الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

انسفوا الروتين اللي عشش في مصالح مصر

الأحد 09/أكتوبر/2022 - 12:56 ص

القصص كثيرة والأحداث أكثر والوقائع أكبر دليل على أنه سوف يظل المواطن المصري يعاني في رحلته اليومية التي يقطعها حينما ينوي إنهاء أوراقه الخاصة في مصلحة حكومية، لا أتحدث هنا عن جهة محددة أو مصلحة بعينها لكن أتحدث عن لوائح وقوانين وتشريعات.. أتحدث عن شوط كبير تم قطعه من أجل تذليل العقبات للمواطن في إدخال التكنولوجيا والرقمنة.. أتحدث عن بعض مصالح تم تهيئتها لتتواكب مع الجمهورية الجديدة.. ولكن في المقابل هناك أماكن لا تليق بآدمية إنسان في 2022.

أتحدث عن الوحدات الصحية في المرج وكعابيش والخصوص والمنشية وكفر نصار والخانكة.. أتحدث عن غرف لا تليق بتطعيمات الحيوانات، فضلا عن إنسان يستقبل أول أيامه في الحياة، بازدحام وتكدس يفوق الخيال.. أتحدث عن رحلة إجبارية لرضيع في يومه الأول مليئة بالتلوث والتزاحم والهم.. أتحدث عن ولي أمر مجبر أن يقطع تلك الرحلة من أجل وقاية نسله من الأمراض في مكان لا يليق بما خُصص من أجله..

قطعت بنفسي تلك الرحلة.. حزنت وتألمت.. تعجبت مما رأيت.. سألت وعرفت أن الحال واحد والهم متكرر ومتراكم.. أجهزة تسجيل بدائية.. دفاتر متهالكة.. وحدات صغيرة المساحة يتكدس بها آلاف المواطنين.. موظفات بدائيات ومرضى يحتجن لرعاية صحية وتأهيلية وتدريبية.. 

هكذا الرحلة الصعبة تتكرر لو ذهبت إلى مستشفى عام أو مجلس مدينة أو حي لإنهاء تراخيص وأوراق.. ستنتهي بكل سهولة ويسر أوراقك لو تعرفت على من يُنهون الأوراق بمقابل مادي من الموظفين أو المتعاملين مع الموظفين من الخارج.. من معارف وأصدقاء البهوات على مكاتبهم.. "هتلف كعب داير لو معرفتش ازاي بتخلص المصلحة".

رغم مئات الضبطيات لكبار الفاسدين وردع الموظفين بحبس بعضهم إلا أن هناك الفاسد الأكبر ما زال طليقا.. "الموظف" الصغير الذي لا رصد له ولا حل.. يتلاعب بالقوانين واللوائح، والمواطن أيضا، وما زالت القاعدة المعمول بها "فوت علينا بكره يا سيد".. و"الشبكة واقعة" هي المسيطرة على تلك الحالة.

لو أنكرت أن العجلة تدور في الأماكن الرئيسية والمصالح الكبيرة سأكون جاحدًا ربما، لكنني لا أستطيع أن أنكر مدى البطء والروتين والبيروقراطية التي تحتاج إلى نسف كامل ورؤية شاملة وفورية في الأفرع والمقرات الصغيرة.. في مصالح تُعقد ولا تحل.. ومواطن بسيط يستبصر الحل ويترقبه في مشروع حياة كريمة ذاك الشعاع المضيء وسط كل هذه العتمة.

 

تابع مواقعنا