الحرب الكروية الثالثة.. تغييرات جديدة تنتظر كتابتها في تاريخ اللعبة
يعيش العالم في الوقت الراهن، أزمات كبرى بين الدول الكبرى وبعضها البعض، ليتحدث الجميع أننا على أعتاب دخول حرب عالمية ثالثة، خلال الفترة المقبلة، وهو ما يقلق الجميع بسبب الأثار السلبية المترتبة على قيام الحروب ونتائجها عقب انتهائها، وكذلك يكون لكرة القدم جانب من هذ الأمر بشكل مباشر وغير مباشر.
الآثار السلبية المترتبة على الحربين الأولى والثانية
ومثلما قلنا دائما الحروب تأتي بخسائرها معها سواء أكانت في وقت الحرب أو بعد نهايتها، ودائما ما تكون الخسائر جسيمة وتتسبب في تغيير مجرى التاريخ وتغيير العالم حولنا بشكل كلي، وذلك مثلما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، والتي نتج عنهما تغير شامل في مجرى الحياة في العالم أجمع بجانب الدمار الذي أحدثتها في الكوكب كله بشكل عام.
ففي الحربين العالميتين الأولى والثانية، قد تأثر العالم بشكل كبير جدا بخلاف موت الملايين، وقد يكون المليارات من البشر وإصابات مثلهم، ولكن تم عقد اتفاقيات عديدة وسقطت إمبراطوريات ودول كبرى، وتم اختراع أسلحة إلكترونية ونووية وذرية أثرت على العالم كله سلبيا، وقيام ثورات عديدة، وإطلاق قنبلتي هيروشيما وناجازاكي على اليابان، واتخاذ اليهود لفلسطين موطنا لهم والعديد من الأمور الأخرى السلبية.
الحروب وكرة القدم
وبالطبع كان للحروب تأثير على كرة القدم وبالتحديد الحرب العالمية الثانية، فقد تم إلغاء بطولات كبرى مثل كأس العالم الذي توقف لمدة 12 عام عقب دورته الثالثة في 1938 التي أقيمت في فرنسا لتعود بعد نسختين وبالتحديد في عام 1950، بخلاف إلغاء نسختين من دورة الألعاب الأولمبية في 1940 و1944 وكل ذلك لأسباب سياسية، وبالطبع بخلاف توقف كرة القدم حول العالم وتعطيل البطولات في الدوري الإنجليزي، والسيطرة على ملاعب في إنجلترا بعينها لإستخدامها في أغراض أخرى للحرب وتجنيد العديد من اللاعبين في الجيش، وكان المستفيد الوحيد في هذه الفترة هي دولة البرازيل فقد ظهرت في كرة القدم بشكل كبير وأخرجت العديد من المواهب.
ولكن بخلاف تأثير الحروب بشكل واضح على الكرة، فهناك حروب ومنازعات داخل اللعبة ذات نفسها تؤثر عليها بشكل كبير وتتسبب في تغيير تاريخها بشكل كبير، أو تغيير قوانينها أو إدخال أمر جديد عليها، وكان هناك أحداث كبرى لذلك مثل الحروب أسهمت في تطور كرة القدم حول العالم وهناك ما أثر عليها سلبي.
ولكن على صعيد كرة القدم ذاتها وحروبها وصراعتها فقد شهدت اللعبة العديد من التغيرات، مثل التطورات التي تسببت في تطوير قانون التسلل، أو ما تسبب في الاهتمام بقانون اللعب المالي النظيف، وكارثة كارثة هيلزبره الذي تسببت في إصدار قانون إزالة الأسوار الحديدية من جميع ملاعب إنجلترا، ومذبحتي بور سعيد والدفاع الجوي في مصر اللتان تسببتا في منع حضور الجماهير في مباريات الدوري المصري حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى ظهور تقنية حكم الفيديو –الفار- وذلك بسبب النزاعات الكثيرة التي ظهرت بسبب الأخطاء التحكيمية، والعديد من الأمور الأخرى، بالإضافة إلى ظهور وباء كورونا، الذي كان بمثابة ضربة قاضية للجميع وتسبب في توقف الدوريات في جميع أنحاء العالم لفترة طويلة وحتى عند عودتها عادت بالعديد من الإجراءات الاحترازية التي افقدتها جزء كبير من متعتها.
