السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المرأة المصرية أميرة لا أجيرة

الإثنين 05/سبتمبر/2022 - 02:11 م

آلمني ما يتم تداوله عبر الشاشات حول دور المرأة المصرية في المجتمع، والنسوة اللائي تتبارين لتوزيع مهام ومسؤوليات الأمهات والبنات في المنازل، يتوارين خلف ستار الادعاءات الحقوقية أو الدينية أو الحضرية، ويتشحن برداء الوفاق لتدليس النفاق على الأمة؛ ويتظاهرن في الفضائيات وهن متسعات الأحداق طعنًا في الأخلاق، يردن إحداث شرخ في صلابة الأسرة لهدم تماسكها وعراقتها التي تمتد لآلاف السنين.

إذا نظرنا إلى المرأة المصرية من الناحية التاريخية؛ سنجدها على جادة الطريق القويم منذ آلاف السنين، فكانت ملكة فرعونية، تُدبر منزلها، وتُرضع صغيرها، وتراعي زوجها، وتربي أولادها، بل ومن المفارقات ما ذكره المؤرخ هيرودوت بعد زيارته لمصر بأن النساء يذهبن للأسواق ويمارسن التجارة، بينما الرجال يقرون في البيوت يغزلون، وكذلك ما رصده عبر المقابر الفرعونية عن دور المرأة في الزرع والحصاد ودرس القمح، إضافة إلى التجارة والأعمال المنزلية ومنها أعمال المطبخ مثل طحن القمح وصنع الطعام والإشراف على المآدب.

الإرث التاريخي الذي تستمده المرأة المصرية من عراقتها الفرعونية يدعم مؤهلاتها في تولي المناصب العامة مثل الوزيرة والمُعلمة والقاضية، وكذلك امتهان الحرف اليدوية والصناعية، وتتمسك دون تأفف بمسؤولياتها الكاملة تجاه أسرتها، لا سيما وأن حضارتها أكرمتها لدرجة "التأليه" مقارنة بالحضارات القديمة التي كانت تدفن النساء اللاتي توفي أزواجهن (الهندية) أو الوصاية على الأرملة (الرومان).

على الجانب الديني أعزَّ الإسلام المرأة كونها المحور الرئيس للأسرة والمجتمع، فمنحها حقوقًا قانونية لم تتح حتى الآن لنساء الغرب، وهو الاحتفاظ باسمها ونسبها لأبيها، كما منحها الشرع حقوقًا اقتصادية في العمل والإرث، بخلاف تقديمها على الرجل في غالبية قضايا المواريث، إضافة إلى حقوقها الاجتماعية كأم وابنة وزوجة وأخت والمفضلة فيها على الرجل.

إن الفئة القليلة من نساء هذا العصر اللائي يمارسن التدليس على المجتمع في ظُلمة الدُجى؛ استغلالًا لحالة الانشغال المجتمعي بتحديات الحياة وأزماتها المعيشية التي تهيمن على العالم، فمن غير المنطقي أن يكون الترويج لأفكارهن متزامنًا مع إحياء اتفاقية سيداو من قبيل الصدفة، لأن المستهدف تجريد المرأة العربية والمسلمة بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة من دورها القوي المُحصن مجتمعيًا، وجرها من مقعد الإمارة الأسرية المرصع بالمهام المقدسة إلى المستنقع السوقي والسلعي المحكوم بالثمن وقوانين العرض والطلب، وأنها تتقاضى أجرًا عن السُقيا والإطعام والرضاعة والغسيل والتنظيف.

المرأة المصرية على مدى التاريخ كانت، ولا تظل، أميرة بحسب كل الأديان المتعاقبة الإسلامية والمسيحية واليهودية ومن قبلها ديانات الفراعنة، يقدرها المجتمع، ويقدر مسؤولياتها، ويؤمن الرجال بأهمية دورها في بناء أجيال المستقبل، وتدمجها الأنظمة في قوانينها كضامن لمصفوفات القيم والأخلاق والتربية القويمة، إلا أن هذه الفئة الضالة، إن صدف تدليسهم مع حالات فردية وانتهجوا الكذب للترويج لدعواهم الناشزة، إن لم تجد ردعًا فمن غير المستبعد أن تطالب بمقابل الابتسام والاحتشام، وتعويضات عن كظة الجرح ووهن الولادة، وتتظاهر لترخيص الفجور وشرعنة الإثم والشذوذ، ونبذ المبادئ المتجذرة في الجينات المصرية، ونهش العفة والفضيلة التي يتحلى بها مجتمعنا.

تابع مواقعنا