حكم تفسير الأحلام.. جائز شرعا وفقا لدار الإفتاء ولكن بشرط
يرغب الكثير من الأشخاص في معرفة حكم تفسير الأحلام، حيث التخيلات التي تطرأ على عقل النائم، وقد فسرتها النظريات العلمية بأنها تخيلات افتراضية تجول في العقل الباطن نتيجة التفكير بها في الواقع، كما أن هناك الكثير من الأحلام المؤرقة التي تشغل بال صاحبها بعد الاستيقاظ من النوم فيبدأ في البحث عن تفسيرها، وهو ما نوضح حكمه لكم عبر القاهرة 24.
حكم تفسير الأحلام
قبل أن نوضح حكم تفسير الأحلام لابد من التنويه بأن الاحلام إما أن تكون رؤيا صادقة تشير إلى البشارة الإنذار والتحذير من الشر، أو ان تكون أضغاث أحلام برسائل غامضة وسلبية تخوف العبد وتحزنه وهي من ألاعيب الشيطان، كما أن التفرقة بين الرؤيا وأضغاث الأحلام يعتمد على شكل الحلم وسياقه ووقته وصاحبه كما أوضح مفسر الأحلام وعضو الجمعية السعودية للدراسات والبحوث الدعوية الدكتور يوسف الحارثي.
وفيما يتعلق بـ حكم تفسير الأحلام فهو جائز بشرط أن يتم التأويل بقول من كان له دراسة على تعبيرها، واستدل أهل العلم في ذلك على أن النبي صلى الله كان يعبرها وأذن لبعض أصحابه بتعبيرها، فقد روى الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه رؤيا، فطلب أبو بكر رضي الله عنه أن يعبرها، فأذن له النبي ثم قال أبو بكر بعد ذلك: بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا، قال: فوالله يا رسول الله؛ لتحدثني بالذي أخطأت، قال: لا تقسم.
حكم تفسير الأحلام دار الإفتاء
من جانبها أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم تفسير الأحلام مؤكدة أنه لا حرج شرعا في طلب تفسير الأحلام من العلماء المتخصصين في ذلك، وليس من الدجالين، واستشهدت بما ورد في الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» أخرجه البخاري في صحيحه.
تنقسم الأحلام إلى ثلاثة أنواع منها رحماني ومنها نفساني ومنها شيطاني، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا ثلاثة رؤيا من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث به الرجل نفسه في اليقظة فيراه في المنام"
هل يجوز تفسير الأحلام السيئة
الإجابة على سؤال هل يجوز تفسير الأحلام السيئة؟ يمكن توضيحه بالتطرق إلى الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي قَتَادَةَ قال: سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ»، وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: «وَإِنْ كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَىَّ مِنَ الْجَبَلِ، فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا».
الأحلام السيئة هو ما يراه النائم من مكروه وفزع، وهي من الشيطان، ولا ينبغي تفسيرها عملا بالحديث النبوي الشريف عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَبُشْرَى مِنْ اللَّهِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ. فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ: فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ وَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ: فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ).
واستكمالا لتوضيح حكم تفسير الاحلام، فلا ينبغي الاعتماد في التفسير على الكتب أو مواقع الإنترنت لأن تأويل الحلم الواحد يختلف باختلاف الأشخاص، والأحوال، والأزمان، وأوصاف الرائيين، وذكر في كتاب "حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب " بأن سأل رجلٌ ابنَ سيرين بأنه رأى نفسه يؤذن في النوم؟ فقال له: تسرق، وتُقطع يدك.
وسأله آخر نفس الحلم فقال له: تحج! فوجد كلٌّ منهما ما فسره له به، فقيل له في ذلك، فقال: رأيتُ هذا سُمَيَّتُهُ حسنة، والآخر سُمَيَّتُهُ قبيحة ".
حكم تفسير الأحلام لابن سيرين
كتاب ابن سيرين هو الكتاب الأشهر لتفسير الأحلام، ولكن شكك كثير من الباحثين في نسبته إليه، أي إنهم غير متأكدين من تأليف الكتاب من قبل ابن سيرين حقا، ولو صحت نسبة الكتاب له فلا يجوز الاعتماد عليه كأمر مُسلم به في تفسير الرؤيا التي تختلف من شخص لآخر باختلاف الأزمان والأحوال.
ونختم حكم تفسير الأحلام بقول الإمام البغوي: واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقسامًا، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة، أو من الأمثال السائرة بين الناس، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني، وقد يقع على الضد والقَلْب (أي العكس).
- فالتأويل بدلالة القرآن: كالحَبْل، يعبَّر بالعهد، لقوله تعالى واعتصموا بحبل الله.
- والتأويل بدلالة السنة: كالغراب يعبر بالرجل الفاسق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقًا.
- والتأويل بالأمثال: كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر، لقولهم: من حفر حفرة وقع فيها.
- والتأويل بالأسماء: كمن رأى رجلا يسمى راشدًا يعبَّر بالرُشْد.
- والتأويل بالضد والقلب: كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنًا.