علي جمعة: علاقة الزواج ليست شركة تجارية تبيع وتشتري وتكسب وتخسر
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، ومفتي الجمهورية السابق، إن الرسول ترك الأمة على المحجة البيضاء، مضيفا: أي تركنا في أمر واضح لكن أحيانا تكون الأمور واضحة وأحيانا أخرى تكون الأمور غير ذلك لكن في الحقيقة تركنا على المحجة البيضاءِ ليلِها كنهارِها.
علي جمعة: يجب أن نفرق بين فقه الحياة وفقه القضاء
وحول الحديث عن قضية خدمة الزوج لزوجها وإرضاع أطفالها، أضاف علي جمعة، خلال برنامج من مصر، المُذاع على فضائية cbc، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل: هناك مدخلين، وهما فقه الحياة وفقه القضاء، ويجب أن نفرق بين فقه الحياة وفقه القضاء، فـ فقه الحياة مبنى على الرحمة والمحبة والفضل والود والسكينة، أما فقه القضاء مبنى على العدل والقسط، لكن القليل من الأزواج يذهب إلى المحاكم؛ لأن النزاع ليس هو أصل الحياة، وإنما الحياة قائمة على الفضل والرحمة.
وأكد علي جمعة: فقه الحياة الخاص بالحب والخلق الكريم والسكينة والود موجود في كتاب التصوف، والجانب الشرعي الذي تحدث عن فقه القضاء، اللي هو حقي وحقك يمثل في الشريعة 5%، يعني 300 آية من 6236 آية، أما باقي النسبة والتي تمثل 95% فهي فقه الحياة.
وتابع علي جمعة: أما في السنة، فقد تحدث عن فقه القضاء 2000 حديث من 60 ألف حديث يعني 3 وتلت% وباقي الأحاديث عن فقه الحياة وهي 96.7%.
وأوضح علي جمعة: في أمريكا في حال النزاع بين الزوجين يلجؤوا إلى القضاء ليحكم بينهم ويذهبوا في سيارة واحدة وكأنهم والقاضي يحكم بينهم والقصة تنتهي، وهذا الأمر موجود عندنا لكان فقه القضاء صار قريبا من فقه الحياة، لكن إذا ذهبت للمحكمة تصبح عداوة وثأر، فنحن ليس لدينا ثقافة أن حضرة القاضي نذهب إليه للاستشارة.
واستطرد: لو اتنين ذهبوا للقاضي وقالوا إنهم هينفصلوا لأي سبب من الأسباب فهنا سيقول إن كل ما في البيت ملك للزوجة لأن العرف هكذا، وسيكون كل في البيت ملك للزوجة إلا ثلاث أشياء السلاح وملابسه وكتبه.
وأشار إلى أن القاضي حين الفصل في قضية خدمة الزوج والرضاعة والتنظيف وغيرها، سيجد أن الشافعية والمالكية والحنابلة قالوا بعدم وجوب خدمة المرأة في المنزل، أما الحنفية فيقولون بوجوب الخدمة.
علي جمعة: علاقة الزواج ليست شركة تجارية تبيع وتشتري وتكسب وتخسر
وأوضح علي جمعة: علاقة الزواج ليست شركة تجارية وليست عبارة عن شركة تبيع وتشتري، وتكسب وتخسر، ولكنها شراكة إنسانية وعلاقة ود ورحمة وحب وسكينة وعطاء، ولما السيدة فاطمة راحت لسيدنا النبي علشان تقوله تعبت في البيت، فأمرها بالخدمة الباطنة وأمره بالخدمة الظاهرة، وهنا سلك بالأمر مسلك فقه الحياه، قال له ساعدي زوجك.
علي جمعة: الديانة تميل إلى فقه الحياة بنسبة 95% وإلى فقه القضاء بنسبة 5%
وأشار علي جمعة إلى أن الله وفق نساء المسلمين لحمل مسؤولية المنزل، وعلى الرجل حمل مسؤولية العمل، وهذا في فقه الحياة، مردفا: في فقه الحياة لو الزوجة تعبت فإن الزوج يعالجها لأن العلاج من مقتضيات الحياة، لكن قولنا في فقه القضاء فالقاضي يقول طالما معاها أموال تعالج نفسها، لو هناك تقاضي.
وأكمل: يعني في فقه الحياه يقول له زوجتك التي أهلكت نفسها معك فيجب عليك أن تعالجها، أما في فقه القضاء أي في حالة النزاع فإنها تعالج نفسها طالما قادرة، وهنا نقول الديانة تميل إلى فقه الحياة بنسبة 95% وإلى فقه القضاء بنسبة 5%.