وزير الأوقاف: نحقق نجاحًا كبيرًا بفضل الله وإرادة دولة بقيادة قائد حكيم
عقد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المؤتمر التحضيري للمؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اليوم السبت 3 / 9 / 2022 بالقاهرة، وذلك بحضور أعضاء لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف.
وزير الأوقاف: نشهد نجاحًا كبيرًا بفضل الله وإرادة دولة
وفي كلمته، قدم وزير الأوقاف الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على دعمه ورعايته لهذا المؤتمر، مؤكدا أن رعاية الرئيس لمؤتمر الاجتهاد ضرورة العصر، ودعم كبير للفكر الوسطي والاجتهاد العصري.
كما رحب وزير الأوقاف بالحضور وشكرهم على دعمهم لهذا المؤتمر ونشر الدين الوسطي المستنير كمهمة نعمل جميعًا على نشرها، مبينًا أن هذا المؤتمر جاء تنفيذًا لتوجيهات الرئيس بالحفاظ على الثوابت ومراعاة المستجدات، موضحًا أن الرئيس وجه في أكثر من لقاء ببناء جيل من الأئمة واع مستنير، مشيرًا إلى أن ما شهدناه اليوم في مقرأة كبار القراء ما كان ليظهر بهذه الكفاءة لولا فضل الله أولًا ودعم الرئيس، ولما كانت دولة التلاوة عادت بهذه القوة، ولكن الدعم الكامل من الدولة أثمر هذا العمل.
وفيما يخص المسابقات، أكد وزير الأوقاف أن الوزارة أطلقت العديد من المسابقات التثقيفية بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم، وقد حظيت هذه المسابقات بإقبال كثيف وشعبية كبيرة، مؤكدًا أن هذه المسابقات تتم بغاية الشفافية والنزاهة والدقة في كل مراحلها، كما أشار إلى أن سلسلة "رؤية" للنشء يتم الإعداد والتأليف فيها من متخصصين، وفريق عمل كامل من الباحثين والفقهاء لإخراج العمل غاية في الاتقان.
وبين أنه على قدر ما تجتهد على قدر توفيق الله لك، فنحن أمة أتقن ونحتاج للدأب والصبر، وقد وصلنا في سلسلة "رؤية" للنشء إلى الكتاب العشرين "قصص الحيوان في القرآن"، في أسلوب يجمع بين العلم وبين البساطة في المعلومة الصحيحة لتعليم النشء، في أسلوب مدقق علميًّا وبلغة تراعي الطفل.
وفيما يخص موضوع المؤتمر أكد وزير الأوقاف أنه قد تم تحديد واختيار هذا الموضوع نظرًا لما يمثله فتح باب الاجتهاد واسعًا في العصر الحاضر من ضرورة ملحة من جهة، وبيان أن لهذا الاجتهاد أصوله وضوابطه ورجاله المتخصصين من جهة أخرى، مع ما تفرضه ضرورة العصر من الحاجة إلى الاجتهاد الجماعي أو المؤسسي، وبيان مفهوم الإجماع السكوتي في العصر الحاضر، وبناء وتكوين وإعداد وتأهيل العلماء المؤهلين للاجتهاد، والنظر بعين الاعتبار البالغ لمعطيات العلم التطبيقي عند الاجتهاد أو الإفتاء أو إطلاق الأحكام المتعلقة به، وكذلك المعطيات الطبية والبيطرية والاقتصادية والقوانين الدولية وعلاقتها بالإفتاء الشرعي، ومستجدات القضايا الحياتية كالتعامل بالعملات الافتراضية، والمسئولية الفردية والجماعية تجاه قضية المناخ وموقع الإضرار بالبيئة من الأحكام الشرعية.
الاجتهاد ليس كلأ مباحًا بل يعني التخصص في كل شيء
وأكد وزير الأوقاف، أن الاجتهاد يعني التخصص في كل شيء وليس الأمر كلأ مباحًا، فلابد لكل فن أن يكون له أهله وضوابطه، والاجتهاد له ضوابط صارمه، وقد عرف تاريخنا العظيم رجالًا، منهم الواعظ والعالم والمفكر، ونحن في حاجة إلى جهود الجميع، وقد لا يغني أحدهم عن الآخر، لكن مكمن الخطر في تجاوز الحدود، وتقمص بعض الناس دورًا ليسوا له بأهل، أو محاولتهم فرض هذا الدور على الآخرين، لما يترتب على ذلك من خللٍ في عملية البناء الفكري للمجتمع، أو في هندسة هذا البناء على أقل تقدير.
وبيّن الوزير خلال كلمته، أننا في أمسّ الحاجة إلى تحديد الدور المنوط بكلٍ من الواعظ والعالم والمفكر، وتوظيف كل في مجاله وميدانه، حتى لا تختلط الأمور، ويرتبك المشهد، ولا سيما في مجال الفكر الديني المعروف بدقّته وحساسيته، وحاجة المجدد فيه لأدوات لا تكاد تتوفر إلا في من أفنى حياته فيه علمًا وفكرًا ومدارسة، إضافة إلى ما يمنّ الله به عليه من مقومات وملكات خاصة، وما يحصله من خلال الخبرة والدربة والممارسة وخوض غمار الحياة العامة، مع القدرة على فك شفراتها وتحدياتها، والقدرة على قراءة الواقع بكل أبعاده وتحدياته وتعقيداته وتجلياته برؤية ثاقبة وفكر مستنير.