الحرب الكروية الثالثة
والآن نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة في كرة القدم أو يمكن أن نتخيلها هكذا، وذلك بسبب بعض الخلافات وبعض الأمور الجديدة التي ستغير تاريخ كرة القدم بشكل كبير وستؤثر على اللعبة بشكل عام، وقد تظهر أمور جديدة علينا في اللعبة، وأبرز هذه الأمور هي:
-ظهور السوبر الأوروبي
اتفقت مجموعة من كبار أندية أوروبا مثل ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس وغيرهم، على أن يقوموا بإنشاء دوري خاص بهم يدعى –دوري السوبر الأوروبي- يشاركوا فيه بقوانين خاصة وجوائز مالية ضخمة، ويبتعدوا عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ولكن تفاجأوا بهجوم شديد من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا الذي أبدى رفضه الشديد للأمر بسبب أنه سيضر بطولات مثل دوري الأبطال والدوري الأوروبي، وسيسبب خسائر طائلة لهم سواء في قيمة البطولات المادية أو التسويقية، وهددوا رؤساء الأندية بعقوبات قاسية ليتراجعوا في قرارهم وينسحب الجميع من هذا الأمر، بالإضافة إلى قرار يويفا بإنشاء بطولة جديدة وهي –المؤتمر الأوروبي- ليشارك في المراكز الأقل من البطولتين الآخرتين أي لمراضاة الجميع، ولكن أشارت التقارير إلى أنه من المتوقع أن تظهر هذه البطولة بشكل مفاجئ ويتم تنفيذ الأمر وهو ما سيغير مقاييس كثيرة في كرة القدم.
-انتهاء عصر رونالدو وميسي وظهور ثنائي آخر
بعد تقدمهما في السن، بدأ الجميع يشير إلى أنه أوشك أن ينتهي عصر الأسطورتين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بسبب تراجع أرقامهم وغيابهم عن منصات التتويج بدوري الأبطال وعدم تواجد الثنائي سويا في المنافسة على الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في أوروبا مثلما كان في الماضي، مشيرين إلى أننا على وشك البدء في عصر جديد سيكون ملك أسطورتين جديدتين وهما كيليان مبابي وإرلينج براوت هالاند وهما الموهبتان الأبرز حاليا في الساحة الكروية واللذان سيسحبان عرش المنافسة على اكتساح منصات التتويج من الأرجنتيني والبرتغالي.
-انحدار مستوى واحد من أقدم الدوريات في أوروبا
أصبح من الواضح للجميع في الوقت الراهن انحدار مستوى واحد من أقدم وأعظم الدوريات في أوروبا والعالم، وهو الدوري الإيطالي وذلك بدأ يبدوا ظاهرا منذ أن تم إذاعته على قناة رابطة الدوري الرسمية على يوتيوب بسبب رفض شراء شبكة بي إن سبورتس لحقوق إذاعة المباريات، لتقل نسب مشاهدته ويبدأ في الابتعاد عن الساحة بشكل كبير وبدأ الأمر في الزيادة بعد قيام شبكة أبو ظبي الرياضية المشفرة بشراء حقوق بثه، ولكن بشكل غير مجاني، ليقل عدد متابعيه أكثر، بل وأصبح الدوري لا يحتوي على لاعبين أساطير أو يملكون تاريخ كبير في اللعبة مثلما كان سابقا، بل ولا يقدم أي من كباره مستوى مميز في المحافل الأوروبية الكبرى وأقواهم يودع البطولات من الدور ربع النهائي، وإذا حدث وأندثر مثل هذا الدوري العريق سيكون هناك تأثير سلبي كبير على اللعبة.
-مذبحة إندونيسيا
ومن جديد بعد فترة طويلة من الهدوء في الملاعب، ظهرت مذبحة محزنة جديدة وهذه المرة في دولة إندويسيا خلال إحدى المباريات في الدوري، وأسفرت عن مقتل 127 شخص وظلت الأعداد تتزايد وتم إيقاف الدوري لحين التحقيق في الواقعة، وهو ما قد ينتج عنه إجراء تغييرات في حضور الجماهير في آسيا وفي الدوري هناك بشكل خاص، أو قد يكون هناك تغييرات على مستوى اللعبة عموما لزيادة الأمان مثلما حدث في المذابح التي ذكرناها من قبل.
وهناك العديد من الأمور الأخرى التي لم نذكرها، لأن هذه تعتبر أهم الأسباب التي قد تتسبب في اندلاع حرب كروية ثالثة في اللعبة، تتسبب في كتابة تاريخ جديد وتغييرات جديدة تجعل اللعبة جديدة علينا بشكل كبير، أو قد يتم السيطرة على الأمر وتدارك الموقف قبل نشوب الحرب.