البداية مينتاليتي وآخرها إليزابيث.. 5 مواقف هزت جدار الثقة بين الجمهور المصري ومحمد صلاح
لا صوت يعلو في الشارع الرياضي المصري خلال الساعات الأخيرة، فوق التغريدة المثيرة التي نشرها النجم الدولي المصري محمد صلاح المحترف ضمن صفوف فريق ليفربول الإنجليزي، لينعى وفاة للعائلة المالكة ببريطانيا وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
غضب كبير من الجمهور المصري تجاه صلاح
وازدادت موجة غضب الجماهير المصرية عقب تغريدة محمد صلاح لـ الملكة إليزابيث الثانية، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تلقى النجم الدولي المصري انتقادات بالجملة، نظرًا لاستياء المصريين من ذلك التصرف، باعتباره لا يتماشى مع الصراع الحربي السابق بين مصر وإنجلترا تحت حكم إليزابيث في منتصف القرن الماضي.
محمد صلاح يستنفد رصيده الجماهيري بسبب مواقفه السابقة
وفضلًا عن حدة الانتقادات التي توجه إلى صلاح في الوقت الحالي من الجماهير المصرية، فإن الأمر يصبح أكثر تعقيدًا مع ذكرهم للمواقف السابقة لنجم الريدز التي هزت جدار الثقة بينهما، وخاصة أن البعض يراه استنفاد من جانب “مو” لرصيده عند الجماهير الأكثر دعمًا له منذ انطلاق مسيرته الاحترافية في الملاعب الأوروبية، بدءًا من سويسرا مرورًا بالعاصمة روما حتى استقراره في بلاد الإنجليز.
5 مواقف هدمت جدار الثقة بين الجمهور المصري وصلاح
وخلال السنوات الأخيرة، بدأ منحدر الثقة بين الجمهور المصري وصلاح بشأن تصرفاته خارج المستديرة يتجه للأسفل حتى وصوله إلى نقطة الصفر حسب إشارة البعض في انتقاداتهم الحادة له على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تغريدة نعيه للملكة إليزابيث، والتي كانت بمثابة شرارة فتح النار على صلاح، واستعادة مواقفه السابقة التي هزت الثقة بينه وبين جماهيره.
1- البداية.. مينتاليتي
لم تعد فقط كلمة لاتينية - تعني العقلية - كانت ترددها الفئة الأكثر إتقانًا للغة الإنجليزية في مصر قبل عام 2019، بل أصبحت كلمة يعرفها ويرددها الشعب المصري بأكمله، تذكرهم بمحمد صلاح فور سماعها مباشرةً، عقب أن قالها قائد منتخبنا الوطني في مؤتمر صحفي تم عقده بالتنسيق مع بنك الإسكندرية، والذي وجّه من خلالها صلاح ردًا انتقاديًا على انتقادات الجماهير له على السوشيال ميديا والعقلية المصرية في التفكير والانتقاد والتحليل.
وكان ذلك التصريح بمثابة النقطة الأولى البارزة التي أثارت غضبًا كبيرًا من جانب الجماهير تجاه صلاح منذ بداية مسيرته الاحترافية في أوروبا، حيث شعر المصريون أن فخر الفراعنة يستنكر وجودهم أو التطلع إلى آرائهم، في تصريح تم إطلاقه بصورة تثير الكثير من الجدل، بدلًا من التعبير عن ذلك بكلمات أخرى، بعيدًا عن “المينتاليتي” وتصنيف العقلية المصرية في مستوى لم يُرضِ فئة كبيرة من الجماهير المصرية ومحبي “مو”.
2- التوسط بمكانته لحل مشكلة عمرو وردة في معسكر كأس الأمم الإفريقية
باعتباره النجم الأول في المنتخب الوطني لكرة القدم، استغل محمد صلاح مكانته المرموقة لدى الاتحاد المصري، من أجل التوسط لحل مشكلة عمرو وردة التي أثارت ضجة إعلامية وجماهيرية كبيرة في معسكر منتخبنا الوطني لكأس الأمم الإفريقية 2019 التي استضافتها مصر، وذلك بعد واقعة التحرش الإلكتروني التي سقط بها وردة، وهددته بالطرد من معسكر المنتخب، حتى توسط صلاح بحل الأزمة مع مسؤولي الجبلاية، إلى جانب دعم صديقه على مواقع التواصل الاجتماعي ببعض التغريدات والصور التي نشرها على حساباته الشخصية رفقة وردة رغم خطئه في أزمته.
وكانت أزمة عمرو وردة بمثابة الموقف الثاني لـ صلاح مع الجمهور المصري، في فترة تقارب 3 أشهر من تصريحات المثيرة في مؤتمر بنك الإسكندرية الذي أقيم في مارس 2019 حتى أزمة وردة في معسكر المنتخب، التي وقعت بشهر يونيو من العام ذاته؛ مما أضعف الثقة بين “مو” وفئات من الجماهير المصرية.
3- الاحتفال بـ الكريسماس
على مدار السنوات الأخيرة، أظهرت فئة ليست بالقليلة من الجماهير المصرية، استياءً كبيرًا من محمد صلاح، بسبب اهتمامه المبالغ فيه بالاحتفال بعيد الميلاد المجيد أو عيد رأس السنة، فيما يُعرف بـ الكريسماس، خصوصا أنه أحد أهم المناسبات في بريطانيا محل إقامته، ولكن الجماهير تشير في انتقاداتها إلى أن ذلك إحدى العادات التي قد تكون مخالفة لتقاليده الدينية، ويجب عليه تجنبها لعدم إثارة غضب الجمهور أو على الأقل تجنب نشر الصور التي تشمل احتفالاته بمناسبة من هذا القبيل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنها تتسبب في نقل صورة غير حقيقية للأجانب.
