حرب روسيا وأوكرانيا فجّرت أزمة نقص الطاقة.. لماذا أصبح الخليج المقصد الأول لزيارات أوروبا والغرب؟
تتوالى زيارات زعماء الدول الغربية إلى المنطقة العربية للاستنجاد بدول الخليج العربي، آملين في الحصول على الغاز والبترول، لمواجهة الأزمة العالمة التي تسببت بها الحرب الروسية الأوكرانية، وتوقف إمدادات الغاز.
فزعماء الغرب الذين اتهموا الدول العربية فيما مضى بالرجعية، اليوم يأتون مهرولين طالبين المساعدة قبل قدوم الشتاء، خشية من البرد القارص.
بدأت الزيارات الغربية لدول الخليج العربي بتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمملكة العربية السعودية واجتماعه مع دول الخليج العربي، ومصر، في محاولة لجعل الخليج يزيد من إنتاجه للنفط.
إلا أن زيارة الرئيس الأمريكي باءت بالفشل، فقد كان يظن أن العرب سيمتثلون لأمره، لكنه تعلم أن العرب قادة لا يمتثلون لأوامر الغرب ومصالحهم الشخصية التي طالما كانت أهم عندهم من أي شعوب أو أمم.
فشل بايدن في استمالة العرب
وفي تقرير سابق لوكالة رويترز، أكدت أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فشل في تأمين ارتفاع فوري في إنتاج النفط، خلال القمة الأمنية التي عقدت في المملكة العربية السعودية بمشاركة عدد من قادة الدول العربية.
وأوضحت رويترز أن بيان القمة كان غامضًا، مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية حليف واشنطن، صبت الماء البارد على آمال الولايات المتحدة في أن تساعد القمة في إرساء الأساس لتحالف أمني إقليمي، بما في ذلك إسرائيل لمكافحة التهديدات الإيرانية.
وعقب عودة بايدن إلى بلاده خالي الوفاض، بدأت ملامح الصدمة مما حصل في الخليج -والذي لم يكن متوقعًا- تبدو عليه، فعقب الزيارة بأيام، وبعد أن كانت قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، تذهب من ذهن البيت الأبيض عادت إدارة جو بايدن، وتقدمت بطلب لقاضٍ أمريكي، بإعطائه مهلة إضافية لتحديد ما إذا كان يجب أن يتحلى محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بحصانة في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وبعد زيارة الرئيس الأمريكي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتصالا هاتفيا ناقشا خلاله عددا من القضايا المهمة.
وأوضح الكرملين أن بوتين وولي العهد السعودي بحثا قضايا التعاون الثنائي، مع التركيز على توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة، وبحث الوضع الحالي في سوق النفط العالمية، كما أكدا أهمية المزيد من التنسيق داخل أوبك +، وأشارا إلى أن دول المنظمة مستمرة في الوفاء بالتزاماتها للحفاظ على التوازن في سوق النفط العالمي.
زيارة المستشار الألماني لدول الخليج بحثا عن الغاز
ومن الرئيس الأمريكي إلى المستشار الألماني، أولاف شولتس، والذي يبدأ جولة خليجية، تشمل كلا من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر.
ومن المنتظر أن يبحث المستشار اﻷلماني، في زيارته الأولى لمنطقة الخليج العربية، عددا من الملفات المهمة على رأسها ملف الطاقة وإمدادات الغاز الطبيعي، على خلفية التداعيات السلبية التي سببتها اﻷزمة الروسية اﻷوكرانية على العالم، وعلى ألمانيا بشكل خاص، فقد كانت أكبر المستوردين الأوربيين للغاز الروسي.
وذكر متحدث باسم الحكومة الألمانية هشتيفن هيبشترايت أن زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس، ستركز على أزمة الطاقة وانعكاسات غزو روسيا لأوكرانيا، وجذب الاستثمارات السعودية والخليجية لألمانيا، والوضع في اليمن والملف النووي الإيراني وأجندة أعمال قمة مجموعة العشرين المنتظر عقدها في نوفمبر المقبل في جزيرة بالي الإندونيسية، موضحًا أن هذه الملفات ستتصدر جدول مناقشات شولتز مع قادة دول الخليج.
وتراهن ألمانيا على هذه الجولة لانطلاقة جديدة في العلاقات مع دول الخليج العربي، لا سيما مع السعودية التي شهدت العلاقة معها نوعا من البرود خلال السنوات الماضية.
ولي العهد السعودي يُسهم في الإفراج عن 10 سجناء أجانب أسرتهم القوات الروسية في أوكرانيا
ليس في النفط فقط، فقد لعب ولي العهد السعودي دورا حاسما في تأمين الإفراج عن 10 سجناء أجانب أسروا في أوكرانيا، وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السعودي إن الاتفاق قد انتهى بتبادل كبير للأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وعقب عودة الـ 10 سجناء التي أفرجت عنهم روسيا، تقدم قادة العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية بالشكر لـ ولي العهد السعودي لوساطته في الإفراج عن الأسرى.
دور مصر الحاسم في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني
وأيضا، الجهود المصرية في القضية الفلسطينية، فقد تمكنت مصر على مدى الأعوام الماضية من إيقاف الاشتباكات بين دولة الاحتلال وفلسطين، فقد أصبح تدخل مصر في المفاوضات بين الجانبين يعني نجاح تلك المفاوضات.
وتهافتت الإشادات العالمية بالدور المصري في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن الشكر لـ الرئيس السيسي على دوره.