بين مبارك ومرسي.. السيسي يسجل أول زيارة رسمية لرئيس مصري إلى قطر منذ 12 عامًا
تهبط طائرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في العاصمة القطرية الدوحة، غدًا الثلاثاء، في زيارة مرتقبة للرئيس المصري إلى قطر، هي الزيارة الرسمية الأولى لرئيس مصر إلى قطر منذ عام 2010.
تشهد الزيارة عقد جلسة مباحثات واسعة بين السيسي والأمير القطري، الأربعاء، وتشهد تناول كافة الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن النقاش في الملفين السياسي والاقتصادي، في ظل الأوضاع التي يشهدها العالم في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية.
الزيارة الرسمية الأخيرة لرئيس مصري إلى قطر
في نوفمبر عام 2010، سجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، آخر زيارة رئاسية رسمية إلى قطر، بعد سنوات شهدت توترات في العلاقات بين القاهرة والدوحة، على خلفية خلافات سياسية إقليمية وعربية، ومنذ ذلك الحين لم تحلق طائرة الرئاسة المصرية إلى الدوحة في زيارة رسمية تجمع قادة البلدين.
ولا تعتبر زيارة الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى قطر في مارس 2013، ضمن جدول الزيارات الرسمية، حيث سافر مرسي آنذاك لحضور فعاليات القمة العربية المنعقدة في الدوحة.
مصر تقاطع قطر رسميًا
على صعيد الزيارة الرسمية الأولى لرئيس مصري إلى الدوحة منذ قرابة 12 عامًا، فإن الرئيس السيسي منذ توليه سُدة الحكم بمصر في يونيو 2014، أجرى عشرات الزيارات الرسمية الخارجية، من بينها دول الخليج، إلا أن العلاقات بين القاهرة والدوحة كانت شهدت توترات كبيرة، خاصة في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وفي يونيو 2017، قطعت مصر رسميًا العلاقات مع قطر، إذ قالت وزارة الخارجية آنذاك، إن القاهرة قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة في ظل إصرار الأخيرة على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، وفشل المحاولات كافة لإثناء النظام عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلًا عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة، بصورة تهدد الأمن القومي العربي، وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية، وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها.
وأعلنت الخارجية المصرية وقتها، غلق المجال الجوي والموانئ البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية، حرصًا على الأمن القومي المصري.
عودة العلاقات بين مصر وقطر
جبال الثلج بين دول الخليج وقطر عامةً، والقاهرة والدوحة خاصةً، ذابت في أعقاب التوقيع على اتفاقية العلا في السعودية مطلع عام 2021، وعادت المياه إلى مجاريها تباعًا قبل أن يزور الأمير تميم بن حمد آل ثاني ثامن أمراء قطر، القاهرة في يونيو 2022.
قطر من جانبها أعلنت عبر وكالة أنبائها الرسمية أن زيارة الرئيس السيسي للدوحة، الثلاثاء، والمباحثات التي ستجرى خلالها، مرحلة جديدة واعدة ومحطة هامة في مسار العلاقات الثنائية بين الدوحة والقاهرة، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الواعدة والمثمرة خدمة للمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين والمصالح العليا للأمتين العربية والإسلامية.
ورأت أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبلاد في إطار العلاقات الطيبة المتنامية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين، كما تأتي تأكيدًا على الحرص المتبادل والإرادة المشتركة لدى قيادتي الدولتين على تطوير هذه العلاقات وتعزيزها والارتقاء بها نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات.
وذكرت أن زيارة الرئيس للدوحة تكتسب أهمية خاصة من حيث توقيتها، إذ تأتي قبل انطلاق القمة العربية بالجزائر خلال نوفمبر المقبل، وكذلك أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتتزامن مع جملة من التطورات الدولية المتسارعة، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع والمستجدات بالشرق الأوسط، والحرب في أوكرانيا، وهو ما يتطلب زيادة وتكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين تجاه كافة المستجدات ومختلف القضايا التي تمس الأمن العربي والتطلعات والطموحات والحقوق المشروعة للشعوب العربية الشقيقة، بما يحقق وحدة الصف العربي والأمن والاستقرار في المنطقة، ويخدم المصالح والمواقف العربية في مختلف المحافل ويزيد صلابتها وحصانتها أمام كافة التحديات والمخاطر.
حمد.. الشاهد الأخير على الزيارة الأخيرة
وعلى الرغم من ندرة الزيارات الرسمية المصرية إلى قطر، فإن زيارة تميم للقاهرة في العام الجاري، سبقتها زيارة سلفه حمد بن خليفة آل ثاني إلى القاهرة في 2012.
الأمير القطري السابق كان شاهدًا على آخر زيارة رئاسية مصرية رسمية إلى الدوحة في نوفمبر 2010، حيث استقبل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في زيارته للدوحة، بعد سنوات توتر منذ عام 2006.
مبارك كان دائم الهجوم على قطر، وعزز رأيه بأنه كان غير راضٍ عن انقلاب حمد بن خليفة على والده خليفة آل ثاني عام 1995، وذكر في أكثر من مرة أن لديه وثائق تؤكد أن قطر تحيك العديد من المؤامرات ضد أشقائها العرب من أجل نشر الفوضى، بل ورأى الرئيس المصري الأسبق أن محاولة بعض الفلسطينيين اقتحام الحدود المصرية عام 2009، كانت ترعاها قطر.