الأربعاء 18 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رهان نووي ودعوة للحرب.. بوتين يطرق باب جيوش الغرب | تحليل

روسيا وأمريكا
سياسة
روسيا وأمريكا
الأربعاء 21/سبتمبر/2022 - 03:43 م

نحن نواجه الآلة العسكرية للغرب مجتمع في أوكرانيا.. بتلك الكلمات خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الساعات الماضية، معلنًا التعبئة الجزئية للقوات المسلحة الروسية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية؛ ليسمع صدى قرار قيصر روسيا في ميادين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، الخصم العسكري الذي وصفه زعيم الكرملين بالساعي لتدمير وريثة الاتحاد السوفيتي.

النووي بأيدي بوتين وتعبئة في جيشه

بوتين المصطدم بالتقدمات العسكرية الأوكرانية المتكررة خلال الأيام الماضية، لم يكتفِ بإعلان التعبئة فقط، بل راح يلوح بامتلاك بلاده لأسلحة دمار شامل متطورة أكثر من تلك التي تمتلكها دول حلف شمال الأطلسي الناتو؛ ليخرج زعيم الكرملين ملوحًا بإمكانية قرب استخدامه لترسانته النووية الموروثة من الاتحاد السوفيتي، مؤكدًا في كلمته التي استغرقت أقل من 10 دقائق جلس خلالها على أرفع مكتب سياسي في وريثة القياصرة الروسي، أن روسيا تمتلك أسلحة دمار شامل (نووي) متطورة أكثر من تلك التي تمتلكها الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الناتو، في بعض الجوانب، معلنًا أيضًا عن التعبئة الجزئية لجيش بلاد المصنف الثاني عالميًا من حيث القوة، خلف الولايات المتحدة الأمريكية ألد خصومه في الغرب، وقبل حليفته الصين في ترتيب الجيوش العالمية.

فلاديمير بوتين الرئيس الروسي 

إعلان التعبئة الجزئي استهدف 300 ألف جندي احتياط روسي، من غير الطلاب، ومن غير الجنود السابقين أيضًا، لتعد تلك هي المرة الأولى التي تقرر وريثة الاتحاد السوفيتي التعبئة الجزئية منذ الحرب العالمية الثانية، حينها كانت توصف روسيا بالاتحاد السوفيتي ويوصف جيشها بالجيش الأحمر، وهو الأمر ذاته الذي عاد بأذهان القادة الغربيين لتلك الحقبة، معلنين عن تخوفاتهم من قرار زعيم الكرملين.

أمريكا تلوح بقوتها النووية 

قرار بوتين لم يخص أبناء جلدته فقط، بل سمع صداه في كافة ميادين جيوش دول حلف شمال الأطلسي، إذ راح القادة الغربيون ينددون ويعارضون قرار بوتين محذرين من نشوب حب تعيد إلى الأذهان أزمان الحروب العالمية، إلا أن حديث بوتين يشير إلى إمكانية الدخول في حرب نووي تتجاوز توقعات الكوكب بأكمله وليس الغرب فقط، خاصة أن موسكو تمتلك نحو 7 آلاف رأس نووي بمفردها، فيما تمتلك واشنطن رؤوس نووية يصل عددها لنحو 6 آلاف و500 رأس نووي، قادرة جميعها على إبادة الكوكب حين جرى استخدامها من أي من الطرفين.

ترسانة روسية النووية 

على الجانب الغربي، خرجت المفوضية الأوروبية مطالبة المجتمع الدولي بالمزيد من الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة على لسان متحدثها باسم السياسية الخارجية بيتر ستانو، في مؤتمر صحفي له، إلى أن بوتين ارتكب مقامرة نووية خطيرة للغاية، فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن وريثة الاتحاد السوفيتي خلفت وعدها بالإعلان عن التعبئة الجزئية، أما الحكومة البريطانية فأوضحت في بيان لها إن التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط الروس تمثل اعتراف واضح بفشل العملية العسكرية في أوكرانيا، مؤكدة على مواصلة دعمها لأوكرانيا في مواجهة ترسانة بوتين.

أمريكا خصيمة بوتين والداعمة الأولى لأوكرانيا عسكريًا في مواجهة الدب الروسي، كانت وجهت في وقت سابق تحذيرات على لسان جو بايدن الرئيس الأمريكي، بأن استخدام الأسلحة النووية من شأنه أن يغير وجه الحرب، بطريقة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، فأمريكا هي الدولة الوحيدة عالميًا التي استخدمت الأسلحة النووية في هجوم عسكري، وذلك بقصفها اليابان خلال الحرب العالمية.

الصين تطالب بالحوار وتستعد للحرب

أما الصين، حليفة بوتين والعدو الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديًا أولا، وفيما يتعلق بمساعي الصين لضم تايوان ثانيًا؛ فطالبت جميع الأطراف على الدخول في حوار ومشاورات وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لكل طرف، في إفادة صحفية للمتحدث باسم وزارة خارجية بكين.

مطالب الصين بضرورة الحوار بين مالكي الترسانات النووية، وهم ذاتهم الأطراف الرئيسية في الحرب الروسية الأوكرانية، جاءت أملا في الحد من تسارع خطوات موسكو وفي مواجهتها أمريكا للتوجه إلى صدام مباشر ينذر بحرب عالمية ثالثة، تستقدم روسيا الصين للدخول إليها لمرافقتها في مواجهة أمريكا الداعمة لانفصال جزيرة تايوان واستقلالها عن بكين.

صاروخ صيني عابر للقارات

بكين لم تتوقف أيضًا عن مواصلتها الحشد العسكري المترقب في مضيق تايوان منذ مطلع أغسطس الماضي، وهي الحشود ذاتها التي أجرت تدريبات عسكرية بمحيط الجزيرة الطامحة في الانفصال عن بكين، باستخدام صواريخ طويلة المدى، إلى جانب تهديدها أمريكا بشكل صريح للتوقف عن دعم تايوان لعدم الدخول في حرب مباشرة مع التنين الصيني، الذي يصنف الثالث عالميًا من حيث القوة العسكرية بحسب موقع جلوبال فاير باور المتخصص بتصنيف الجيوش، ليواصل العالم توجيه أنظاره صوب كل من الكرملين والبيت الأبيض في انتظار الطلقة الأولى من الحرب، أو تهدئة عسكرية وسياسية تعيد الهدوء لشرق القارة الأوروبية. 

تابع مواقعنا