بعد بوتر وفرانك.. كيف يعالج البريميرليج أزمة تبديل المدربين بين فرق الدوري؟
أصبح مسلسل التغيير الداخلي للمدربين داخل مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز بين الفرق، صداعًا في رأس رابطة البريميرليج والجماهير، ولا سيما إدارات الأندية، وخاصة مع بدء تكرار الظاهرة خلال الموسم الحالي بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة.
وكان المثال الأبرز للتغيير الداخلي لمدربي البريميرليج بين أندية المسابقة، هذا الموسم، هو تولي جراهام بوتر المدير الفني السابق لفريق برايتون تدريب تشيلسي، وذلك رغم الاستقرار الكبير الذي يحققه المدرب مع الفريق خلال المواسم الأخيرة، ومع بداية الموسم الحالي بصورة واضحة.
صداع في رأس الجماهير وإدارات الأندية
وتمثل ظاهرة التغيير الداخلي للمدربين في الدوري الإنجليزي الممتاز، صداعًا في رأس الجماهير وإدارات الأندية؛ لأنها لا تتعلق فقط بترك الفريق للمدرب الذي يحقق بالطبع الانسجام والنتائج الداخلية التي تدفع بدورها النادي الآخر للتعاقد معه، بل يرتبط بترك الفريق مدربه صاحب النتائج الإيجابية لفريق منافس له في نفس المسابقة وعلى نفس البطولات.
توماس فرانك يسير على خطى بوتر
وبعد أن تولى جراهام بوتر تدريب البلوز خلفًا لـ توماس توخيل، بدأت تفكر إدارة نادي ليستر سيتي في الاستعانة بخطة الإنقاذ التي اتبعتها إدارة تشيلسي في تغيير المدرب، حيث بدأت بالفعل إدارة فريق الثعالب في فتح مفاوضات مكثفة مع توماس فرانك المدير الفني لفريق برينتفورد، والذي يسير على خطى جيدة مع فريقه خلال الفترة الماضية.
وترى إدارة ليستر سيتي أن توماس فرانك يمتلك العصا السحرية لإنقاذ الفريق من الهبوط، وتحقيق نتائج إيجابية هذا الموسم بالمسابقة، وخاصة مع خبراته في البريميرليج، والنتائج التي يحققها رفقة فريق برينتفورد، وهو ما يشبه بشكل كامل ما دار في رأس إدارة تشيلسي أثناء تعاقدهم مع جراهام بوتر مدرب برايتون الأسبق.
ويستمر تراجع متسوى فريق ليستر سيتي تحت قيادة مدربه بريندان رودجرز، حيث يحتل فريق الثعالب -الذي كان يقدم مستويات رائعة خلال المواسم السبعة الأخيرة منذ صعوده إلى البريميرليج- المركز الأخير من ترتيب مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز.
تهديد استقرار الأندية
فضلًا عن أن عملية تغيير الجهاز الفني في منتصف الموسم، هو تهديد واضح للاستقرار والانسجام الذي يعيشه أي فريق، إلا أن الظاهرة الأكثر إلحاقًا بالضرر لاستقرار الأندية هي عملية تسهيل تعاقد المدرب الخاص بالفريق مع نادٍ منافس، وخاصة أن الأندية قد تكون مجبرة على أمور مثل هذه، بوجود شروط جزائية في عقود بعض المدربين أو بعض المتغيرات التي قد تسمح لهم بالمغادرة، بعيدًا عن موافقة إدارات أنديتهم من عدمها.
تحرك مطلوب من رابطة البريميرليج لمعالجة ظاهرة تبديل المدربين
ومع تكرار الظاهرة خلال هذا الموسم من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، بحدوثها في حالتين من 3 حالات إقالة حتى الآن، هي أمر مخيف لرابطة البريميرليج فيما يتعلق بنزاهة المنافسة أو رغبتها في تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص للأندية كلها، مع عدم إنقاص قوة فريق لصالح فريق آخر منافس له.
وشهد هذا الموسم رحيل 3 مدربين عن تدريب فرقهم بشكل رسمي في الدوري الإنجليزي، وهم: حالتين إقالة وحالة توجيه الشكر لـ جراهام بوتر من إدارة برايتون بفسخ التعاقد بالتراضي، وهما توماس توخيل الذي تم تعويضه بـ بوتر، كما تمت إقالة سكوت باركر مدرب فريق بورنموث، ومع اقتراب الإقالة الثالثة لـ بريندان رودجرز من طرف إدارة ليستر سيتي، سيتم تطبيق سيناريو الاستعانة بـ توماس فرانك.
وتقترب رابطة البريميرليج بأن تفرض قانونًا لمنع تبديل المدربين بين الفرق داخليًا خلال الموسم الواحد من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يمكن الاستعانة فقط بمدرب من دوري آخر؛ للحد من تلك الظاهرة التي تقترب من الانتشار بشكل أكبر كونها الخيار الأكثر فاعلية للأندية التي تدرس تغيير مدربيها عقب مرور 8 جولات فقط من الموسم الحالي.
ويتم تطبيق ذلك القانون في عدد ليس بالقليل من البلدان حول العالم، وذلك للحد من ظاهرة إقالة المدربين بشكل متكرر والاستعانة بمدرين آخرين من نفس الدوري، وكذلك تتواجد بعض القوانين التي تضع حدًا للأندية بالنسبة لعدد المدربين المسموح لهم بتولي قيادة الفريق في موسم كما يتبع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم.
