حَوّلَ اختلافه لسر تميزه.. رحلة يحيى قنديل من متلازمة داون إلى حصد الجوائز الرياضية والعلمية
لم يخضع يحيى قنديل وأسرته لأسر الإعاقة، فمنذ ولادته حرصت الأم والأب على اندماج الصغير صاحب متلازمة داون داخل المجتمع، ليصبح طبيعيًا بميزة صغيرة وهبها الله له، فكانت رحلته مليئة بالصعاب، إلا أنه كتب لعزيمته وإصراره النجاح والتغلب على تلك العقبات، محققًا الكثير من الإنجازات ليست الدراسية فقط، بل والرياضية أيضًا، فصار مثالًا يحتذي به الجميع.
اختلافه سر تميزه
تروي هدي دحروج، والدة يحيى قنديل، ذو الـ 22 عامًا قصة كفاحه، في التغلب على الإعاقة، وحتى حصوله على الجوائز والميداليات الرياضية، والعلمية أيضًا.
تقول دحروج في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: بالرغم من كل التحديات، التي تواجه أي أسرة يصبح لديها طفل من الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة الذهنية منذ ولادته، كان يحيى دائم الدعم والتشجيع لنا، من خلال مهارته الشخصية والاجتماعية والأكاديمية.
الاندماج الأسري ليحيى ساعده في نجاحه
وكان هدف أسرة يحيى دائمًا، توفير مناخ يساعده على تطوير شخصيته، مع العمل على ترسيخ مبادىء وعادات وتقاليد المجتمع المصري، وكذلك تعريفه بحقوقه ووجباته، كأي مواطن طبيعي.
يحيى قنديل من متلازمة داون، واجه العديد من الحالات الطبية الحرجة في سنواته الأولى، والتي تم تصحيحها جميعًا بنجاح من خلال عدة عمليات، ولكن بالرغم من كل الظروف الصحية، التي مر بها لم تصب أسرته أي إحباط يضعف من عزيمته في دمجه في المجتمع، هكذا سردت الأم تحديات يحيى مع الإعاقة.
وتابعت درحوج: كان يحيى يتعلم ويدرس، مع إخوته، عشان يندمج معاهم، في الوقت ده فكرة الاندماج كانت شبه مستحيلة، لكن بعد سنوات، قرر يحيى خوض معركة دراسية جديدة، من خلال حصوله على الدبلوم الأمريكية، ومن ثم التحق بكلية لإدارة الأعمال، حتى حصل على درجة البكالوريوس في الإدارة الرياضية.
اجتماعي ونشيط في دراسته
وروت الأم كيف تدرج يحيى داخل الجامعة، قائلة: وشارك يحيى في معظم أنشطة الجامعة، وتم اختياره كأحد سفرائها، خلال سنواته الدراسية، وتم الترحيب به وقبوله وتضمينه من قبل جميع أساتذة الجامعة، ومساعدي المعلمين وموظفي الإدارة وجميع الطلاب.
فوز مشروع تخرجه
وتواصل هدى: فاز مشروع تخرج يحيى، الذي طوره بمساعدة 3 من أصدقائه في الكلية، حتى حصلوا على المركز الثالث بين مشاريع التخرج، نظرًا لكفاءته العالية، ولم يقف يحيى عند هذا الحد، من تفوقه الدراسي فقط، بل كانت له بصمة رياضية عالية الجودة.
وتقول الأم: هو سباح محترف، وعضو في منتخب السباحة لذوي الإعاقات الذهنية، وسيشارك المنتخب في بطولة كأس العالم المقبلة، التي من المقرر أن تٌقام في فرنسا عام 2023، بالإضافة إلى ذلك، يلعب يحيى دورًا توعويا نشطًا داخل المجتمع من خلال العديد من الأنشطة والمشاركات في الندوات المختلفة في المدارس والجامعات والجمعيات الأهلية.
وأكملت الأم: في عام 2019، تم تكريمه من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، لجهوده ونجاحه في عدة مجالات، ولإعطائه الأمل المستمر لأقرانه وأسرهم.
نجاح يحيى على مر السنين أثبت نجاح الاندماج
وتؤكد هبة أن تجربة الأسرة مع يحيى، دليل كبير على أن الاختلاف مِيزة، إذا حسن استخدامها، من خلال خلق شبكة أمان، ودعم قوي بين أفراد الأسرة، حتى يصبح إنسانًا صالحًا وفاعلًا، بل ومفيدا أيضًا لوطنه.
وعن أحلام يحيى المستقبلية، تختتم الأم حديثها قائلة: نفسه يحصل على وظيفة لائقة في مجال دراسته، وهو الإدارة الرياضية في مؤسسة مرموقة، عشان يكتسب خبرة عملية.