الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وزير الأوقاف: الاجتهاد يكون بالحفاظ على ثوابت الدين.. ولا بد أن ينضبط بميزان الشرع

 الدكتور محمد مختار
دين وفتوى
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
السبت 24/سبتمبر/2022 - 11:05 ص

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن باب الاجتهاد مفتوح أمام المتخصصين والمؤهلين، منوها بأن الاجتهاد في الدين إنما يكون بالبحث في الأصول والثواب وأعمال الرجال الذين أفنوا حياتهم في طلب العلم الشرعي، ومعرفة متى تكون المصلحة مقدمة على المفسدة، وكيف يكون الترجيح بين مصلحة وأخرى ومفسدة وأخرى.

وزير الأوقاف: الاجتهاد الذي نسعى إليه له ميزان

وأضاف وزير الأوقاف خلال المؤتمر الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تحت عنوان: الاجتهاد ضرورة العصر.. ضوابطه.. رجاله.. صوره.. الحاجة إليه، والذي يعقد في القاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن الاجتهاد الذي نسعى إليه لابد أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معًا وألا يترك نهبًا لغير المتخصصين الذين يتطاولون على الدين تحت دعوى الاجتهاد أو التجديد.

وأشار مختار جمعة في هذه المناسبة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه: إن الله يبعث على رأس هذه الأمة كل 100 عام من يجدد لها دينها.

ونوه وزير الأوقاف، بأن المتخصص المؤهل للفتوى إذا اجتهد فأخطأ فله أجر الاجتهاد، واذا اجتهد فأصاب فله أجران، وهما للاجتهاد والإصابة، أما غير المتخصص إذا أخطأ فعليه وزران أولهما لتجرأه على الفتوى بغير حق له في ذلك.

وتابع أن الأوضاع الحالية تحتاج إلى البناء لا الهدم، مؤكدًا أن المساس بثوابت العقيدة في ظل الظروف التي نمر بها، يضر بالبلاد، مشيرا إلى أن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه الظروف لإشاعة أفكار تهز هذه الثوابت.

وأفاد وزير الأوقاف، بأن مؤتمر الأوقاف الدولي هذا العام، سيناقش العملات الافتراضية والمشفرة وقضايا البيئة وغيرهم من مستجدات العصر متابعًا: أأمل أن تساهم وصايا هذا المؤتمر في إيجاد حلول علمية لقضايا هذا الواقع.

وقال وزير الأوقاف خلال كلمته: ما نحن فيه اليوم إنما هو نوع من هذا النفير في طلب صحيح العلم، والوقوف على مستجدات العصر وقضاياه، والبحث عن حلول لمعضلاته ومشكلاته، مضيفا: ونحن إذ نجتمع اليوم إنما نجتمع خدمة لديننا وأوطاننا، نعلِّم ونتعلم ونتدارس العلم معًا، ونبحث عن حلول لقضايانا الحياتية المهمة والشائكة، فصار الاجتهاد ضرورة العصر، بعد أن عانينا في مجتمعاتنا المسلمة وعانى العالم كله من الفتاوى الشاذة والمؤدلجة على حد سواء، كما عانينا من افتئات غير المؤهلين وغير المتخصصين وتجرئهم على الإفتاء والذهاب إلى أقصى الطرف تشددًا وتطرفًا يمينيًّا، أو انحرافًا وتطرفًا يساريًّا.

محبو الظهور من اللاهثين خلف كل شاذ أو غريب من الآراء

وأردف: فإذا أضيف إلى هؤلاء وأولئك محبو الظهور من اللاهثين خلف كل شاذ أو غريب من الآراء، تأكد لدينا أننا في حاجة إلى إرساء وترسيخ قواعد الاجتهاد وضوابطه، وبخاصة الاجتهادُ الجماعيُّ في القضايا التي لا يمكن البناء فيها على الأقوال الفردية، والتي تتطلب الفتوى فيها خبرات متعددة ومتكاملة، ولا سيما في القضايا الاقتصادية والطبية والبيطرية وشئون الهندسة الزراعية والوراثية وغير ذلك من مفردات حياتنا ومستجدات عصرنا التي تحتاج إلى رأي أهل الخبرة لتبنى عليه الفتوى، فالرأي الشرعي في القضايا الحياتية المستجدة يبنى على الرأي العلمي ولا يسبقه.


وفتح الإسلام باب الاجتهاد والتجديد واسعًا، حيث يقول نبينا: إِنَّ الله (عز وجل) يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا.

وواصل: وطبيعيّ أن هذا التجديد لا يكون إلا بالاجتهاد والنظر ومراعاة ظروف العصر ومستجداته، فباب الاجتهاد مفتوح بل مشرع إلى يوم القيامة، غير أن له أصوله وضوابطه ورجاله الذين أفنوا حياتهم في طلب العلم الشرعي وفهم أصوله وقواعده ومآلات الأمور ومقاصدها ممن يدركون فقه المقاصد والمآلات والأولويات، ومتى تكون المصلحة مقدمة على المفسدة، ومتى تحتمل المفسدة اليسيرة لتحقيق المصلحة العظيمة، وكيف يكون الترجيح بين مصلحة ومصلحة باختيار أعظمهما نفعًا، وكيف يكون الترجيح بين مفسدة ومفسدة باختيار المفسدة الأخف منها.

وأكمل: فالاجتهاد الذي نسعى إليه يجب أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معا، وألا يُترك نهبًا لغير المؤهلين وغير المتخصصين أو المتطاولين الذين يريدون هدم الثوابت تحت دعوى الاجتهاد أو التجديد، فالميزان دقيق، والمرحلة في غاية الدقة والخطورة ؛ لما يكتنفها من تحديات في الداخل والخارج.

واستطرد وزير الأوقاف: فالمتخصص المؤهل إذا اجتهد فأخطأ له أجر، وإن اجتهد فأصاب فله أجران، الأول لاجتهاده والآخر لإصابته، أما من تجرأ على الفتوى بغير علم، فإن أصاب فعليه وزر، وإن أخطأ فعليه وزران، الأول لاقتحامه ما ليس له بأهل، والآخر لما يترتب على خطئه من آثار كان المجتمع والدين معًا في غنى عنها، في ظل أوقات تحتاج إلى من يبني لا من يهدم.

وأضاف: كما نؤكد أن المساس بثوابت العقيدة والتجرؤَ عليها وإنكار ما استقر منها في وجدان الأمة لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها؛ لأن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه السقطات أو الإسقاطات لترويج شائعات التفريط في الثوابت؛ مما ينبغي التنبه له والحذر منه، فإذا أردنا أن نقضي على التشدد من جذوره فلا بد أن نقضي - كذلك - على التسيب من جذوره، فلكل فعلٍ ردّ فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.
 

تابع مواقعنا