شيخ الأزهر: مبدأ التراحم أول ضحية خسرها إنسان اليوم وهو يهرول نحو التعبد بأصنام الأنانية
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن مبدأ التراحم أول ضحية خسرها إنسان اليوم، بعدما ضرب به عرض الحائط، وهو يهرول نحو التعبد بأصنام الأنانية والأثرة، وأنانية الإنسان وتقديم رغباته الخاصة وشهواته الجسدية، وتحرره من ضوابط الدين، وقيود الأخلاق الراقية.
وأضاف الدكتور أحمد الطيب، خلال كلمته، في احتفالية المولد النبوي الشريف، أن تجارة السلاح هي المعيار الذي لا معيار غيره في تمييز الخير من الشر والحسن من القبح، بل أصبح الحكم الذي لا راد لقضائه في نزاعات عالمنا وصراعاته وحروبه التي إن دقت طبولها -لا قدر الله!- فإنها ستعود بحضارة اليوم وربما -بين عشية وضحاها- إلى ما قبل حضارة القرون الوسطى.
كما أكد شيخ الأزهر أن عالمنا اليوم بات في أمس الحاجة إلى هدي صاحب هذه الذكرى محمد وهدي إخوانه من الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وذلك بعدما خسر العالم المعاصر رهانات عاش على وعودها البراقة في إقرار السلام وإنهاء الحروب، ما يقارب أربعة قرون طوال، إن يكن تحقق للإنسانية فيها من الرقي المادي ما لم يتحقق لها منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، فإنها في سباقها المادي المحموم عانت -ولاتزال تعاني- من فراغ هائل في المعنى وفي القيم والقواعد الأخلاقية، وبحيث أصبحت الأزمة أزمة أخلاقية بوجه عام.
وتقام احتفالية المولد النبوي الشريف، بحضور كلًا من: الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والوزراء وكبار رجال وقيادات الدولة، وشخصيات حكومية وسياسية ودينية.