بالدراجة الهوائية.. رحالة مغربي يقطع 42 ألف كيلو ليصل إلى الأقصر
الرحالة المغربي عبدالهادي السكرابي، يبلغ من العمر 25 عاما، بدأ رحلته عام 2018 قاطعا 42 ألف كيلو متر، زار فيها 34 دولة إفريقية بالدراجة الهوائية، وصل الأقصر اليوم بعد 6 أيام قضاها في أسوان.
بداية الرحلة
بدأ عبد الهادي رحلته من موريتانيا، مرورا بالسنغال، غامبيا، كونكري، مالي، كوت دي فوار، غانا، توجو، بنين، ثم وسط أفريقيا الجابون الكونغو أنجولا وجنوب أفريقيا بتسوانا زامبيا موزمبيق مالاوي تنزانيا بوروندي رواندا أوغندا كينيا، وشرق أفريقيا جيبوتي الصومال السودان ووصل إلى مصر منذ سبعة أيام، قادما من السودان، ثم وصولا إلى أبو سمبل ثم أسوان وإدفو وإسنا واليوم في الأقصر وغدا إلى قنا.
الدافع حبي للطبيعة والحيوانات
ويقول عبد الهادي: أنا إنسان محب للطبيعة والحيوانات البرية، لذا كانت الجابون والكونغو من أجمل الدول الغابوية التي زرتها، وناميبيا والسودان من أجمل الدول الصحراوية التي زرتها، وكانت دولة جنوب إفريقيا من أكثر الدول المتحضرة، لكن أكثر دولة عشت فيها وأحببتها جدا هي بتسوانا.
الحلم أصبح حقيقة
يؤكد السكرابي، أن الرحلة لدول إفريقيا كانت حلم يراوده منذ الصغر وبحكم أنه دراج ويحب الترحال، ومع الوقت تولد لديه حلم زيارة بعض الدول الإفريقية وكانت أسهل وسيلة لديه هي الدراجة وشجعه وحفزه للقيام بتلك الرحلة بعض أصدقائه الأوربيين الذين كان يتواصل معهم على وسائل التواصل الاجتماعي والذي قاموا بمثل تلك الرحلة من أوربا إلى جنوب إفريقيا، وبعدها قرر خوض المغامرة.
كدت أن أفقد حياتي
وعن بتسوانا يقول تعرضت فيها لحادث كاد أن يودي بحياتي فبتسوانا تعتبر كلها حياة برية فهناك الغلبة للحيوانات والإنسان هو الضيف على تلك الدولة البالغ تعدادها مليون ونصف نسمة فقط، وكانت أقرب مدينة لي تبعد 150 كيلو مترا وأثناء تجولي في الغابة صباحا كعادتي يوميا وبعد أن قطعت 20 كيلو مترا، صادفت فيلا في الطريق لأول مرة في بتسوانا، وكنت متحمسا.
ويتابع: توقفت لالتقاط صورة بكاميرتي وتابعته في الغابة وكان هو يهرب مني وبعد فجأة هجم علي وصوته كان عالي جدا ومرعب وظللت أجري منه حتى تسلقت شجرة فضربها فسقطت على ذراعي وانكسر وكان الفيل فوقي مباشرة وبيني وبين قدميه الأماميتين بضع سنتيمترات وأخذ يلتقط التراب وينثره على وجهي ثم رجع للوراء وتركني.
وأكما: وبعد حوالي الساعة ظللت أبحث عن هاتفي الضائع، وتصادف مرور شخص حملني إلى المستشفى التي تبعد عني نحو 400 كيلو متر، لكن المشكلة لم يكن لدي تأمين صحي دولي ولم أملك النقود الكافية للعملية.
كورونا أغلقت الطريق أمامي
حاولت أن أذهب لزامبيا لكن الحدود كانت أغلقت بسبب كوفيد 19، لكن تدخل بعض الناس على السوشيال ميديا وكذلك السفارة المغربية وتم إجراء العملية، وبعد مضي نحو 20 يوما حاولت أن أعود مرة أخرى للمغرب لكن أغلقت الحدود أيضا بسبب كورونا، وظللت في بتسوانا سنة وثلاثة أشهر، وكان تحديا كبيرا أن أتأقلم مع الناس والحياة هناك وأن أجد عمل أعيش منه، لكن الله سخر لي بعض الناس الذين ساعدوني واستضافوني في بيتهم لمدة سنة وثلاثة أشهر، حتى فتحت الحدود واستكملت رحلتي إلى زامبيا.
بهرني معبد الكرنك
ويشير عبدالهادي، إلى أن أكثر ما لفت نظره عند وصوله مصر كثرة المعابد والمناطق الأثرية، فكل يوم يزور مكانا أثريا جديدا ويتعرف على أناس وثقافات جديدة مختلفة، فاليوم زار الكرنك، متأملا عظمة المصريين القدماء الذين شيدوا هذا الصرح الهائل.
