حسام بدراوي: الحوار الوطني سياسي من الدرجة الأولى.. والبنيان الاقتصادي والاجتماعي هو رؤية مصر 2030 | حوار

الحوار الوطني لا يعني وجود أزمات ولكن ضرورة كل فترة زمنية

الحوار الوطني سياسي من الدرجة الأولى

البنيان الاقتصادي والاجتماعي هو رؤية مصر 2030

يجب أن يكون هناك حوار مجتمعي سنوي عما تم تطبيقه من رؤية مصر 2030

أتواصل مع جميع الأطراف ولا توجد خلافات جوهرية بين الأحزاب

يجب أن تكون الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان جزءًا من رؤية مصر 2030
 

توافق مجلس أمناء الحوار الوطني خلال الاجتماع الأخير، على اختيار الدكتور حسام بدراوي مستشارًا للحوار الوطني لعرض رؤية مصر 2030.

الدكتور حسام بدراوي تحدث في حوار مطول مع القاهرة 24 عن الحوار الوطني والأسباب التي دعت إليه من وجهة نظره، وكذلك الأولويات التي يجب أن يشملها الحوار، موضحًا أن الحوار الوطني لا يعني أن هناك أزمة لأن الشعوب تتحاور وطنيًا كل فترة من الزمن، فالظروف تتغير والأشخاص يتغيرون، كما أن استمرار الحوار فكرة صحيحة.

وحول رؤية مصر 2030، أكد أنها تمتد من السياسة للتعليم للتنمية المستدامة بكل أطرافها، فإذا كان البنيان السياسي للحوار الوطني هو الدستور، فإن البنيان الاقتصادي والاجتماعي هو رؤية مصر 2030.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف رأيت دعوة الرئيس للحوار الوطني.. وهل انطلاقه يعبر عن وجود أزمة في المشهد السياسي.. وما هي رؤيتك لطرح القضايا الاقتصادية والاجتماعية به؟

أولا الحوار الوطني لا يعني أن هناك أزمة، لأن الشعوب المحترمة تتحاور وطنيًا كل فترة من الزمن، فالظروف تتغير والأشخاص يتغيرون، كما أن فكرة استمرار الحوار هي فكرة صحيحة، فالحوار الوطني من المفترض أن يعاد كل فترة من الزمن، فتتحدد الأخطاء والأولويات المستقبلية.

والحوار الوطني من وجهة نظري هو حوار سياسي من الدرجة الأولى، لأن طريقة حكم البلاد هي ما تحدد إطار ما يليها، كما أنه في الإطار السياسي فالبنيان الذي يتم تداوله هو البنيان الدستوري، وهو الذي يحدد أن مصر دولة مدنية حديثة، إذًا الحوار الوطني يتمحور حول مدنية الدولة الحديثة، كما أن مدنية الدولة الحديثة لا بد أن يكون لها تعريف متعارف عليه، وهذا هو الجزء السياسي المهم، والذي ينطلق من تداول السلطة والمحاسبة البرلمانية، بالإضافة للمكاشفة أمام الشعب، والالتزام بخطة يتم تنفيذها. 

وبالنسبة لطرح القضايا الاقتصادية والمجتمعية بالحوار الوطني، فهذا من الضروري، كما أن مصر لديها رؤية 2030، والتي تمتد من السياسة للتعليم للتنمية المستدامة بكل أطرافها، فإذا كان البنيان السياسي للحوار الوطني هو الدستور، فإن البنيان الاقتصادي والاجتماعي هو رؤية مصر 2030.

كيف يمكن الاعتماد على رؤية مصر 2030 في الحوار الوطني؟

كما رأينا فإن أمانة الحوار الوطني تنوعت في تشكيل اللجان، وحددت لجنة لأهم القضايا المحورية، فالعامل الأساسي لعدم عمل هذه القضايا في إطار منفصل عن الأخرى هو رؤية مصر 2030، كما أن رؤية مصر 2030 بها أهداف متوسطة المدى، وكل هدف من هذه الأهداف تنبثق عنه أهداف فرعية، ومشاريع للتطبيق، كذلك مؤشرات نجاح الدولة لتطبيقها لهذه الرؤية، كما يجب أن يكون هناك حوار مجتمعي سنوي عما تم تطبيقه من رؤية مصر 2030، وفي وجهة نظري أن وجود الرؤية بشكل عام يعمل على ترابط نسيج اللجان المختلفة، لكيلا تتشتت الآراء، وتكون عبارة عن جزر منعزلة، كما يجب أن تستدام الخطط حتى لا يتم البدء من نقطة الصفر في كل مرحلة إصلاحية، فنحن نريد أن نبني على أكتاف النجاح وليس على رفات ما نهدم.

