في ذكرى معركة عين جالوت.. كيف قضى المماليك على أسطورة جيش التتار الذي لا يُقهَر؟
حلت اليوم ذكرى وقوع معركة عين جالوت بين المماليك بقيادة سيف الدين قطز، وقوات المغول، وهي واحدة من المعارك الفاصلة في التاريخ، حيث استطاعت قوات المماليك كسر شوكة التتار، وإلحاق هزيمة ساحقة، بعدما اجتاح التتار العالم الإسلامي، وأسقطوا بغداد، وقتلوا الخليفة العباسي المستعصم بالله، فما هي العوامل التي أدت لهذا النصر.
أسباب انتصار المماليك
هناك عدد من العوامل التي أدت إلى تفوق جيش المماليك في موقعة عين جالوت، يرصدها كتاب عين جالوت بقيادة الملك المظفر قطز لشوقي خليل، ومنها زيادة عدد أفراد الجيش المملوكي، وتفوقه على خصمه من حيث العدد.
يأتي ثاني أسباب النصر في الثقة الكاملة بالنصر، ويتضح ذلك في تصريحات القيادة المملوكية المسلمة، واستعدادها النفسي لملاقاة العدو، فقطز لم ينس رؤياه، وقول النبي: «أنت تملك الديار المصرية وتكسر التتار».
وكان هناك دافع للانتقام من التتار الذين طغوا وبغوا على السكان في البلاد التي احتلوها، مع نكثهم بعهودهم التي كانوا يقطعونها على أنفسهم، وهو واحد من أهم أسباب النصر، فالانتصار عليهم في عين جالوت ثأر حاسم وجذري لكل المظلومين والمقهورين.
ومن أسباب النصر أيضا العقيدة التي أججت في المقاتلين المسلمين روح التضحية والفداء، وجعلتهم يقدمون على الموت، وهو أحب إليهم من الحياة، لعظيم منزلة الشهادة والشهيد عند الله تعالى.
وكذلك من أسباب النصر الاستعداد الكامل والتحضير المتقن لهذه المعركة، وحشد كل الطاقات والإمكانات لنجاحها، وخطة المعركة من حيث صلابة القوة الضاربة في قلب المعركة، ومفاجأة العدو الذي أنهك بفرسان الكمائن المتحفزة لخوض المعركة، وهي في كامل قواها الجسدية والروحية.
وكان من الأسباب الرئيسية لانتصار المماليك تراخي التتار وعدم اكتراثهم بتطبيق الأسس والمبادئ الحربية، وعدم أخذ الحيطة والحذر، بسبب اتكاء قائدهم كتبغا نوین على ماض عريق، واغتراره بسجله الحربي وذخيرته العظيمة من الانتصارات المجلجلة التي أرعبت جیوش العالم، فكانت عين جالوت على نقيض ما كان يتوقع.
