قصة كفاح السيدة "صباح" ببني سويف.. حاربت الأمية فتحولت إلى شاعرة ومُعلمة| فيديو
بينما كان الأطفال يسلكون طريقهم نحو المدرسة، في إحدى قرى شرق النيل الواقعة في أحضان الجبل بمحافظة بني سويف، حاملين حقائبهم الصغيرة، كانت الطفلة صباح تراقبهم من بعيد وهي تتحسر على عدم قدرتها على الظفر بفرصة للتعلم بسبب ظروفها الاجتماعية.
السيدة صباح تروي قصة كفاحها وتحررها من الأمية في بث مباشر لـ القاهرة 24
وتقول السيدة صباح حسن دسوقي، البالغة من العمر 52 عامًا، في بث مباشر قدمه "القاهرة 24" وهي تستحضر ذلك المشهد الذي لم يفارقها قط: كلما عاد بي الزمن للوراء وتذكرت أقراني من الأطفال بلباسهم المدرسي، والذي طالما تمنيت ارتداءه، ينتابني ذات الإحساس من جديد، إنه الإحساس بالظلم والحرمان، وتتملكني غصة موجعة في القلب، لا يمكن أن يشعر بها سوى من عاش نفس الظروف.
بعد مرور سنوات عن ذلك المشهد، ومواقف أخرى مشابهة لا تقل قساوة، تمكنت "صباح" بعد جهد ومثابرة من تحقيق حلمها لتصبح قادرة على القراءة والكتابة، بعدما التحقت بـ فصول محو الأمية بمسقط رأسها، ثم التحقت بأحد الدبلومات الفنية، لتصبح أشهر شاعرة في محافظة بني سويف ويتم تعينها مدرسة بفصول محو الأمية لتساعد غيرها.
وأضافت صباح، إنها نشأت في أسرة تُفضل عدم التحاق البنات بالتعليم، خاصة وأن هناك مشقة كبيرة لسفرهن من القرية إلى المركز، لافتة إلى أن أسرتها قررت خروجها مبكرا من المرحلة الابتدائية، لكنها لم تيأس خاصة وأنها تمتلك الموهبة في كتابة أبيات الشعر فدونت بعض القصائد بكثير من الأخطاء الإملائية لعدم إجادتها القراءة والكتابة بشكل جيد.
وتابعت: تزوجت في سن مبكرة ومعي ابنه وحيدة تدعى أماني منزوجة، حاصلة على بكالوريوس تجارة، وراودني حلم الطفولة بعدما التحقت ابنتي بالمرحلة الإعدادية، فقررت وقتها الخروج من ظلامي وتحقيق حلمي بتعلم القراءة والكتابة، وبالفعل نجحت في اجتياز فصول محو الأمية في قريتي والتحقت بالمرحلة الإعدادية ومنها بالمرحلة الثانوية في أحد المدارس الفنية، والطريف إنني كنت في الصف الأول الإعدادي وابنتي في الصف الثالث الإعدادي أي تسبقني بعامين دراسيين.
وأشارت صباح إلي مساندة زوجها وتشجيعه لها قائلة: كنت قد عرضت الأمر على زوجي الذي شجعني كثيرًا وله الفضل الأكبر علي، فهو غير انه زوجي فهو أخي وصديقي وابن عمي وكل حياتي والذي وافق علي الفور بل شجعني بكل مايملك.