اختيار الدكتور حسام بدراوي مستشارًا للحوار الوطني لعرض رؤية مصر 2030

حسام بدراوي: الإخوان تنتهز الأزمة الاقتصادية العالمية للضرب في الدولة | فيديو

مجلس الأمناء أعلن تعيين حسام بدراوي مستشارا للحوار الوطني.. هل كنت تفضل تولي هذا المنصب؟

منصب مستشار الحوار الوطني ليس منصبًا تنفيذيًا ولكن استشاري، كما أنني طول عمري أقدم رأيي سواء كتابةً في كتب أو مقالات أو حوارات، كما أن هذا المنصب وجدته يتناسب مع أفكاري السياسية والاجتماعية، وإذا كان هناك جهد يتم في وضع أسس جديدة لمصر لا بد أن يربطها رباط، وأعتقد أن رؤية مصر 2030 نسيج جيد جدا يمكن العمل من خلاله، وقد يكون عندي أغراض أخرى وهي الانتقال برؤية مصر 2030 إلى رؤية مصر 2050، لأنها وإن كانت رؤية متوسطة المدى فأصبحت قصيرة المدى، كما لديّ هدف أن يتكون شيء من الحوار يتابع هذه الرؤية، ويتابع ما تقوم به هذه اللجان من تنفيذ هذه الرؤية، إما عن طريق التعديل أو متابعة تطبيق الرؤية.

بعد إعلان أسماء مقرري لجان المحور السياسي ظهر تجاذب بين أطراف الحوار الوطني ولكن كان هناك توافق على الدكتور حسام بدراوي.. كيف كان هذا الوفاق؟

أتواصل مع جميع الأطراف، كما أنه على عكس ما يظن البعض لا توجد خلافات جوهرية بين أحزاب وبعضها البعض، فقد تكون الاختلافات الرئيسية مع الإسلام السياسي، الذي يريد أن يحكم باسم الدين، ومع اليسار المتطرف الذي يدعو إلى ملكية الدولة لكل أدوات الإنتاج، ما عدا ذلك فالجميع يتحدث في إطار واحد، وهو النداء بالحرية والمساواة وتكافؤ الفرص ودور القطاع الخاص في الدولة، وذلك من منطلق الليبرالية التي تدعو إلى دور الدولة في المجتمع، وليس انطلاق فقط للرأسمالية المطلقة، ولكن للدولة دور تنظيمي فعال، ولها دور في حقوق المواطنين في التعليم والصحة، فهذا هوا الإطار الوسطي العام.

أما من يتحدثون من اليسار المتشدد، الذي هو ضد القطاع الخاص، فمن حقهم المطالبة، وبالنسبة للمسار الآخر وهو الإسلام السياسي الذي يرى أن يكون الحكم دينيًا، فهذا المسار تم رفضه من المصريين، وفي رأيي فإن الثورة التي خرجت على هذا التيار هي الثورة الوحيدة التي قادتها الطبقة المتوسطة وليس المتطرفين.

 

من خلال قراءة الدكتور حسام بدراوي للمشهد السياسي طوال السنوات الماضية.. كيف تحدد أولويات الحوار الوطني؟

