الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بنك الدنيا

الجمعة 23/سبتمبر/2022 - 06:34 م

• في سنة 1989 المواطن الأمريكي "غودوين" أو خلينا نقول على وجه الدقة "المجرم" نفذ مجموعة من جرائم القتل المتتالية بأغراض مختلفة!.. يعني عايز يسرق؟.. يقتل.. عايز ينتقم من حد بص له بصة مش ولا بُد؟.. يقتل.. عايز يرد على واحد بيحبها بس هي رفضته؟.. يقتل.. ومعايير الحكم بتاعه في اختيار الضحايا مش بتحكمه لا أخلاق ولا أصول.. يعني عيل صغير ماشي.. راجل عجوز شغال.. ستات أو بنات وماله.. وهكذا.. القتل في قاموس "غودوين" كان شبه شرب الميه وحاجة بيعملها يوم آه ويوم لأ.. طب لحظة!.. وفين الشرطة من الكلام ده كله!.. موجودة وشايفة وراصدة بس مش قادرة تثبت عليه حاجة.. والسبب؟.. طريقة "غودوين" في قتل ضحاياه اللي كانت غريبة شويتين تلاتة وفيها بُعد من الخلل النفسي اللي محدش عارف سببه.. كان بيقتلهم صعقًا بالكهرباء.. يدخل على الضحية من دول ويفاجئها بسلكين عريانين يوصلهم بجسمها فتموت في ثواني.. بس ولأنه كان بيعمل كده دايمًا بالليل محدش شافه وهو بينفذ لكن برضه ولإن كل المحيطين بالضحية بيكونوا عارفين إن فيه خلاف بينها وبين "غودوين" بتبقى سهام الشك رايحة له هو وبس!.. المهم إن ولا مرة الشرطة قبضت عليه متلبس وفي كل مرة كان بيثبت بالكذب إنه كان متواجد في مكان ما بعيد عن مسرح الجريمة وقت ارتكابها.. عظيم.. لأ مش عظيم ولا حاجة لإنه وأثناء واحدة من جرايمه كان فيه شاهد عليه حاضر القصة من أولها وهو بيقتل أمه.. الموضوع وما فيه إن فيه سيدة من جيران "غودوين" كانت على طول تشتمه بسبب شربه للمخدرات وإنه مش في وعيه معظم الوقت.. في الرايحة والجاية تشتم فيه.. طبعًا ومع واحد مسجل خطر زي صاحبنا ده كان بيقول بينه وبين نفسه أنا إيه اللي مصبرني على الست القرشانة دي المدة دي كلها!.. يعني أنا قتلت كل دول وسايب دي.. يالا يا ست الكل، مكتوبالك.. خطط عشان يقتلها هي كمان.. السيدة قاعدة لوحدها في البيت لإن ابنها مسافر لولاية تانية بسبب ظروف شغله.. بيشتغل إيه؟.. مصور.. زي الفل.. ظروف مثالية 100%.. اختار "غودوين" توقيت ونط من سور الجنينة بتاعت بيت السيدة ودخل جوه وطلع لحد الدور اللي فوق عليها وهي نايمة وبدون ما تجس جاب سلكين ووصلهم بجسمها وكان بيستعد عشان يحط السلوك في الكهرباء.. فجأة باب الأوضة اتفتح وكان على عتبته الابن اللي جه على غفلة من السفر وكان سامع صوت خرفشة في أوضة أمه وفهم إنها سهرانة صاحية فحب يدخل عليها ويخضها وفي إيده الكاميرا بتاعته عشان يصورها صورة وهي مخضوضة بس للأسف كل ده حصل في نفس الثانية اللي "غودوين" حط فيها السلك في الكهرباء والأم اتصعقت وماتت والإبن فتح الباب وضغط على زرار الصورة!.. الإبن و"غودوين" اتثبتوا مكانهم من الموقف بس "غودوين" فاق منها أسرع ونط من الشباك على الجنينة عشان يهرب.. الإبن فاق من الكارثة دي بعده بثواني وبص على أمه لقاها ماتت!.. الصورة اللي وثقت الحادثة كانت أول دليل تمسكه الشرطة على "غودوين" وبسببها تم القبض عليه والحكم عليه بالإعدام عن طريق الصعق على الكرسي الكهربائي.. ده بيحصل إزاى؟.. يقعد المجرم على الكرسي الحديد ويوصلوا الكرسي وجسم المجرم بأسلاك تنقل دفعات كبيرة من الكهرباء تقتله في أقل من ثانيتين.. عقوبة قاسية مش كده؟.. أكيد بس إحنا برضه مش بنتكلم عن ملاك وهو عمل كتير وده أقل واجب.. قتل ضحاياه بالكهرباء فالعدل إنه يتقتل بالكهرباء برضه.. لكن للأسف ولإن "غودوين" كان شخصية محبوبة من تجار المخدرات التُقال في الولاية اللي ساكن فيها قرر اتنين منهم إنهم يوكلوا محامي تقيل يترافع عنه.. بعد الحكم؟.. أيوا.. قدموا للمحكمة نقض على حكم الإعدام وبعد سلسلة من الجلسات تم تخفيف الحكم عليه للسجن المؤبد لمدة 20 سنة.. يعني مش هيموت؟.. لأ هما الـ 20 سنة يقضيهم ويخرج بالسلامة وكل عام وأنتم بخير.. طب والناس اللي ماتت؟.. ربنا يعوض على أهاليهم بقى في زمن مختلف تكون نسبة العدل فيه أعلى شوية.. كمية الفشخرة