من قالب الحلوى إلى التربون.. تاريخ تطور عروسة المولد النبوي من عصر الفاطميين
بدأ شهر ربيع الأول، وبدأت معه الاحتفالات التي تغمر الشوارع المصرية، وتملأها بالبهجة، احتفالًا بالمولد النبوي الشريف، خاصة في مناطق الحسين أو السيدة زينب، ويكون بطل الاحتفال السنوي الحلوى وعرائس المولد، فهي من أهم الطقوس التي تميز الاحتفال بالمولد النبوي في مصر.
والفضل في ظهور فكرة عروسة المولد يعود إلى مصر، حيث بدأت من عصر الفاطميين، تحديدًا بعد دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، إلى مصر عام 973، فأطلق الفاطميون فكرة عروسة وحلاوة المولد، وهنا بدأت الأجيال تتوارث الفكرة وتقوم بتطوير شكلها.
كانت عروسة المولد في البداية عبارة عن قالب حلوى زُين ببعض الألوان وأخذ شكل العروسة باليدين والقدمين، وكان بجانبها جمل أو حصان أيضًا من الحلوى، حيث شهدت رواجًا كبيرًا في هذه الفترة.
ومع التطور الذي تشهده البلاد كل عام، تطورت كذلك فكرة عروسة المولد شيئًا فشيئا، حيث بدأت تنتهي فكرة قالب الحلوى لتتحول إلى تصميمات مختلفة أكثر حرفية، كما أن قوالب الحلوى كانت تمثل خطرًا صحيًا على الأجسام، نظرًا لاحتوائها على مكونات صناعية ومواد حافظة لمدة طويلة، هذا بجانب استخدام الألوان المضرة بالصحة.
بدأت فيما بعد فكرة العرائس البلاستيكية، والتي حلت محل قوالب الحلوى، ولكن احتفظت بأشكال مبهجة وبرزت تفاصيل كثيرة، مثل الشعر والشفاه والعيون، وحتى شكل الفستان التي ترتديه من أقمشة مناسبة لشكل التصميم.
ظهرت فيما بعد العرائس التي ترتدي حجابًا بأشكال مختلفة، حتى أن التربون كان جزءًا من التطور الذي ظهر على عرائس المولد، ولم يتوقف التطور عند هذا الحد، بل أصبحت العرائس بها ميزة الغناء بأشهر أغاني المديح للمولد النبوي الشريف.
أصبحت عروس المولد من أهم الهدايا التي يهادي بها الخطيب خطيبته، وكذلك الآباء لأبنائهم، نظرًا للبهجة التي تخرج من هذا القوام البسيط، وبرغم ارتفاع أسعار عرائس المولد وكذلك الحلاوة، إلا أنها ستظل من أهم الطقوس التي تميز المولد النبوي الشريف.