علي الدين هلال: أنا متقاعد سياسيًا وتفرغت لكتابة المقالات والبحوث.. وهناك من يريد إفشال الحوار الوطني ولن أرد على انتقادات الانتماء للحزب الوطني | حوار
علي الدين هلال، هو رجل الدولة في العديد من المناسبات والمناصب السياسية الهامة، بداية من تواجده بجامعة القاهرة مديرًا لمركز البحوث والدراسات السياسية، من عام 1986 إلى عام 1994، ومن ثم أمينًا للإعلام بالحزب الوطني الديمقراطي، وعضو هيئة أمانة الحزب خلال 2006، واختياره مقررًا للجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة 2011، مرورًا بتواجده على رأس المحور السياسي للحوار الوطني، مقررًا عامًا.
في حوار خاص لموقع القاهرة 24، أكد الدكتور علي الدين هلال، أنه قبل بهذه المهمة الوطنية رغم معاناته وظروفه الصحية، فهو متقاعد سياسيًا ومتفرغ لكتابة المقالات والبحوث والمشاركة في الندوات، وإلقاء بعض المحاضرات الجامعية، إلا أنه يرى نفسه شخصًا استدعي لمهمة وطنية هامة، وعن كواليس اختياره ودوره في الحوار الوطني، ورسالته لبعض منتقديه، كان لنا هذا الحوار التالي:-
علي الدين هلال مقرر المحور السياسي في حوار خاص لـ القاهرة 24:
تلقيت الدعوة من الدكتور ضياء رشوان لتولي منصب المقرر للمحور السياسي
لا أعلم من رشحني للمنصب ولكن حدث توافق من مجلس الأمناء
أنا متقاعد سياسيًا وتفرغت لكتابة المقالات والبحوث
اعتذرت لضياء رشوان بسبب حالتي الصحية
دوري ومصطفى كامل السيد التنسيق بين لجان المحور السياسي
لا يجب أن يكون هناك فائز وخاسر في الحوار الوطني
علنية الجلسات تضمن جدية الحوار الوطني
لن أرد على الانتقادات الخاصة بالانتماء للحزب الوطني
أنا أحاسب على قراراتي في الحوار الوطني
الحوار في مصر لم ينقطع في أي يوم من الأيام
بطء الحوار الوطني له مبررات
هناك من يريد إفشال الحوار الوطني
بداية.. ما كواليس ترشيحك مقررًا عامًا للمحور السياسي بالحوار الوطني؟
في الحقيقة لقد علمت بقرار تواجدي مقررًا عامًا للمحور السياسي بالحوار الوطني، من خلال مكالمة هاتفية جمعتني بالكاتب الصحفي ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني، وكان ذلك تحديدًا السبت 10 سبتمبر.
أما فيما يتعلق بمن كان وراء ترشحي، فأنا لا أعلم، لكنى أعلم بأن المنسق العام للحوار الوطني غير مخول له، أن يتصل بأحد دون حدوث توافق بين مجلس الأمناء عليه، فجميع مقرري المحاور الحوار الوطني، تم التوافق عليهم من قبل مجلس أمناء الحوار المسؤول عن وضع قواعد الحوار، ونحن نعمل في ضوء الإطار الذي يضعه مجلس الأمناء.
وماذا قال لك تحديدًا؟
قال لي إن مجلس الأمناء مجتمع حاليًا لاختيار مقرري اللجان النوعية، وتم ترشيحك مقررًا للمحور السياسي، فكان أول رد فعل لي أن أبلغته بسوء حالتي الصحية، بحكم ضعف نظري، وإمكانية تواجد غيري، لكنه رد عليا بأن أي مساعدة ستقدم لي في هذا الشأن، وبعد ذلك إعلان التشكيل.
فأنا اعتبر نفسي شخصًا تقاعدت سياسيًا، وأنا متفرغ حاليًا لكتابة المقالات والبحوث والمشاركة في الندوات والمحاضرات الجامعية، ومع ذلك أنظر إلى نفسي كشخص لديه خبرة معينة، استدعي للقيام بمهمة، فأرجو الله سبحانه وتعالى، أن نؤدي أنا وزملائي هذه المهمة، بما يخدم بلدنا.
هناك من يريد أن يعرف مهام المحور السياسي؟
بلا شك أن مجالات عمل المحور السياسي نابعة من أسماء لجانه الخمسة، مثلا لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي، تتعامل مع النظام الانتخابي، قانون مباشرة الحقوق السياسية، وقانون الحكم المحلي الذي لم يصدر بعد، بينما لجنة الأحزاب السياسية، ستتناقش وضع الأحزاب السياسية، ودورها، فضًلا عن إجراءات تسجيل الأحزاب، وأنشطتها ومصادر تمويلها، بينما اللجنة الرابعة جاءت عن النقابات والعمل الأهلي، حيث تنظر دور النقابات التي تجمع مئات الآلاف من عمال مصر، أيضًا ستنظر اللجنة الخامسة بالمحور السياسي، الحريات العامة وحقوق الإنسان.
