الأنبا أرميا: الإنسان مسؤول عن تغيرات المناخ ودوره الحفاظ على الأرض
ألقى الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأورثوذكسي، كلمة في ندوة ملتقى الهناجر للفنون والذي انعقد هذا الشهر تحت عنوان: التغيرات المناخية وتأثيرها على حياة الإنسان في مركز الهناجر للفنون في دار الأوبرا المصرية، تحت رعاية الفنان خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي ورئاسة الفنان شادي سرور، وتديره الدكتورة ناهد عبد الحميد.
وتحدث الأنبا أرميا عن أسباب التغيرات المناخية منها، استخدام الوقود الأحفوري الذي يخرج غازات مثل ثاني أكسيد الكريون والميثان، وهذه تلتف الغازات حول الكرة الأرضية تحبس الشمس فتؤدي لارتفاع درجات الحرارة.
وتابع أيضا أن من أسباب الاحتباس الحراري الذي يؤدي لتغيرات المناخ استخدام الفحم وتطهير الأرض من الأشجار وقطع الغابات واستهلاك الطاقة في الصناعة والنقل والمباني، مدافن القمامة، كل هذا يحدث لانبعاثات تؤدي لارتفاع درجات الحرارة عما كانت عليه.
وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى موجات حارة تؤدي إلى جفاف شديد وندرة مياه وانكماش البحيرات، مثلما حدث في بحيرة تشاد التي انكمشت إلى العشر، وهذا بدروه يؤدي لصراعات حول المياه من أجل الزراعة وغيرها.
مخاطر التغيرات المناخية
وتابع أن تغيرات المناخ يترتب عليها أيضًا زيادة معينة في نزول الأمطار وأراضي تتعرض لفيضانات وأعاصير، وأماكن سيحدث فيها فيضانات بسبب التمدد الحراري للمحيطات وتنخفض كمية المياه العذبة المتوفرة للإنسان في المناطق الساحلية، ويذوب الجليد القطبي والطبقات الجليدية التي تعلو الجبال، وهو ما يؤثر على صحة الإنسان من خلال انتشار الأمراض والأوبئة وتناقص الأغذية وتظهر حشرات حاملة للأمراض وتدهور في التنوع البيولوجي وتظهر هجرة جديدة هي هجرة اللاجئين الجدد في العالم بسبب تغيرات المناخ.
وحول دور رجال الدين ومواجهة التغير المناخ، أكد الأنبا أرميا أن الله خلق الإنسان في أجمل وضع مستشهدا بقول الكتاب المقدس "ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا" وغاية الجمال وحين خلق الله الإنسان وضعه في جنة لكي يحافظ عليها في أجمل وجه وتأتي مسؤوليته حول كافة الخليقة كلها.
واستشهد الأنبا أرميا أيضا بقوله تعالى: "وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة" أي أنه خلق الإنسان واستخلفه الله عليها بعد أن أصلح الله الأرض وحذره من الفساد في هذه الأرض، ولذلك من حق كل إنسان أن يحيا حياة كريمة تحترم إنسانيته وتحترم مفهوم الحرية التي لا تنفي مسؤوليتنا نحو الآخرين، لذلك هدف المجتمعات الحفاظ على الأرض والمناخ.
حلول في مواجهة التغيرات المناخية
وأوضح أن من الحلول لمواجهة تنوع المناخ تأسيس أنظمة إنذار مبكر، وتحويل أنظمة الطاقة إلى أنظمة طاقة متجدد لتخفيف انبعاثات الغازات المسببة لتغيرات المناخ والتحول نحو الاقتصاد الأخضر والتوسع في الغابات، لأنها خزانات مهمة لتخزين الكربون، وكذلك تعزيز بناء المنازل المولدة لفائض الطاقة.