الكوباية والسيجارة الشغل مايكملش من غيرهم.. كيف تأثر المصريون محدودو الدخل بارتفاع أسعار الشاي؟
منذ عقود توحّد الشعب المصري بجميع طبقاته بدءًا من رؤساء الجمهورية إلى أبسط المواطنين في كل نجوع البلاد، على "كوباية الشاي"، فباختلاف الأجيال والمستويات يحتل دائما الشاي المساحة الأكبر في مزاج المصريين، وتزامله السيجارة، وذلك الثنائي لا يستغني عنه غالبية الشعب أو لا تخلو "قعدة القهوة" منه، والعنصر الأهم في الضيافة لدى كل بيت مصري، والمشروب الأول الذي يقفز بالبال عند السؤال بـ تشرب ايه؟، ومن أهميته يتصف بجانب السلع الأساسية في بطاقة التموين.
ولكن تبعًا للأزمة العالمية وتعكير صفو العالم بارتفاعات الأسعار وقلة الغذاء وأزمة الغاز، كان لمزاج المصريين نصيب، بتهديدات لمخزون الشاي وصناعة السجائر وزيادة في أسعار كليهما تباعًا، الأمر الذي لم يخطر على بال المصريين أن يمس روتين مزاجهم خطر.
شاي العروسة في خطر..
رفعت شركة العروسة، الشركة الأشهر للشاي في مصر، أسعارها في السوق، بعد حديثها عن تعطل استيراد الشاي في الموانئ بسبب نقص السيولة الدولارية، وأن المخزون لا يكفي إلا لشهر واحد، ليصل سعر لفة الشاي 20 كيلو من مستوى 1670 جنيها في الجملة إلى سعر 1860 جنيها، ليصبح سعر الكيلو 93 جنيها حاليا.
وانفرد القاهرة 24، بنشر تفاصيل شكوى الشركة إلى مجلس الوزراء، ووزير التموين الدكتور علي المصيلحي؛ لتدبير الدولار اللازم لعمليات استيراد الشاي لمواجهة الاستهلاك المحلي، في ظل عملية التقنين الحالية للاستيراد، وذكرت الشكوى أن الشركة تستورد 60% من احتياجات السوق المحلي من الشاي، الذى يعد سلعة تموينية استراتيجية للمواطن المصري، خصوصا أنه لا يتم زراعة الشاي في مصر.
وبدوره قال الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، أنه لا يوجد نقص في رصيد أي سلعة أساسية، منوها بأن رصيد الشاي يتجاوز 91،670 ألف طن، والذي يكفي لاستهلاك أكثر من 13 شهرا، والذي يكفي لاستهلاك أكثر من 3 أشهر ونصف، بخلاف الأرصدة في الموانئ، والتي ستضاف للرصيد بمجرد سداد قيمتها.
إنتاج السجائر مهدد بالتوقف
وكان للسجائر نصيب أيضا من أثر الأزمة، حيث أعلنت شعبة الدخان باتحاد الصناعات المصرية، برئاسة إبراهيم إمبابي، عن ارتفاع سعر السجائر في مصر، فقد أوضح أن هذه الزيادة أقل مما هي متوقعة، وسط توقعات بأن يكون هناك ارتفاع في أسعار السجائر الأجنبية خلال الفترة المقبلة، لتصل الزيادة في أسعار السجائر منذ بداية العام بنحو 3 في العبوة.
الإنتاج مهدد بالتوقف بسبب نقص المواد الخام والمواد الخام لدي المصانع لن تصمد كثيرًا، والبنوك لا تدبر الدولار، والتبغ نبات موسمي مثل أي محصول وله موعد حصاد وموسم لازم نشتري فيه، حاليا موسم الحصاد في الهند لازم نشتري منهم وكل دول إفريقيا التي نشتري منها متقاربة أيضا، هكذا وصف إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، الأزمة في السجائر.
ممكن ماكلش لكن لازم كوباية الشاي والسيجارة… صديق عمال البناء والنقاشة
قال أبو عصام، أحد مقاولي البناء، عند سؤاله عن أهمية الشاي في يومه: لو الشاي مش مظبوط الشغل مش بيتظبط، والعمال ممكن متكلش لكن كوباية الشاي لازم تكون موجودة، ودايما صاحب أي بيت بيوفر لنا شاي وسكر والماية عشان ناخد راحتنا.
الميكروباص ميطلعش من غيرها
قال الأسطى علاء، سواء ميكروباص بالجيزة، أن كوباية الشاي هي أول حاجة في يومه والنقلة مش بنطلعها إلا بالكوباية، الميكروباص ميطلعش من غير كوباية الشاي، ومفيش مرة أطلع فيها من الموقف من غيرها حتى لو هستنى شوية ولازم معاها السيجارة.
البيت لو مفهوش فلوس في شاي
وأردفت سناء محمد، ربة منزل الحديث قائلة: كتير بيكون البيت مفيهوش فلوس، وييجي ضيوف ومبقاش قادرة أوفر لهم حاجة ساقعة أضايفهم بيها، لكن طول ما الشاي موجود بيشيل عني الحرج والناس بتحبه ودايما موجود في البيت وبنحب نشربه بعد الغدا، وبنحب نشربه في الشتا عشان نتدفى، ولو حد عيان الشاي بالليمون لازم يكون موجود دايما، ولازم أي حد يخش البيت لازم يتعزم عليه بكوباية شاي كنوع من أنواع الترحيب.
واردات مصر من الشاي والسجائر
وأظهرت بيانات حكومية صادرة عن جهاز التعبئة والاحصاء، أن إجمالي واردات مصر من الشاي خلال 9 أشهر بلغت 231 مليون دولار، تمثل قيمة فاتورة استيراد الشاي.
وأضاف تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والأحصاء، بأن قيمة واردات الشاي سجلت في يناير 2021 نحو 15 مليون دولار، ارتفعت إلى 34 مليون دولار في فبراير، ثم 48 مليون دولار في مارس، بينما وصلت في أبريل إلى 62 مليون دولار.
وتستورد مصانع الدخان والسجائر بما فيها الشركة الحكومية والقطاع الخاص، مواد خام في حدود 600 - 700 مليون دولار في السنة، وفقا شعبة الدخان باتحاد الصناعات المصرية، برئاسة إبراهيم إمبابي.