مؤتمر التراث بدار الكتب والوثائق يلقي الضوء على جهود أحمد كمال زكي
تواصلت فعاليات مؤتمر التراث وترسيخ الهوية لليوم الثاني على التوالي، المنعقد في دار الكتب والوثائق الذي ينظمه مركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق.
وتحدثت الدكتورة مها مظلوم مدير مركز تحقيق التراث، عن جهود أحمد كمال زكي باشا في تحقيق التراث مؤكدة أنه يعد فارسا من فرسان إحياء التراث العربي الإسلامي في العالم وفي مصر، وأنه كرث حياته لخدمة التراث العربي جمعًا، وتحقيقًا، وحفظًا، وتعريفًا به في أنحاء العالم شرقًا وغربًا، والمنهج الذي وضعه في التحقيق.
كما ألقت الضوء على ترجمات أحمد كمال زكي حيث ترجم ما تحقيقيه على يد المستشرقين وصححه ليصل إلى الباحثين، مضيفة أن أحمد كمال زكي شغل الأوساط الثقافيةـ في حينه بالتراث العربي؛ فقد سافر من أجله شرقًا وغربًا من أجل مهمة ثقافية هي ترسيخ الهوية العربية من خلال هذا التراث المخطوط، وجعلها قضية حياته التي عاش من أجلها.
أحمد كمال زكي بين عصر النهضة وعصر الترجمة
وأوضحت مدير مركز تحقيق التراث أن أهمية التركيز على شخصية أحمد كمال زكي ترجع إلى أنه يمثل واسطة العقد بين عصر النهضة في أوروبا، وعصر الترجمة الذي بزغ نجمه في مصر على يد رفاعة رافع الطهطاوي، وعصر تحرير الفكر الذي قاده الشيخ محمد عبده؛ فكان له الدور الريادي في العودة إلى الجذور في الفكر والأدب
وأكدت أن كتابات أحمد كمال زكي، وتحقيقاته كلها تمتاز بالدقة اللغوية، وأسلوب الأديب المتوازن والمتمكن من أدواته، وكذلك هو المترجم الدقيق لكل مصطلح وضعه المستشرقون في ترجماتهم للمخطوط العربي؛ وبذلك ساهم في وصول فكر العلماء المسلمين في المجالات التي حقق فيها: التاريخ، والأدب، والموضوعات العامة، بصورتها الصحيحة دون تحريف.
وتابعت أن أحمد كمال زكي قام برحلات كثيرة خارج مصر لحضور مؤتمرات المستشرقين سعيًا وراء تحقيق حلم إحياء التراث العربي، وتحقيقه؛ ومن أجل ذلك جمع التراث من مكتبات العالم: مكتبات الآستانة، وأوروبا، والشرق والغرب.