من حي السلطان أبو العلا إلى أبراج العاصمة.. هل يرتدي ماسبيرو ثوب الجمهورية الجديدة؟
على بُعد أمتار من ضفاف النهر الخالد ترى مبنى ماسبيرو كالجبل الشامخ ذو طابع معماري متميز عن غيره من البنيان في حي السلطان أبو العلا، وعلى مدار قرابة الـ 62 عاما تقريبا ظل هذا المبنى يحمل بين طياته الكوادر الثقافية والفنية والعملية، وقد كان شاهد على محطات تاريخية مشهودة غيّرت في مسار مصر السياسي والوطني على مدار كل هذه الأعوام.
ماسبيرو في حي السلطان أبو العلا
يعد مسجد السلطان أبو العلا من أشهر معالم حي بولاق الشعبي في القاهرة، وينسب مسجد السلطان أبو العلا، إلى الحسين أبي علي، صاحب الكرامات كما أطلق عليه، وقد أنشأ في عام 1486 في عهد السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي.
ميلاد ماسبيرو
كان ميلاد ماسبيرو عام 1960 حينما أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارًا بأن يكون لمصر صوت ناطق باسمها، وصورة تنقل للعالم ما يدور في مصر، وشُيد المبنى العتيق على مساحة 12 ألف متر مربع، بتكلفة 108 آلاف من الجنيهات آنذاك، فكان أول صرح إعلامي مصري في ذلك الزمان، ومنذ ذلك التاريخ أصبح ماسبيرو شاهدا على التاريخ، وكان أول رئيس للإذاعة والتليفزيون محمد أمين حماد، ويضم ماسبيرو الآن بين جنباته 30 ألف عامل بين مذيعين ومقدمي برامج ومخرجين وفنيين ومختلف الوظائف التي تقدم الكثير من الخدمات الإعلامية وغيرها.
هنا القاهرة.. ماسبيرو شاهد عيان على كواليس التغيير في مصر
على مدار السنين كان مبنى ماسبيرو الشاهد على العديد من التغييرات التي شهدتها مصر، بصفته التليفزيون الرسمي للدولة، فمنذ نكسة عام 67 وحتى نصر أكتوبر 73 حمل ماسبيرو على عاتقه بث الخطابات والبيانات المهمة، لأنه اللسان الوحيد الناطق عن مصر، ومن خلاله يعرف الشعب المصري ما آلت إليه الأمور خلال متابعتهم لمحطات الراديو والتليفزيون، نهايةً بخطاب تنحي الرئيس الراحل محمد حسني مبارك خلال ثورة يناير 2011، وكان بماسبيرو أيضا كواليس إذاعة البيان والذي قرأه نيابة عنه اللواء عمر سليمان نائب الرئيس آنذاك.
ماسبيرو شاهد على التاريخ
على مدار أكثر من نصف قرن، شهدت القاهرة التاريخية العديد من التطورات في البنية التحتية والتكنولوجيا وغيرها، كالتي تشهدها العديد من دول العالم، حتى دخل حي بولاق السلطان أبو العلا حيز التطوير أو الجمهورية الجديدة والتي استهدفت تطوير المناطق العشوائية بمختلف أنحاء القاهرة.
كـ خلية نحل ظل ماسبيرو حتى هذه اللحظة قائما بدوره الإذاعي بصفته التليفزيون الرسمي للدولة، حتى بعد أن دخلت منطقة المثلث حيز التنفيذ، وقد أوشكت الدولة على الانتهاء من عملية التطوير التي شهدها العالم أجمع والتي شملت مجموعة من الأبراج الشاهقة متضمنة شقق سكنية لأكثر من 90 أسرة من سكان منطقة مثلث ماسبيرو، تعويضا لهم عن منازلهم القديمة.
ولكن يبقى السؤال هنا.. هل يرتدي ماسبيرو ثوب الجمهورية الجديدة ويترك ضفاف النيل وينتقل للعاصمة؟
علم القاهرة 24 نية الدولة في دراسة إمكانية وجود مقر جديد لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، في العاصمة الإدارية الجديدة ضمن خطة الدولة لنقل مختلف مقرات المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى إلى العاصمة الإدارية الجديدة، والتي دشنت فيها عدد من الأحياء التي تتناسب مع طبيعة عمل مختلف المؤسسات والشركات التي ستنقل مقراتها إلى هناك.
وعلم موقع القاهرة 24 من مصادره الخاصة، أنه يتم حاليا دراسة تخصيص أحد الأبراج في حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة ليكون امتدادًا لمبنى ماسبيرو القديم، حيث يضم الحي نحو 20 برجًا تتراوح ارتفاعاتها ما بين 45 وحتى 49 دورًا باستثناء البرج الأيقوني، وتصلح بديلة عن المبنى القديم في ماسبيرو.
وأشارت المصادر إلى أن المقر الجديد للإذاعة والتلفزيون سيتيح للهيئة الوطنية للإعلام تنفيذ مختلف مخططات التطوير التي وضعتها خلال الفترة الماضية، حيث يتمتع الموقع الذي يقع فيه المقر المقترح بديلا بطابع استراتيجي، وكذلك وجود مئات الشركات العالمية في نفس الموقع.