وما هو دورك كـ مقررًا رئيسيًا بالمحور؟
للمحور السياسي مقررين أنا، والدكتور مصطفى كامل مساعدًا، حيث تعد مهمتنا الأساسية من خلال متابعة عمل اللجان الخمسة، لذلك أجرينا اجتماعًا بتواجد الدكتور مصطفى، مع مجلس الأمناء، ودار الحديث بيننا عن دور المقرر العام والمساعد، والعلاقة بيننا وبين مقرر كل لجنة، وطرحنا بعض الآراء الخاصة حول هذا الأمر، وتم التوافق على صياغة مدونة للسلوك، وسيتم خروجها بشكل متكامل قريبًا.
ومع ذلك في النهاية، حتى يومنا هذا السبت 24 سبتمبر، لم أتسلم بعد مدونة أو قواعد الإجراءات المنظمة للمحاور، وبالتالي هذه الآراء شخصية، فأتصور أن دورنا للتنسيق والتشاور والتعاون، مع مقرري المحاور الفرعية بشكل تفصيلي عن قضايا كل لجنة.
وماذا عن شكل إدارة جلسات الحوار الوطني بالتزامن مع اقتراب انطلاق موعده؟
أرى أن أحد مظاهر جدية الحوار الوطني، هي عدم تصرف كل فاعل كما يحلو له، إنما مجلس إدارة الحوار له دور معين، وله قواعد سلوكية خاصة، منها أن المتحدث الوحيد عن مجلس أمناء الحوار، هو ضياء رشوان، وإن كان ذلك لا يمنع أن كل عضو يحق له التعبير عن وجهة نظره، ونفس الشيء تم وضع قواعد السلوك في جلسات الحوار الوطني، فضًلا عن لائحة سير إجراءات جلسات اللجان الفرعية، التي تؤكد أنه لا غالب ولا مغلوب، فالحوار الوطني قائم على التصويت، وهو تقليد متبع في البرلمان الإنجليزي، الذي لا يقول بأن هناك رأي للأغلبية، وإنما توصي الأغلبية بكذا، والأقلية بكذا، وإن كان وارد أثناء مناقشتنا مع بدايات الحوار الوطني الاختلاف في بعض المناقشات.
وهل ذلك يعد ضامنًا لإنجاح الحوار الوطني؟
بالفعل هناك ضمانات لنجاح الحوار الوطني، منها ما قلته، فضًلا عن إعلان كل جلسات الحوار الوطني وإذاعتها علنية أمام المواطنين في شاشات التلفزيون، إلا في الحالات التي يقرر مجلس الأمناء خلاف ذلك.
وقد نلجأ لترشيح بعض الشخصيات البارزة من أجل تقديم آراءهم في بعض قضايا الحوار الوطني، حتى إذا لم يقدموا تلك هم هذه الترشيحات، للاستماع إليهم، فلا أمانة الحوار ولا المقررين يفرضون على الناس مناقشات محددة، جدول أعمال الحوار من يحدده الأحزاب والقوى السياسية والمواطنين، وتم بالفعل مخاطبة الأحزاب السياسية والنقابات لتقديم رؤيتهم والمتحدثين نيابة عنهم، لذلك فإن جوهر الحوار من يحدده المواطنين والقوى السياسية الموجودة.
البعض انتقد تواجد الدكتور علي الدين هلال على رأس المحور السياسي للحوار الوطني بحكم انتمائه للحزب الوطني.. ما رسالتك لهؤلاء؟
من غير ما تكلم كتير، حقهم، إنهم يعترضوا عليا ويعترضوا على اختياري، ويعترضوا كمان على ناس تانية، لكن في النهاية توافق مجلس أمناء الحوار الوطني، على اختياري مقررًا للمحور السياسي، فهم يسألوا عن سبب انتقادي، ولن أرد على هذه الانتقادات، فكل كلمة قيلت قراءتها، كما أن الناس اختلفوا على الله سبحانه وتعالي، واختلفوا على الأنبياء، وأي رجل سياسية، هناك من يختلف عليه، وآخر يتوافق.
في العمل السياسي لو أنت رجل دولة، سيكون في ذهنك خدمة الدولة، وليس خدمة نظام سياسي أو رئيس، لذلك فأنا أحاسب على قراراتي في الحوار الوطني، فيما عدا ذلك فبيني وبين الناس الدستور والقانون.
كيف ترد على من يردد بأن الدعوة للحوار الوطني جاءت نتيجة ضغوطات خارجية؟
لو بدأنا بالتوقف والنظر إلى كل انتقاد يقال لن نعمل، ما يهمني إنه لا توجد أي قوية رئيسية في البلاد رفضت المشاركة في الحوار الوطني، أحزاب الحركة المدنية مشاركة، ورجال وشخصيات عامة من مختلف الطيف السياسي موجودة، فهو ما يهمني، ورئيس الجمهورية وجد أنه من صالح الوطن الدعوة للحوار الوطني، لكن التوغل في أسباب الدعوة بمثابة محاولات لإلهاء الناس، بدلًا من التحدث عن الحوار تقول قواعده إيه، وهدفه إيه، وكيف نبني مكتسبات منه، خاصة في ظل وجود ناس من 10 سنوات لم تظهر في التلفزيون، ظهرت الآن بلا أي قيد، فهذا عندي أهم من أن أعرف شكل النوايا.
