الأحد 30 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

التنمر السيبراني

الإثنين 12/سبتمبر/2022 - 04:14 م

مع موسم العودة للمدارس بات من الملفت للنظر العديد مش شكاوى أولياء الأمور بخصوص التنمر داخل أروقة المدارس وداخل الفصول، الأمر الذي يشكل بالتبعية ضغطا نفسيا عليى الطلبة وكذلك أولياء الأمور.

الأمر الذي يجب فيه تنبيه أولياء الأمور، إلى أن هناك أساليب عدة ومنها أساليب التنمر السيبراني ويعد تعريفه بالمضايقة وانتحال الشخصية وإرسال أو نشر محتوى سلبي أو ضار عن شخص آخر، والملاحقة عبر الإنترنت، والبحث عن المعلومات الخاصة لشخصٍ ما بقصد التهديد.

إن أساليب حماية الأطفال من التنمر السيبراني تعتمد على تأسيس مساحة آمنة للحوار مع الأبناء بشكلٍ دوري، وغرس الثقة بالأبناء حتى لا يكونوا ضحية سهلة للمتنمرين بالإضافة لتحذيرهم من عدم تقليد المتنمرين والسرعة في الإبلاغ عنهم وعدم التواصل مع الغرباء بمنصات الألعاب، أي كانت أو وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب الحرص على تطبيق الرقابة الأبوية على أجهزة الأبناء.

يمتلك معظم الأطفال اليوم أجهزة رقمية شخصية سواء كانت هاتفا محمولًاأو لوحة الكترونية، تكون في الغالب متصلة بالأنترنت، وتتعدد استخدامات الانترنت لدى الأطفال فمنهم من يستعملها بهدف التسلية والترفيه عبر مشاهدة الفيديوهات والصور والبرامج، ومنهم من يستخدمها من أجل أهداف تعليمية ومعرفية، بينما يستخدمها البعض الآخر في الألعاب الالكترونية في حين يتجه الآخرون منهم إلى الاتصال بها من أجل التواصل مع أصدقائهم من أقرانهم وزملائهم، أفراد عائلتهم أو حتى أشخاص مجهولين بالنسبة لهم. ونظرا لخصوصية الأطفال وصغر سنهم ومحدودية وعيهم فإن الانترنت قد تؤثر بشكل سلبي عنهم أكثر من تأثيراتها الإيجابية. ويعتبر التنمر السيبراني أو الالكتروني أحد السلوكيات والانحرافات القائمة على الاستقواء وإلحاق الأذى بالآخر والتي ساهم الانترنت في ظهورها وتطورها كظاهرة سلبية تستخدم فيها الوسائل التكنولوجية كشكل جديد من أشكال الاستقواء والتنمر التقليدي وامتدادا له؛ ومن جهة أخرى يحدث التنمر المدرسي التقليدي على الطفل –وهو سلوك عدواني- في كافة انحاء المدرسة وقد يخرج عنها إلى المحيط القريب منها ويتجاوزها.

سبب التنمر كظاهرة وسلوك منحرف قائم على الأذية وانتهاك كرامة الطفل وخصوصيته في مخاطر وتأثيرات سلبية تمس الفرد والمجتمع لذلك تجدر الوقاية والحد منه وذلك بضرورة معرفة خفايا هذا السلوك بداية، مفهومه وكيفية ممارسته أو التعرض له، العوامل المتسببة فيه، وتشخيص أضراره ومخاطره على مختلف الأطراف الفاعلة فيه وعليه وضع استراتيجيات لمواجهته، وهو ما تحمله هذه الورقة البحثية التي تهدف إلى معالجة هذا السلوك باعتباره موضوعًا مهما يمس الطفل ويؤثر عليه نفسيًا واجتماعيًا على المدى الطويل.

وفيما تعد مشكلة التنمر المدرسي من بين المشكلات الخطيرة التي تهدد الأمن المدرسي والصحة النفسية والجسمية والعقلية للأطفال والتلاميذ هناك، تأتي التطورات المتلاحقة والمتسارعة للتكنولوجيا وما أحدثته الانترنت بأجيالها من تغيرات وتأثيرات في مختلف ميادين الحياة حتى في القيم والسلوكيات لمنح بيئة أخرى لهذه الممارسة، فقد أفرزت الشبكة نوعا جديدا من العنف والعدوان وشكلا جديدا من الانحراف تجسد في التنمر السيبراني أو التنمر الالكتروني الذي انتشر خاصة بين الأطفال ووجد في محيطهم فرصا أكبر في الانتشار نظرا لخصوصياتهم النفسية والعقلية؛ إذ أن البيت الذي كان يعتبر الملاذ الآمن حتى في وجود تنمر مدرسي خارجه، أصبح اليوم حاجزا مكسورًا حيث يمكن للطفل أن يتعرض إليه عبر التقنيات الحديثة وهو داخل غرفة نومه دون علم البالغين بذلك. لقد حظي هذا الموضوع في كثير من البلدان الغربية والمتقدمة بدراسات كثيرة تناولت كافة
أشكاله وأنواعه والفئات المشاركة فيه جميعها والعوامل المؤثرة فيه وفي هذا السياق تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى سبعة من كل 10 شباب قد تعرضوا للإساءة عبر الانترنت (هاكيت، 2016) خاصة في ظل التوجه الكبير نحو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات بهدف التواصل أو الترفيه والحصول على خدمات مختلفة.

هذا وقد وتكونت عينة الدراسة من 117 مفردة اعتمادا على مقياس التنمر الإلكتروني والاضطرابات السلوكية، حيث أثبتت النتائج أن مستوى التنمر الالكتروني لديهم كان عاليا كما أظهرت وجود فروق في المستويات بينهم تبعا لمتغير الجنس لصالح الذكور، وأرجعت ذلك إلى أن الكثير من الأولياء وفقا للتقاليد المحلية يسمحون للذكور بالتواصل الإلكتروني دون ضوابط والعكس للإناث.

وهنا يجب التوعية المجتمعية داخل المدارس وبين الآباء وأولياء الأمور للوقوف على هذه الظاهرة ودعم الأطفال والطلبة ومنحهم الثقة في الحديث عما قد ينتابهم من شعور حيال أي فعل أو قول مؤذٍ للطفل هذا بالإضافة لعدم اتباع نظام تعليمي صارم جاف قد ينفر الطلبة من الدراسة وكذا تفعيل برامج إرشادية بصفة دورية خاصه بالتنمر والتنمر السيبراني، بالإضافة للاعتماد على تربية إعلامية بطرق علمية عملية تربوية مدروسة.

تابع مواقعنا