خالد الجندي: أفتيت لشخص قال لامرأته أنتِ عليّ حرام بالرجوع لها.. وهذه أدلتي
وجه الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، رسالة إلى المشايخ بالترفق بالناس واللين معهم في الفتاوى، مشيرا إلى واقعة الشيخ الغزالي مع الرجل الذى طلق زوجته وهو غاضب، وما ذكرها الشيخ في كتابه عن هواة خراب البيوت.
وتابع الجندي، خلال حلقة برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على فضائية dmc، اليوم الثلاثاء: طرق بابي رجل مذعور يتحدث حديثا موتورا فى أهله وماله، وأحسست أنه يطلب منى النجدة! قلت له في هدوء: ما بك؟ قال: في ساعة غضب فقدت إدراكي وقلت لامرأتي أنتِ عليّ حرام، وأفتى الشيوخ بأنى قد فقدتها فلا تحل لي أبدا، قلت للرجل أتصلي الخمس؟ قال: نعم، قلت: وامرأتك؟ فتردد قليلا، ثم قال: تصلي أحيانا!. قلت: وأولادك؟ قال: بعضهم يصلي وبعضهم لا يهتم بالصلاة.
كلامي لم يقنع سامعيه فقلت لهم لماذا تتحمسون لخراب بيت
أردف: تريثت طويلا كأني أبحث له عن حلّ ثم قلت له نردُّ زوجتك إليك على شرط، قال: ماهو؟ قلت: تحافظ أنت وزوجتك على الصلوات، وتراقب علاقة أولادك بالمسجد حتى تطمئن إلى أنهم يؤدون الفرائض الخمس، وعليك كفارة يمين، تطعم عشرة مساكين إن كنت غنيا، أو تصوم ثلاثة أيام إن كنت فقيرا.. واستبق زوجتك في بيتك، وخرج الرجل وبعد أيام جاءني الشيوخ الذين أفتوه بأن امرأته طلقت طلاقا بائنا، سألوني كيف أفتيت بحلّ هذه الزوجة؟، إننا هنا مالكية نعد ما وقع بينونة كبرى، قلت: مذهبي غير ذلك، نحن نرى تحريم الحلال يمينا وكفارته كفارة يمين.
وأوضح أنه في صحيح مسلم عن ابن عباس قال: إذا حرم الرجل امرأته فهي يمين يكفرها، وفى رواية أخرى أن رجلا جاءه وقال له: إني جعلت امرأتي عليّ حراما، فقال له ابن عباس: كذبت، ليست عليك بحرام! ثم تلا قوله تعالى: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم.. قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم...) عليك كفارة يمين.
وقرأ الجندي، حديث الشيخ محمد الغزالي في كتابه، الذي قال فيه: ويبدو أن كلامي لم يقنع سامعيه فقلت لهم لماذا تتحمسون لخراب بيت، وجعل المرأة أيّمَا والأولاد يتامى وأبوهم حي؟.. إن المذاهب تختلف في فروع الفقه، وفي الأحكام التي تصدرها على أعمال الناس، وعلينا أن نختار الأرعى لمصلحة الأسرة ومستقبل الأولاد واستقرار المجتمع، علينا أن نحصن الإسلام من تهم الأعداء، وأحقاد المتربصين.
