دومنيك شامبين: كنت أحلم بزيارة مصر.. والقاهرة للمسرح التجريبي حقق لي حلمي
أقيم على مدار يومين (ماستر كلاس) للمخرج والمؤلف الكندي دومنيك شامبين تحت عنوان "من هناك ؟ تأملات في هاملت"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ29 برئاسة الدكتور جمال ياقوت.
عمل شامبين، على تدريب المشاركين على البحث عن الدوافع الداخلية وكيفية التعبير عن الذات من وحى أول جملة تساؤلية فى نص (هاملت) لوليم شكسبير، وهي: من هناك؟ ومن أنا.. من منطلق أن يعرف المبدع جيدًا نفسه وكل إمكانياته ومشاعره ودوافعه حتى يستطيع توظيفها فى العملية الإبداعية بشكل صحيح وسليم.
وقال شامبين: لقد استفدت من تلك الجملة كنقطة لبداية خلق حالة حوارية مع المتدربين، ليحكى كل منهم عن نفسه وأسباب تواجده بالورشة، ومن هنا اكتشفت ابعاد وزوايا مختلفة فى بعضهم، وعلى سبيل المثال وجدت فنانة مترددة بين كونها باليرينا وممثلة، وطلبت منها أن تؤدى صورة تمثيلية مع الأداء الراقص، فنفذته لأول مرة بجمعها بين موهبة التمثيل والرقص، وواثق أنها ستخلق صورة بصرية وحالة سمعية مختلفة إذا سعت لتطوريها.
وتابع: يجمع المتدربين صفة شغف التعلم، وسعدت أننى تعرفت على مبدعين مصريين ووجدت قواسم مشتركة تجمعنا كالحاجة للأمل ومرورنا بلحظات خوف وضعف فى حياتنا، وحاجتنا للجمال والتعرف على الآخر، وقد كان حلمي أن أزور مصر لأشاهد كل تراثها الذى سمعت عنه من والدى المعماري، لذلك لم أتردد فى الموافقة عند وافقت على الدعوة كي أتعرف على مصر عن قرب لتراثها وثقافتها وفنانيها، الذين لمست منهم حفاوة الاستقبال.
وأضاف: رغم أن المسرح وسيط قديم جدا منذ قرون ومر عليه العديد من الوسائط الجديدة ولكنه ظل فريدا، بل أصبح يمكن للمسرح الاستفادة من هذه التكنولوجيا لتطويعها فى ابتكار أشكال وأنماط مختلفة من أساليب العرض، ولكن فى نفس الوقت تعد التكنولوجيا منافسا قويا له، حيث إن المشاهد إذا لم ينجذب في اتجاه عملي سوف يتركه ويفتح شاشة الهاتف ليشاهد شيئا يجذبه أكثر، لذا فإن المخرج يحمل على عاتقه واجب وتحدى تجاه ما يقدمه لكنه من الممتع فى نفس الوقت أن يخلق شيئا مبتكرا وجميلا يتناسب مع الذائقة المختلفة والمختلطة من الجمهور؛ فإذا نجحنا أن نوصل الجمال للممثلين والمتلقين ربما يكون حافز أن يتغير هذا الجمهور فيسعى لعالم أفضل.
وعلق شامبين على قصر مدة الماستر كلاس، قائلا: بالتأكيد أنني أحب النتائج، لكنني مؤمن أكثر بجودة الخطوات أكثر من الحصول على النتائج السريعة، لذلك اعتبر الماستر كلاس مجرد نقطة بداية لإطلاق الأسئلة التي تحتاج إجابة من ذات كل مبدع.