مظلة الحوار الوطني هي مظلة سياسية في المقام الأول، والمظلة السياسية للدولة المدنية الحديثة تعني أن هناك حركة سياسية تسمح للأحزاب أن تعبر عن رأيها، وتسعى في إطار الشرعية أن تحصل على أصوات وتكون الأغلبية وتحكم، وأن يكون هناك تداول مدني للسلطة بدون ثورات أو انقلابات أو اغتيالات، بحيث يكون هناك بدائل أمام الجمهور ليختار ويفاضل بينها، والجانب السياسي في الدولة المدينة الحديثة لا يتمحور حول المعنى الأيديولوجي، وإنما يعني كفاءة الحكام والحكم والمسائلة والتنمية الإنسانية المستدامة والعدالة وتطبيقها في إطار حقوق الإنسان، ولإمكانية المواطنين على تفعيل ما تريده بمشاركة حقيقية، فهذا يرتبط بالتعليم، كما أن احترام الحقوق يعني أن الرعاية الصحية لا تعتمد على وجود موارد مالية من عدمه، وإنما الحدث عن ضمان اجتماعي يقضي على الفقر وليس تقليل الفقر، والذي يعتمد أيضا على توفير الاستثمارات، فالقضية مترابطة مع بعضها البعض، فمن الضروري بناء الإنسان، وهذا يكون تدريجيا.

الرئيس السيسي أطلق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.. هل يجب الارتكاز عليها في الملفات المتعلقة بها في الحوار الوطني؟

لقد كنت طرفا في إخراج هذه الوثيقة، لأنني مؤمن بقيمتها وتوجهاتها وأنها وثيقة مهمة جدا، وللجدية يجب أن تكون الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان جزءا من رؤية مصر 2030، ويتم إعداد تقرير دوري سنوي يستعرض ما تم تطبيقه منها، ولنا مثال على ذلك قضية الحبس الاحتياطي والذي يعد عقوبة وليس إجراء، فالحبس الاحتياطي هو احتياط واجب يتم إجراؤه ضد الشخص لحين تقديمه للمحاكمة، فلا يجب أن يكون الحبس الاحتياطي وسيلة للعقاب، فيصبح مجرد الاتهام عقابا، كما أن الدولة في غنى عن ذلك سياسيا أو اجتماعيا.

بما لك من دور في الحياة السياسية والحزبية على مدار سنوات طويلة.. لو سئُلت عن الحزب الذي يقود الحياة السياسية في مصر الآن وحزب الأغلبية في البرلمان.. هل هو الأجدر بقيادة المشهد السياسي؟
 

مع احترامي للأشخاص، لا توجد أحزاب في البرلمان، كما أن الحزب الذي يمتلك الأغلبية في البرلمان لا يشكل الحكومة، ولو وجهت لي سؤالا عن اختلاف الأيدولوجيات في مصر ستجد أن جميع الأحزاب تتحدث في نفس الإطار.

ولكن هناك تيار معارض للسلطة وهو تيار الحركة المدنية؟

عند الحديث عن الرفض لا بد أن يكشف ما هو الرفض؟ والأسباب؟ وما البديل؟ فالرفض بدون سبب ليس حجة، فحديث الأحزاب عن الأغلبية والسياسة، لا يصدقه المواطن العادي ولا الخبير، مما يشطب على مصداقية الحزب السياسية، فلا بد من الخروج من هذا المأزق الرئيسي.

في وجهة نظر حسام بدراوي.. ما هي الأسباب التي من الممكن أن تجعل الحوار الوطني يخرج بنتائج غير مرضية؟

من المفترض أن نرصد الخطوات الإيجابية التي بدونها يفشل الحوار الوطني، حيث إن المضي في تنفيذ أمر ما وعدم اكتماله هو السبب الأساسي لفشله، كما أن لدينا فرص في هذا التحدي من الممكن أن نبني عليها، ولدينا إيمان إيجابي لدى المواطنين في مصر.

ما هي رؤية بدراوي لوثيقة سياسة ملكية الدولة؟
 

عندما تكون الدولة قادرة على القول بدخول القطاع الخاص، إذًا فتمتلك القدرة على إخراج القطاع الخاص، ففي هذه الحالة ليست فلسفة وإنما قرار استثنائي، فالفلسفة لا بد أن يكون هناك إيمان بدور القطاع الخاص في التنمية، فالاقتناع بدور القطاع الخاص لا يمكن المخايرة بين الوجود والعدم، فملكية الدولة لأدوات الإنتاج خطأ استراتيجي، لأن الكثير من الدول قامت بها وسقطت أيديولوجيتها، مثل الاتحاد السوفيتي، فيجب أن يمتلك وسائل الإنتاج القطاع الخاص وأن يقوم بدفع الضرائب، وهذا لا يلغي دور الدولة بشكل كلي ولكن تظل الدولة في بعض القطاعات المهمة.