وتزيد الجماهير انتقاداتها، بأن محمد صلاح يحرص دائمًا خلال احتفاله بـ الكريسماس على نشر صورته مع الشجرة، وهو ما لا يفعله خلال الأعياد الدينية، التي يكتفي بنشر تغريدات تهنئة فقط للأمة الإسلامية بها، فضلًا عن الاستياء الأكبر من أن صلاح في بداياته مع روما كان دائم الحفاظ على عاداته الدينية أمام الكاميرات والجماهير دون الاهتمام بالتقاط الصور في الكريسماس مع عائلته؛ مما يزيد من هدم الثقة بينه وبين الجمهور المصري أو غالبية منه على الأقل.
4- التزام الصمت في الأحداث المنتظر تعليقه عليها
ربما تعتبر السمة الأكثر ظهورًا في محمد صلاح خلال تعامله مع الانتقادات والجماهير ووسائل التواصل الاجتماعي، خارج إطار الساحرة المستديرة بعد إطلاق الحكم صفارة نهاية المباراة، هي الصمت شبه التام في المواقف المثيرة للجدل؛ مما يتسبب في جدل أكبر بشأنه واتهامه بافتراضات قد تكون خاطئة من جانب الجماهير.
ولا سيما أن الواقعة الأكبر في ذلك الصدد، هو تعامل “مو” مع حديث الجماهير عنه خلال أحداث قصف غزة في 2021، حيث ظل صلاح صامتًا، ولم يدعم القضية الفلسطينية رغم الدعم الكبير لعديد من اللاعبين المسلمين أمثال: بول بوجبا، رياض محرز، حكيم زياش، أشرف حكيمي، وويسلي فوفانا، حتى طل نجم ليفربول على الجماهير بتغريدة يطالب فيها بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا بإنقاذ الأطفال الأبرياء من ذلك.
ورغم اهتمام صلاح بتغريدته المتأخرة قليلًا في ذلك التوقيت بدعم القضية الفلسطينية، فإن الانتقادات لم تتوقف عن النجم المصري بسبب اهتزاز جدار الثقة بينه وبين الجماهير؛ مما جعلهم يتجهون نحو افتراضات أخرى، رغم أن قائد منتخبنا الوطني في ذلك التوقيت، وضع صورته مع المسجد الأقصى، كصورة ملف شخصي على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ولكن اهتزاز الثقة جعل الجماهير تستمر في انتقاد واتهام “مو”.
5- هزّ جدار الثقة.. نعي إليزابيث
وبعد المواقف البارزة السابق ذكرها، أصبح جدار الثقة بين الجمهور المصري ومحمد صلاح مهتزًا أكثر من أي وقت مضى، وذلك مع انتظار الجماهير لموقف جديد لإصدار حكم نهائي بشأن مدى تقديرهم لشخصية محمد صلاح -خارج نطاق المستديرة باعتباره أعظم اللاعبين في تاريخ مصر والقارة الإفريقية والوطن العربي بمسيرته الاحترافية اللامعة-، حتى جاءت تغريدة “مو” لنعي الملكة إليزابيث الثانية؛ مما فتح النار على صلاح من جانب الجماهير بانتقادات كبيرة، جعلتهم يعيدون شريط مسلسل مواقف الملك المصري خارج المستديرة.
وازدادت الانتقادات على مدار الـ 24 ساعة الأخيرة منذ تغريدة صلاح لنعي الملكة إليزابيث الثانية، وذلك بعد أن تم وضع اسم معركة التل الكبير التي ذهب ضحيتها مئات من جنود وشعب مصر خلال صراعهم مع الإنجليز للدفاع عن الأراضي المصرية، على وشاح الفخر بمعركة وانتصارات ملكة بريطانيا خلال مراسم الجنازة التي أقيمت في العاصمة لندن؛ مما تسبب في موجة انتقادات حادة على صلاح من الشعب المصري، ولا سيما بعض الأشخاص الأجانب.
وعلق أحد الأشخاص اليونانيين على تغريدة صلاح لنعي الملكة إليزابيث الثانية، بأنه ربما لا يعلم تاريخ دولته وتاريخ حرب مصر مع هذه السيدة؛ لينشر لها نعيًا بهذه الطريقة، وهو ما جعل أيضًا موجة الغضب أكبر عند المصريين فضلًا عن ظهور اسم مصر ومعركة التل الكبير على وشاح الافتخار بانتصاراتها التي ذهب ضحيتها آلاف الأشخاص من الشعب المصري بالقرن الماضي أثناء حكمها لـ إنجلترا.
هدم جدار الثقة
في النهاية، بدأ مسلسل أزمات محمد صلاح مع الجمهور المصري بسبب عدم وضع ردود الفعل الخاصة بالجماهير المصرية على التحديد في الاعتبار خلال ظهوره الإعلامي وتصريحاته أو تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصل إلى اهتزاز جدار الثقة أثناء أحداث غزة واتهام صلاح بنشر تغريدة تحمل معنيين لدعم الكيان الصهيوني -في اعتقاد بعض المنتقدين-، إلى أن وصلت لنقطة هدمه بنعيه للملكة إليزابيث الثانية رغم الوقائع التاريخية لها ضد مصر، ولكن هل تملّك اليأس الشعب المصري من إمكانية تغيير مواقف صلاح الإعلامية وإصلاح أزماته السابقة التي أثارت غضبهم أم سيتم غلق الصفحة واعتبار “مو صلاح” أسطورة كروية مصرية غير قابلة للتكرار في إطار الساحرة المستديرة دون انتظار مواقف تُرضيهم منه خارج المستطيل الأخضر من جديد!
