود ترحيب من جانب السلطات الفرنسية بتدشين وبناء مدفن وبالطبع هو أمر مؤكد فأي بلد عاقل يتمني أن يكون من بين أبناءه من هو على قدر أقل من طه حسين.
اعتقد لو لما تلجأ الأسرة لما يمكن وصفه بـ الاستعانة حتى لو ادعاء بالخارج لما أصدرت محافظة القاهرة بيانها الكارثي بكل المقاييس وقالت فيه انه لم يصدر قرار بازالة مقبرة عميد الادب العربي.
أسئلة ليست هينة يطرحها ما صدر من محافظة القاهرة فبينما تنفي المحافظة وهي الجهة المسئولة عن إصدار قرارات الإزالة لمختلف المباني هناك أسئلة لا بد من الإجابة عنها هل كان هناك قرار إزالة بالفعل لمدفن طه حسين تم التراجع عنه بفعل الضغط والغضب الذي قوبل به القرار.
من الذي وضع العلامة أكس على المدفن وكلمة إزالة على الجدران من قطع المياة عن المدفن من هدم المدافن المجاوره له.. لماذا أصدرت محافظة القاهرة بيانًا مثل هذا يدرك من خط أي حرف فيه أنه لن يكون مصدقًا على الاطلاق.