الابن المنفي للزعيم والغاضب على السادات ومؤسس تنظيم سري.. 15 سبتمبر ذكرى وفاة خالد عبد الناصر
في مثل هذا اليوم 15 سبتمبر 2011 رحل خالد جمال عبد الناصر، نجل الزعيم جمال عبد الناصر، ليطوي معه صفحة طويلة قضاها في قلب السياسة والأحداث في مصر، والتي لم يتبعد عنها في حياته سوى منفيًا ومجبرًا على الابتعاد، ولم يكن مجرد تواجده كأبنًا للرئيس فحسب، ولكن كان معروفًا عنه الامتلاك للرؤية والرأي والمعارضة الشديدة لسياسات رؤساء مصر الذين أعقبوا الرئيس جمال عبد الناصر في الحكم.
توفي خالد عبد الناصر يوم 15 سبتمبر 2011، وذلك عن عمر ناهز 62 عامًا في مستشفى المقاولون العرب بالقاهرة الذي دخله قبيل وفاته بثلاثة أيام إثر تدهور حالته الصحية.
النفي إلى الخارج
كان نجل ناصر متهمًا أساسيًا في قضية تنظيم «ثورة مصر» الشهيرة في نهاية الثمانينيات بزعامة الدبلوماسي محمود نور الدين، والذي نفذ أربع عمليات مسلحة استهدفت في مجملها أهداف لها علاقة بالكيان الصهيوني في داخل مصر، حيث نجح التنظيم في اغتيال ثلاثة من مسؤولي السفارة الصهيونية بالقاهرة، إلى جانب دبلوماسي أمريكي رابع، ليواجه خالد اتهامات دفعته للسفر إلى يوغوسلافيا.
الكاتب الكبير عبد الله السناوي، تحدث عن نفي خالد في أحد مقالاته حيث كتب: عاش أطول من هاجسه حتى الثانية والستين، وقاوم الأمراض التي داهمته، سأل أصدقاؤه المقربون إذا كان ممكنًا أن يساعدوه في البحث عن عمل، هكذا بالحرف: «أنا عاوز اشتغل»، غير أن حياته انقضت بعد أسابيع قليلة من ذلك السؤال.. أعاد اكتشاف والده في ثمانينات القرن الماضي، وأراد أن يؤكد لنفسه قبل الآخرين أنه «ناصري» بالاعتقاد لا بالوراثة، وأثبتت التجربة جدّيته وصدقه.. أدخل قفص الاتهام على خلفية تأسيسه «تنظيم ثورة مصر»، وذهب إلى منفى اختياري في يوغوسلافيا مطلع تسعينات القرن الماضي، ولم يمش في جنازة والدته.
رفض تشويه السادات لوالده
في أحد الحوارات الصحفية تحدث خالد عبد الناصر عن حملات التشوية لوالده قائلًا: أكثر الحملات الهجومية التي آلمتني وتأثرت جدا بسببها، تلك التي كانت أيام أنور السادات.. أنور السادات كان مع جمال عبدالناصر في مجلس قيادة الثورة، وتنظيم الضباط الأحرار، وأنا منذ كنت صغيرا أسمع اسمه مع عبدالناصر وأشاهده يدخل بيتنا في منشية البكري، لدرجة أنه أصبح جزءا من عائلتنا.. شأنه في ذلك شأن باقي أعضاء مجلس قيادة الثورة، الذين ترددوا على منزلنا، وتعاملنا معهم بوصفهم أهلنا، وكان الأب حريصا على أن يظل التعامل بهذا الوصف وعلى هذا الأساس، آلمتني وبقوة الحملات الهجومية التي تمت في عهده، وكثيرا ما سألت نفسي.. لماذا؟ ومن الطبيعي وأنا أطرح على نفسي هذه الأسئلة أن يكون ماثلا في ذهني كل السنوات الماضية التي شاهدته فيها يدخل منزلنا ويحدثنا جميعا بوصفنا كأبنائه.
وأضاف: تألمت لكل الحملات، غير أن هناك من بينها ثلاث كانت هي الأكثر ألما بالنسبة لي وحلت ألغازا لم أستطع حلها أو تفسيرها.. أولها.. كان خروج هيكل من الأهرام، وثانيها حملة الكاتب الصحفي الراحل جلال الدين الحمامصي، والتي زعمت كذبا الطعن في ذمة عبدالناصر وكشفت التحقيقات بعدها كذبها وزيفها.
وتابع: وثالثها هجمة عثمان أحمد عثمان.. آلمتني هذه الحملات الثلاث، لأنني وقتها لم أكن أعرف الهدف والغرض منها.. هل هي من السياسة في شيء.. أم هي حقد شخصي.. لماذا لم أكن أعلم؟.. كنت يا سادات معه 18 سنة.. ايه اللي حصل.. هل اكتشفت فجأة انك كنت خطأ وأصبحت الآن على صواب أم العكس.
مبارك يستحق المحاكمة
وتحدث أيضًا عن سياسات الرئيس مبارك ومحاكمته قائلًا: أشعر بالفخر أننا كنا نموذجا طيبا لأبناء الرئيس، ولابد أن تأخذ العدالة مجراها تجاه الرئيس مبارك، وكان من الطبيعي أن يحاكم الرئيس وأبناؤه بعد كل هذه التجاوزات في حق الشعب المصري.