الخميس 19 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سُنة الحياة.. كيف تحوّل رونالدو من مُنقذ إلى لاعب لم يشارك احترامًا لتاريخه؟

كريستيانو رونالدو
رياضة
كريستيانو رونالدو
الإثنين 03/أكتوبر/2022 - 03:47 م

يعتبر شيئًا مفاجئًا للجميع، أن يبدأ أحد أساطير كرة القدم في السقوط تدريجيًا، وينهار تاريخه، بل نجد من يسخر منه رغم كل ما قدّمه إلى اللعبة طوال تواجده داخل المستطيل الأخضر.

سداسية مفاجئة؛ تعرض لها مانشستر يونايتد على يد غريمه سيتي، في مباراة جمعت بينهما أمس الأحد، في مسابقة الدوري الإنجليزي، كانت كافية، ليترك الجماهير أحداث المباراة، ويهتموا بأمرين، أولهما الإشادة بإيرلينج براوت هالاند، مهاجم الفريق السماوي، وثانيهما السخرية من كريستيانو رونالدو نجم الأحمر.

هالاند من مباراة مانشستر سيتي ويونايتد

تصريح ملفت من مدرب يونايتد عن رونالدو

أمر ملفت في المباراة ألا يشارك رونالدو نهائيا، ويظل على دكة البدلاء، ولكن تصريح من تين هاج مدرب مانشستر يونايتد؛ حاول خلاله أن يفسر سبب هذا الأمر، حيث قال: لم أقم بإشراك رونالدو كنوع من الاحترام لمسيرته الكروية، أي أنه لم يكن يرغب في أن يشارك في الخسارة ويتواجد داخل الملعب.

ورغم أنه تفسير فني من تين هاج؛ أوضح فيه وجهة نظره من الأمر، إلا أن هذا التصريح ليس سهلًا بالمرة لمن يُعطي الأمر قليلًا من التركيز، فكيف لرونالدو - الذي يعتمد عليه أي مدرب تدرّب معه، أن يصحح له النتيجة من خسارة لمكسب سواء كان أساسيًا أو على دكة البدلاء، وكيف لصاحب كل هذه الأرقام القياسية في تاريخه؛ أن يكون حبيس الدكة من الأساس.

رونالدو على دكة بدلاء مانشستر يونايتد في مباراة سيتي

تحول تدريجي في مسيرة رونالدو يقلب الموازين

الملاحظ بشكل واضح، هو أن الأمور لا تسير مع رونالدو بشكل جيد في السنوات الأخيرة، وتحديدًا منذ رحيله عن ريال مدريد، فإذا تحدثا عنه وعن أرقامه منذ مرحلة مانشستر يونايتد الأولى وحتى نهاية فترته مع الميرينجي؛ لن نتوقع أنه ذات الشخص الحالي، بكل الأرقام السلبية التي يسقط فيها، ولن يكون وصوله لسن الـ 37 هو المبرر، لكن هناك حسابات أخرى.

ويجب ألا ننسى أن كريستيانو هو نفسه من سجّل مع مانشستر يونايتد من 2003 إلى 2009، 118 هدفا وصنع 59، وحصد 10 بطولات منهم لقب دوري أبطال أوروبا، وهو أيضا من سجل 450 هدفا وصنع 131 مع ريال مدريد منذ 2009 إلى 2018، وحصد 16 بطولة منهم 4 ألقاب دوري أبطال.

رونالدو بلقب دوري أبطال أوروبا 

السير وراء الأهواء

لكنه من يتواجد معنا حاليًا ليس هو نفسه اللاعب البرتغالي، فبعد 18 عاما من الإنجازات والأرقام القياسية والتفوق على كل أساطير اللعبة وحفر اسمه في تاريخ كرة القدم والفوز بكل الجوائز والألقاب الفردية والجماعية، تحوّل رونالدو بشكل مفاجئ من ناحية الأرقام وعدد الأهداف وصناعة الأهداف وحصد البطولات وحتى دقائق المشاركة.

وإذا نظرنا إلى أرقامه منذ الرحيل عن ريال مدريد والانضمام إلى يوفنتوس، سنجد رونالدو سجل 101 هدف وصنع 22 في 3 مواسم منذ 2018 لـ 2021، ولم يحصد سوى 5 بطولات جميعها محلية، ودخل في خلافات عديدة مع مدربيه بسبب قلة المشاركة واستبعاده من المباريات، لينضم بعدها إلى مانشستر يونايتد، ويسوء الوضع أكثر فيسجل 25 هدفًا وصنع 3 آخرين من 45 مباراة في موسمين حتى الآن، ولم يحصد أي بطولات.

رونالدو بقميص يوفنتوس

كانت أزمة رونالدو، بأنه رفض التجديد مع ريال مدريد بسبب عدم الاتفاق على الراتب الضخم الذي كان يريده، وقرر الرحيل عن الفريق، محدثًا نفسه أنه قادر على حصد دوري الأبطال في أي نادٍ، ولكن بعد الانضمام إلى اليوفي؛ لم يجد ضالته بل وجد نفسه حبيس الألقاب المحلية من ثم حبيس الدكة بعد ذلك، ليقرر الرحيل مرة أخرى، وعندما أتيحت له فرصة العودة إلى مدريد؛ وافق على الفور لمحاولة إعادة أمجاده ولكن لم تتم الصفقة.

وهذه المرة؛ عندما قرر رونالدو الانضمام إلى فريق؛ قد يكون قادرًا على المشاركة في دوري الأبطال؛ عاد إلى مانشستر يونايتد ليجد نفسه في دوامة غريبة من النتائج السيئة، بل تراجع أدائه بشكل مُلفت جعله يجلس مُعظم المباريات على دكة البدلاء أو يشارك كبديل، ولم يكن هذا هو حال صاروخ ماديرا في السنوات الماضية، الذي كان يتم بناء فريق كامل عليه وحده، ليتحول به الأمر إلى لاعب يخاف مدربه من إشراكه في مباراة نتيجتها ثقيلة احترامًا لتاريخه.

رونالدو من مباراة الأمس والحزن يسيطر عليه 

تحديات أخيرة ومفاجأة منتظرة

والآن وبعد 4 سنوات من التخبطات والتعثرات، لم يعد أمام صاحب الـ 37 عاما؛ الكثير من الوقت ليزين خزانة بطولاته بألقاب كثيرة،  بل أصبح الوقت ضيقًا أكثر من ذي قبل، ولديه تحديات كبيرة مع منتخب البرتغال في مونديال قطر 2022، الذي سينطلق بعد أيام، وعليه تحقيق إنجاز فيه أو رقم قياسي حتى كعادته، وتحديات مع مانشستر يونايتد الذي قد يرحل عنه في الميركاتو الشتوي، وسيكون أمامه تحدي اختيار الفريق المناسب، حصد لقب دوري أبطال أوروبا أخير قبل اعتزاله، والمنافسة على كرة ذهبية أخيرة أو جائزة أفضل لاعب في أوروبا أخير.

رونالدو والكرات الذهبية التي حققها

جميع هذه التحديات؛ سيتمكن رونالدو فقط من تحديد أولوياته منها، وما الذي سيتمكن من تحقيقه وما سيعجز عنه؟، ولكن لا يجب نسيان، أن صاروخ ماديرا عودنا دائمًا على المفاجآت والنهايات غير المتوقعة، لذلك يجب على الجميع؛ الجلوس ومشاهدة ما سيفعله الأسطورة البرتغالية.

تابع مواقعنا