لماذا فشلت هدنة اليمن.. وهل سيتجدد القتال أم تقبل الحكومة طلبات الحوثي؟
أتاحت الهدنة التي استمرت ستة أشهر في اليمن وانتهت يوم الأحد فترة راحة نادرة للبلد الذي مزقته الحرب، لكن المحاولات الفاشلة لتمديدها، بسبب رفض الحوثي أثارت مخاوف من تجدد الصراع.
الهدنة التي استمرت لمدة 8 أشهر أتاحت فترة راحة للشعب اليمني الذي يعاني الأمرين في القتال الذي بدأ عام 2014، والذي تسبب في مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر، وخلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقًا للأمم المتحدة.
سبب فشل المحادثات لتمديد الهدنة في اليمن
رفضت ميليشيا الحوثي اقتراحًا قدمه المبعوث الخاص للأمم المتحدة، هانز جروندبرج، لتمديد الهدنة لمدة ستة أشهر أخرى وتوسيعها لتشمل مجالات اتفاق جديدة، حيث كان من المقرر مبدئيًا للهدنة التي انتهت أن يستمر لمدة شهرين وتم تجديده مرتين، لمدة نصف عام في المجموع.
وكانت جماعة الحوثي قد طالبوا بدفع رواتب المسؤولين العسكريين والموظفين المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها دون تمييز، في ظن منهم أنهم المسيطرين على الوضع ويحق لهم وضع الشروط.
وفي تصريحات لـ وكالة فرانس برس، قالت إليزابيث كيندال، من كلية جيرتون بجامعة كامبريدج، إن مطالب الحوثيين تبدو غير واقعية في هذه المرحلة المبكرة، موضحة أن هذه التنازلات سيكون من الصعب للغاية تلبيتها في غياب أي محادثات سلام منظمة، مشيرة إلى أن الانطباع الذي نشأ هو أن الحوثيين ليسوا مهتمين حقًا بمواصلة الهدنة.
كما أوضح عددا من الباحثين، في تصريحات صحفية، أن الهدنة فشلت بسبب اختلال توازن القوى بين الأطراف المتحاربة، مشيرين إلى أن الحوثيين يعتقدون أنهم الجانب الأقوى، بعد سبع سنوات من الصراع.
القتال سيتجدد للضغط على الحكومة من اجل الخضوع للحوثي
ويتوقع المحللون تجدد القتال على وجه التحديد حول مأرب، آخر معقل للحكومة في الشمال ومفتاح لموارد النفط في اليمن، وتعز، ثالث أكبر مدينة في البلاد يحاصرها الحوثيون منذ عام 2016.
ومن جانبه قال ماجد المذحجي، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات صحفية، أن هناك توترًا على الجبهات لكن مناوشات عسكرية محدودة حتى الآن.
وأضاف أن هناك اشتباكات أكثر حدة خاصة في مأرب وتعز يمكن توقعها في الأيام المقبلة، وربما في محاولة لتأمين المزيد من التنازلات من الحكومة للموافقة على مطالب الحوثي.
التقارير العالمية تفيد بأن الملايين على شفا المجاعة والآلاف بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة غير متوفرة في البلاد، التي دمرت بنيتها التحتية بسبب الحرب، حيث يعتمد حوالي 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية.