الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مظهر شاهين: اتقوا الله في الأمهات ولا تتحدثوا عنهن وكأنهن عالة على أبنائهن

مظهر شاهين
دين وفتوى
مظهر شاهين
الثلاثاء 06/سبتمبر/2022 - 05:40 م

قال الدكتور مظهر شاهين، الداعية الإسلامي، إن خدمة الزوجة لأم الزوج إذا كانت مسنة وإن كانت غير واجبة شرعًا وليس هناك نص يلزمها بذلك، إلا أنها قد تكون واجبة من باب الإنسانية، وحسن العشرة.

وأوضح مغزى حديثه قائلا: أيها الناس اتقوا الله في الأمهات ولا تتحدثوا عنهن وكأنهن عالة علي أبنائهن، أو عبئا على المجتمع، فالأم هي الأساس، وهي بركة هذه الحياة.

أضاف شاهين، وذلك لأنها في مقام والدتها، خاصة إذا لم يكن من الممكن أن تعيش بمفردها، أو أن تخدم نفسها، أو لم يكن لها أولاد، أو مات زوجها ولم يتبق لها إلا ابنه ويكون الزوج إن لم تكن أمه معها عائل في هذه الحالة أمام أربعة خيارات:
- إما أن يرميها في الشارع أو أن يتركها وحيدة في بيت آخر وهي لا تستطيع خدمة نفسها فتهلك.
- أو أن يأتي لها بخادمة وقد يكون في وضع مادي لا يسمح له بذلك.
- أو أن يأتي بأمه إلى منزله لتكون أمام عينيه وتحت رعايته.

تابع، وأعتقد أن الخيار الرابع هو الأنسب والأسلم والأقرب إلى مرضاة الله سبحانه وتعالي، ولا ينبغي عن الزوجة أن تدفع زوجها إلى خيار آخر يغضبه، فهي في النهاية أمه، وبرُّها واجب عليه، ووصية الله له، بل ينبغي عليها أن تشجعه علي برِّ أمه، وأن تساعده في خدمتها رحمة وبِرًَّا وفضلا، وهنا تنال الزوجة ثوابا عظيما إذا ما اعتبرت ذلك لوجه الله تعالي، بل وتنال محبة زوجها، وعلي الزوج أن يحمل هذا الفضل لزوجته ويعينها عليه ولو بالكلام الطيب، فالحياة لا يمكن أن تبني علي المساومات والعزلة والأنانية والتنصل من الواجب بين الزوجين، ولا علي الحقوق والواجبات وفقط، بل تبني علي المحبة والمودة والعطاء والمشاركة بين كليهما. 

أردف مظهر شاهين، ولقد كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها تخدم أم زوجها علي بن أبي طالب، وتساعدها في شؤون البيت، وقد كان علي رضي الله عنه يقسم العمل في البيت بين زوجته وبين أمه، فقد أخرج الطبراني بسنده عن علي قال: «قلت لأمي فاطمة بنت أسد بن هاشم اكفي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك خدمة الداخل الطحن والعجن».

 

الأم هي الأساس وبركة هذه الحياة

 

تابع شاهين، وأذكر أن والدتي أطال الله عمرها تزوجت من أبي وجدتي لأبي (رحمهما الله) كانت سيدة مسنة وقعيدة، خدمتها أمي أكثر من 25 سنة لم تقل لها يوما "أف" كانت لها نعم الأم والأخت والابنة، وفي أعوامها الأخيرة فقدت جدتي بصرها، وبمرور الوقت أصابها مرض الزهايمر فنسيت كل شيء، بما في ذلك أسماء أعمامي وعماتي ( أبناءها وبناتها) إلا إذا حاولنا تذكيرها، غير أنها لم تنس اسم أبي من بين كل الرجال، واسم والدتي وأختي فقط من بين كل النساء، وحين عانت سكرات الموت كانت في حضن أمي، ولقنتها أمي الشهادة ورأسها على صدها، لا أقول ذلك من باب الفخر، ولكن ليتعلم بنات اليوم كيف تكون الرحمة، فالإنسانية قبل كل شيء.

 

أردف، ولتعلم الزوجة أنها اذا كانت اليوم زوجة وأم، فمن الوارد غدا أن تكون حَمَاة، وقد تضطرُّها الظروف إلى أن تعيش مع ابنها وزوجته، وأن ما تزرعه اليوم ستحصد ثماره غدا، فتعاملي مع أم زوجك كما تحبين أن تعاملك زوجة ابنك.
يقول الله تعالي: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا. فلتقدم لأم زوجها اليوم ما تتمناه لنفسها غدا، فالجزاء من جنس العمل، كما ورد في الحديث(يا ابن ادم اعمل ما شئت فكما تدين تدان)

 

تابع مواقعنا