اللي كان فيها "غودوين" بعد تخفيف الحكم وهو في السجن ماكنش هيعمل ربعها لو طلع براءة بس الإحساس اللي سيطر عليه وقتها إن رقبته تم إنقاذها بسبب نفوذه وسيطرة أصدقائه المجرمين.. الفكرة إن في نفس الوقت سيطر إحساس بالعجز واليأس على أهالي ضحايا "غودوين".. اللي هو ليه بس كده يارب!.. يعني يعمل كل ده ومايحصلوش حاجة!.. ده حرام، وشيء بيهدم مصداقية إن فيه عدل رباني أصلًا!.. المصور إبن السيدة اللي اتقتلت وصاحب الصورة اللي حبست "غودوين" جاله كذا رسالة تهديد إنه لو فضل في الولاية هيتقتل خصوصًا إن المجرمين أصدقاء القاتل المحبوس حطوه في دماغهم وقرروا ينتقموا منه لأنه سبب رئيسي في حبس الراجل بتاعهم.. قرر الابن إنه يسافر عشان يواصل شغله ويحاول ينسى من خلاله وجع القلب ده كله.. صحيح إنه رجع لشغله بس فضلت جواه غصة بسبب وفاة أمه ونجاة المجرم.. غصة سابت على ملامحه طلة أسى بيلاحظها أي شخص بيتعامل معاه.. في مرة كان بيصور فرح في حديقة ملحقة بكنيسة.. وهو بيلف على الناس عشان يصورهم فيه واحد عربي كان من ضمن الحضور لاحظ الحزن اللي في عينه.. اتكلم معاه والكلام جاب بعضه وعرف منه القصة كاملة.. العربي قال له: (هرب من عقاب البشر فهل تظنه يهرب من عقاب ربهم؟).. الجملة كان فيها لمحة دينية من الشخص العربي والمصور ماكنش متدين ولا كان الدين من ضمن حساباته.. شاب عادي بيقضي يوم بيومه ومساحة ربنا مش كبيرة في قلبه.. موجودة آه بس مش كبيرة!.. وبعد اللي حصل لأمه بقت صفر بالتالي كلام الضيف العربي ماكنش له أي تأثير عليه بالمرة!.. بالمناسبة.. المصور الشاب ماعرفش لا اسم ولا ديانة ولا بلد الشخص العربي.. معرفش عنه أي معلومة غير إنه من أصدقاء أهل العروسة وجارهم وجه الفرح يجامل.. عدى على الموقف ده أسبوع بالظبط والجملة بتتردد في عقل المصور.. (هرب من عقاب البشر فهل تظنه يهرب من عقاب ربهم؟).. على الناحية التانية كان الأخ "غودوين" وبعلاقاته في السجن دخل جهاز تليفزيون صغير للزنزانة بتاعته.. ما هي بقت هيصة بقى والسجن بقى بتاع أسرته الكريمة.. تليفزيون صغير لطيف كده يسلي نفسه بيه.. التليفزيون عطل.. "غودوين" كان من ضمن هواياته زمان غير المخدرات والسرقة والقتل؛ تصليح الأجهزة الكهربائية.. قال لك هصلحه.. دخل الحمام ومعاه التليفزيون وقال لك يصلحه وهو قاعد على التواليت.. قبل ما يدخل الحمام كان وصل الفيشة بالكهرباء، وقلب التليفزيون مفتوح وأخينا بيلعب في الأسلاك اللي جواه وهو قاعد على قاعدة التواليت.. بالمناسبة آه.. في عدد من السجون الأمريكية قواعد الحمامات مصنوعة بالكامل من المعدن!.. "غودوين" بيلعب في الأسلاك وفي عز ما هو مندمج ماتعرفش لمس إيه جوه التليفزيون الكهرباء دخلت في جسمه مع وجوده كمان على كرسي معدن الموضوع بقى كإن صاعقة ضربته في مقتل وقع ميت في الحال!.. مات بنفس الطريقة اللي كان المفروض يموت بيها قبل ما الحكم بتاعه يتخفف.. مات بنفس الوسيلة اللي قتل بيها ضحاياه.. والسبب؟.. لإنه هرب من عقاب البشر بس ماقدرش يهرب من عقاب ربهم.. لما المصور قرا الخبر في الجرايد اتصدم وكل اللي كان بيفكر فيه هو جملة الراجل العربي اللي كان بيقولها بمنتهى الثقة واليقين.. اتحول الأمر لقناعة عن الشاب المصور وعند كل اللي عرفوا قصة "غودوين".. العدل جايز يتأخر شوية بس الأكيد إنه بييجي في الوقت المناسب اللي يجيب الحقوق ويبرد القلوب.

قاعدة التواليت

 الخير والشر رصيد متشال في حساب بنك الدنيا اللي باسم كل واحد، وأنت اللي بتختار زي ما هتحط فيه زي ما هيترد لك.. انتقام ربنا على الظلم جايز يتأخر بحسابات البشر بس الأكيد إنه جاي.. النوايا الصافية اللي بيغلفها الخير، والأفعال الطيبة اللي بتحرض عليها القلوب النقية لازم ثمنهم يكون خير.. النوايا الخبيثة اللي بيغلفها اللؤم، والأفعال المؤذية اللي بتفكر فيها عقول ماتعرفش غير الحقد والكره لازم ثمنهم يكون من جنس أفعالهم.. ﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾...عند ربنا مفيش حاجة بتضيع.

تابع مواقعنا