أين ذهبت عصا موسى عليه السلام
ما بعث الله نبيا ولا رسولا إلا وكرّمه الله بمعجزة، وموسى عليه السلام أرسله الله إلى بني إسرائيل وله العديد من المعجزات التي تظهر صدق نبوته، فمن معجزاته شق البحر والسنين والجراد والقمل والضفادع والعصا واليد، وهذه العصا التي خصها الله، وأفرد لها مميزات جعلت منها معجزة لم يختص نبي بمثلها وأعظم منها إلا النبي محمد صلي الله علية وسلم وهي معجزة القرآن.
معجزة العصا
كان يستخدمها عليه السلام في الترحال والسفر وكان يستند عليها أثناء الوقوف ويهش بها على الغنم وكان يضرب بها أغصان الشجر ليتساقط أوراقه لتأكل أغنامه وكان إذا هاجم ذئب الغنم تحارب وتدافع عن القطيع، واذا ابتعدت الغنم عن القطيع ترجعه مرة أخرى للقطيع بإذن الله، ومن منافعها إذا أراد أن يشرب من بئر عميقة كانت تصل إلى الماء وكانت تتحول بأذن الي الله إلى ما يشبه الدلو وكانت إذا عطش في صحراء ليس بها ماء غرزها في الأرض تنبع منها الماء بإذن الله حتى إذا خلعها عن الأرض توقف الماء.
وكان إذا اشتد عليه حر الشمس كان يستظل بها وكانت تدفع عنه حشرات الأرض، وكان نبي الله موسي إذا أظلم عليه الليل يخرج منها نور بإذن الله، واذا اشتهي ثمرة كان يغرزها في الأرض فتنبت بإذن الله، وقد أخبرنا القرآن عنها (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ﴿17﴾ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ﴿18﴾ قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى ﴿19﴾ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴿20﴾ قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ﴿21﴾ سورة طه.
مكان وجود عصا موسي علية السلام
عصا نبي الله موسى عليه السلام، أخبرنا بها القرآن الكريم أما عن مكان وجودها فلا يوجد نص واضح أو دليل قاطع على مكانها إنما توجد بعض الروايات الضعيفة أنها قد تظهر آخر الزمان كعلامة من علامات يوم القيامة، ويرى رأي أخرى أن نبي الله موسي أحرقها عندما أحرق عجل السامرى الذي عبدوه بنو إسرائيل، عندما غاب نبي الله موسي عن قومه، وبعض الروايات تقول إنها ستخرج مع الدابة في آخر الزمان، وفي رواية أنها في تابوت سيدنا موسي ولا يوجد أحد يعرف مكانه الذي دفن فيه سيدنا موسى، وهناك بعض الروايات تقول إنها معروضة في روما وهي رواية غير صحيحة لأن العصا المعروضة في أحد متاحف روما ليس لها علاقة بعصا نبي الله موسي عليه السلام.. والقول الفصل في مكان وجود عصا نبي الله موسى عليه السلام أن كل هذه الروايات اجتهادات وليست حقيقية.