أبطال حرب أكتوبر.. محطات في حياة المشير أحمد إسماعيل قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع
تحتفل مصر والقوات المسلحة بالذكرى التاسعة والأربعين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، ويظل نصر السادس من أكتوبر نقطة مُضيئة في مسيرة التاريخ المصري الحديث، إذ تجسد تلك المناسبة الوطنية الخالدة صلابة رجال القوات المسلحة المصرية وتضحياتهم، حيث يقدمون أرواحهم ودمائهم دفاعا عن الوطن، لترتفع هامة كل من يسكن الأرض العربية، بعد أن تساقطت تحت أقدامهم أحجار خط بارليف، كأوراق الخريف.
حرب أكتوبر
وكان للمشير أحمد إسماعيل دور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر، أنقذ الجبهة المصرية من الانهيار، وبعد قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات تطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي، وقرر السادات إعفاء الأخير من منصبه بشكل مؤقت، وكان للفريق الشاذلي شعبية واسعة في الجيش بين كبار القادة والجنود، إلي جانب أن الخلافات بدأت في عز اشتعال المقاومة الإسرائيلية وظهور ثغرة الدفرسوار.
بالإضافة إلى الحساسية التي كانت تسيطر على علاقة إسماعيل والشاذلي، وميل الأول إلى تأييد الرئيس على حساب آراء رئيس الأركان في التعامل مع الثغرة، وتولى إسماعيل قيادة هيئة الأركان بنفسه، وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جرى تصعيده إلى المنصب رسميا مع انتهاء الحرب.
ونجح أحمد إسماعيل في الحفاظ على وحدة الصف بين القادة، وانصاع في الوقت نفسه إلى تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة.
بعد الحرب منحه الرئيس السادات رتبة المشير في 19 فبراير عام 1974 اعتبارا من السادس من أكتوبر عام 1973 وهي أرفع رتبة عسكرية مصرية وهو ثاني ضابط مصري يصل لهذه الرتبة بعد المشير عبد الحكيم عامر. وحصل أيضا علي نجمة سيناء من الطبقة الأولى وتم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.
وأنشأ قوات الصاعقة أثناء العدوان الثلاثي في عام 1966، وكان رتبة إسماعيل عقيد في ذلك الوقت وبعد ذلك أصبح قائد اللواء الثالث مشاة في رفح ثم القنطرة شرق.
وفي عام 1957 ألتحق بكلية مزونزا العسكرية بالاتحاد السوفيتي في نفس العام أصبح كبير المعلمين في الكلية الحربية، وبعد عام 1967 وجدت تلك المراكز مبررًا للإطاحة به، وبالفعل نجحوا في ذلك، ولكن الرئيس جمال عبد الناصر استدعاه وسلمه قيادة القوات شرق قناة السويس، وبعد ثلاثة شهور فقط من معارك 1967 أقام أول خط دفاعي كما قام بإعادة تنظيم هذه القوات وتدريبها وتسليحها، وبعد فترة وجيزة تمكنت هذه القوات أن تخوض معركة رأس العش، ومعركة الجزيرة الخضراء، وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات.
بعد أيام من النكسة أصدر جمال عبد الناصر قرارا بإقالة عدد من الضباط وكبار القادة وكان من بينهم أحمد إسماعيل، وبعد أقل من 24 ساعة أمر عبد الناصر بإعادته للخدمة وتعيينه رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، وبعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة، في التاسع من شهر مارس عام 1969، تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وفي الثاني عشر من شهر سبتمبر عام 1969 تم إعفائه من منصبه بسبب انزال الزعفرانة وترك الحياة العسكرية.
وفي عام 1970 توفي الرئيس جمال عبد الناصر وتولى الرئيس السادات وتم تعيين أحمد إسماعيل رئيس لجهاز المخابرات العامة المصرية في 15 مايو 1971 واستمر حتى 26 أكتوبر 1972 وتم إصدار قرار بتعيينه وزيرًا للحربية وقائدًا عاما للقوات المسلحة المصرية خلفا للفريق أول محمد صادق
وفي 28 يناير 1973 عينته هيئة مجلس الدفاع العربي قائدًا عامًا للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية.
الضباط الأحرار
المشير أحمد إسماعيل علي، ولد في 14 أكتوبر 1917 بمنطقة شبرا بمحافظة القاهرة، ألتحق بالمراحل التعليمية المختلفة حتى حصل على الشهادة الثانوية، ولم ينجح في الالتحاق بالكلية الحربية فقام بتقديم أوراقه في كلية التجارة وفي السنة الثانية قام بتقديم أوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات بالكلية الحربية ولكن رفضتهم الكلية لأنه من أبناء العوام ولكن تم قبولهم بعد ذلك بسبب قرار الملك فؤاد الأول قبول دفعة من أبناء عامة الشعب فكانت هذه الدفعة هي الضباط الأحرار.
تخرج عام 1938 برتبة ملازم ثان بسلاح المشاة وسافر بعثة التدريب بدير سفير فلسطين عام 1945 وجاء ترتيبه الأول على الضباط المصريين والإنجليز.
شارك في الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين وكان قائد لسرية مشاة في رفح وغزة.