وما هي الرسالة التي تريد أن تواجهها الدولة من الحوار الوطني؟
تسأل في ذلك الدولة، أو مجلس أمناء الحوار الوطني، فأنا أريد أن أقول بأن الحوار في مصر لم ينقطع في أي يوم الأيام، في أي مأتم هناك حوار، الناس بتتكلم دايمًا في السياسية والأسعار والتضخم، وعملنا إيه في الموضوع دا ودا حتى على القهاوي والنوادي، فالحوار بالمعنى الاجتماعي موجود، وإن كان ضعف الحوار في المجال العام في شاشات التلفزيون، والحوارات الرسمية.
لذلك فإني أرى أن الهدف من الحوار الوطني، هو توسيع المجال العام، وإعطاء الفرصة لتقديم الآراء المختلفة، المخالفة لبعضها البعض، التي تطرح حلولًا متباينة لمشاكلنا، من خلال توسيع دائرة المشاركة، لذلك كان من أهم قرارات مجلس الأمناء دعوة الكيانات السياسية والأحزاب إلى عقد مؤتمرات جماهيرية وشعبية لمناقشة القضايا العامة، القادرة على نقل الحوار الوطني من القاهرة إلى المحافظات، فضًلا عن إتاحة الفرصة إلى النقابات والمجتمع المدني، والمواطنين العاديين لطرح المشاكل والحلول، فالحوار الوطني سيأتي بالخير والنفع العام على الناس والمواطنين، من خلال توسيع المشاركة السياسية على مستوى النخب والمحافظات، وطرح الحلول المختلفة، وإعادة اللحمة للحياة السياسية والاجتماعية، وخلق مزيد من التفاعل الإيجابي بين القوى السياسية.
رغم التوافق عليها.. لماذا تأخر إعلان قواعد السلوك في جلسات الحوار الوطني؟
التوافق عليها كان من الأسبوع الماضي، فمن الوارد أن يكون هناك بعض الاجتهادات حول صياغة بعض الأفكار، فضًلا عن وجود مزيد من المشاورات، ولا أعتقد أن هناك تعمد إلى تأخيرها، مثلًا: أرى أن الأهم هو وضع القواعد اللوجيستية المنظمة في المحافظات والمراكز لكيفية إجراء الحوارات المجتمعية.
البعض يستشعر البطيء في بداية الحوار الوطني.. ما رسالتك لهم؟
أرى أن هذا البطيء له سببين هما، جمع أشخاص على طاولة المناقشات لم يجلسوا سويًا مع بعض، أو ربما كانوا يوجهوا اتهامات لبعضهم البعض، لذلك نحتاج إلى الوقت من أجل البحث عن لغة مشتركة أو قواعد لتنظيم العمل بيننا، أما السبب الثاني، يكمن في قرار مجلس الأمناء بإلزام أنفسهم بأن أي قرار بينهم يكون بالتوافق بين الأعضاء، فالأهم بالنسبة لي تأمين سبل النجاح، لا الإسراع دون خطوات واضحة.
هل من الوراد أن يفشل الحوار الوطني؟ أو على الأقل هل هناك من يريدون إفشاله؟
بالتأكيد نعم هناك من يريد إفشال الحوار الوطني، هناك أشخاص وأيدلوجيات ترى أنه كلما احتدمت التناقضات والصراعات تحدث الثورة والتغيير، وبالتالي التهدئة والوصول إلى مسالك سلمية، عكس ما يعتقدون فيه، وهذه اتجاهات سياسية، وليس معنى ذلك أنهم أشخاص أشرار، فهذا اعتقاد فكري أن التغيير يحدث من خلال الثورات العنيفة وإسقاط الدولة ومؤسساتها وليس النظام، لذلك فنحن نريد التغيير السلمي في إطار الدستور، والقنوات المؤسسية التي نتوافق عليها جميعًا.
وماهي رسالتك للمواطنين قبل انطلاق الحوار الوطني؟
أدعو جميع المواطنين إلى المشاركة في الحوار الوطني والتعبير الحر عن آراءهم، وإنه سيكون خطأ كبيرا الاعتقاد بأن أبناء العاصمة هم فقط من يتحدثون بالحوار الوطني، فأدعو الجميع إلى المشاركة في الحوار بجميع قضاياه، فضًلا عن أمنيتي من جميع الوسائل الإعلامية إيضاح طريقة مشاركة جميع المواطنين في الحوار الوطني.
متفائل بالحوار الوطني؟
نعم متفائل بنجاح الحوار الوطني، وثقتي في بلدي لا حدود لها، وهذا تعبير مأخوذ من كتاب "رسائل إلى ابنتي"، اللي يقرأ تاريخ شعب مصر، ويشوف تاريخ الحركة السياسية والوطنية في مصر، هيعرف أن هناك عزيمة وإرادة كبيرة في التغيير، فمصر تستحق الأفضل.